2 - وقال النووي: ((. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَإِنَّ اللَّه لَا يَمَلّ حَتَّى تَمَلُّوا) هُوَ بِفَتْحِ الْمِيم فِيهِمَا , وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: (لَا يَسْأَم حَتَّى تَسْأَمُوا) وَهُمَا بِمَعْنًى قَالَ الْعُلَمَاء: الْمَلَل وَالسَّآمَة بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا مُحَال فِي حَقِّ اللَّه تَعَالَى , فَيَجِب تَأْوِيل الْحَدِيث. قَالَ الْمُحَقِّقُونَ: مَعْنَاهُ لَا يُعَامِلكُمْ مُعَامَلَة الْمَالِّ فَيَقْطَع عَنْكُمْ ثَوَابه وَجَزَاءَهُ , وَبَسَطَ فَضْله وَرَحْمَته حَتَّى تَقْطَعُوا عَمَلكُمْ , وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَمَلّ إِذَا مَلَلْتُمْ , وَقَالَهُ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره , وَحَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره , وَأَنْشَدُوا فِيهِ شِعْرًا. قَالُوا: وَمِثَاله قَوْلهمْ فِي الْبَلِيغ: فُلَان لَا يَنْقَطِع حَتَّى يَقْطَع خُصُومه. مَعْنَاهُ: لَا يَنْقَطِع إِذَا اِنْقَطَعَ خُصُومه , وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ يَنْقَطِع إِذَا اِنْقَطَعَ خُصُومه لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضْل عَلَى غَيْره))
القول الثالث: وهو قول من أجرى الحديث على ظاهره ولكن قال أنه لا يستفاد منه الملل وإنما هو من باب المزاوجة أو المشاكلة، وأو وضع الفعل موضع الفعل،, أو قالوا بأن الملل هنا بمعنى الانقطاع،اتفق هؤلاء مع أصحاب القول الثاني في أن الملل صفة نقص مطلق ليس بها كمال.
1 - قال ابن الأثير)) النهاية في غريب الأثر [جزء 4 - صفحة 790]
[إكْلَفُوا من العمل ما تُطِيقُون فإن اللّه لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا] معناه: أن اللّهَ لا يَمَلُّ أبداً مَلِلْتم أو لم تَمَلُّوا فجرى مَجْرَى قولهم: حتى يَشيبَ الغُرَابُ ويَبْيَضَّ الْفَأر
وقيل: معناه: أنّ اللّه لا يَطَّرِحُكم حتى تَتْركوا العمل (في الهروي زيادة: [له]) وتَزْهَدوا في الرغبةِ إليه فَسَمَّى الفِعْلَيْن مَلَلاً وكِلاهُما ليسا بِمَللٍ كعَادَةِ العَرَبِ في وَضْعِ الفِعْلِ موضعَ الفِعْلِ إذا وَافَقَ معناهُ نحو قولهم:
ثم أضْحَوْا لَعِبَ الدَّهْرُ بهمْ ... وكَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بالرِّجالْ
فجعل إهْلاكَه إيَّاهُم لَعِباً
وقيل: معناه: أن اللّه لا يَقْطع عنكم فَضْلَه حتى تَمَلُّوا سُؤالَه. فَسَمَّى فِعْل اللّه مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله تعالى: [وجزاءُ سَيّئةٍ سَيِّئةٌ مثلُها] وقوله: [فَمن اعتدَى عليكم فاعتَدُوا عليه] وهذا بابٌ واسعٌ في العَربيةِ كثيرٌ في القرآنِ)) [النهاية]
2 - قال ابن قتيبة: ((قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا فجعلتم الله تعالى يمل إذا ملوا والله تعالى لا يمل على كل حال ولا يكل
قال أبو محمد ونحن نقول إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيما من الخطأ فاحشا ولكنه أراد فإن الله سبحانه لا يمل إذا مللتم ومثال هذا قولك في الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل لا تريد بذلك أنه يفتر إذا فترت ولو كان هذا هو المراد ما كان له فضل عليها لأنه يفتر معها فأية فضيلة له وإنما تريد أنه لا يفتر إذا افترت وكذلك تقول في الرجل البليغ في كلامه والمكثار الغزير فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه تريد أنه لا ينقطع إذا انقطعوا ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا لم يكن له في هذا القول فضل على غيره ولا وجبت له به به مدحة وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى بن أخت تأبط شرا ويقال إنه لخلف الأحمر
صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا
لم يرد أنه يمل الشر إذا ملوه ولو أراد ذلك ما كان فيه مدح له لأنه بمنزلتهم وإنما أراد أنهم يملون الشر وهو لا يمله)) [تأويل مختلف الحديث]
وأنا أضع ما تقدم بين أيدي أهل العلم من رواد الملتقى للمشاركة وإبداء الرأي.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 05, 08:11 م]ـ
أين فوائدكم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 04:59 م]ـ
اخواني
لقد اتخذ مبتدعة منتدى الأصلين صفة الملل ذريعة لسب وشتم شيخنا ابن عثيمين فأريد الرد عليهم مستعينا بالله ثم بكم فأين أنتم؟
محبكم/أبو فهر
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 05:43 م]ـ
اخي الكريم
قال الشيخ ابن عثيمين:
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق))
و هذا يكفي
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[24 - 09 - 05, 08:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبي:
إن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله لما عرض القولين في هذه المسألة ووقف عند من أخذ بظاهر النص ذلك منالإيمان والتسليم الذي ينازعه خصومه في أكثر ما ورد بالوحي سواء كان كتابا أو سنة وكأن الشيخ يقول لو أخذنا بظاهر النص والتسليم له دون تشبيه وضرب أمثلة على الأصل الذي أمرنا الله به سلمنا بخلاف الغير الذي لا يرجع إلى ركن وثيق.
والذي يظهر لي حفظك الله أن هذا اللفظ من النص لم يتكلم على صفة ذاتية بل غاية ما فيه إخبار على باب المقابلة في الفعل وهذا ليس تحريف وهو الذي يسمى تأويل عند المتأخرين بل هو دلالة اللفظ على معنى النص إذ الكلام فيه على الطاعات المؤداة من العباد والتي ثمارها الأجر والمثوبة من الله عز وجل فكلما عمل العبد طاعة كلما نال ثوابها وأخذ أجرها فإذا فتر عن الطاعة نقص أجره.
وهكذا القول في النسيا ن في قوله تعالى (نسوا الله فنسيهم)
فالنسيان عند البشر من حيث تعلقه بالحكم الشرعي على قسمين
الأول: النسيان بمعنى الذهول فيترك العمل عن غير قصد وهذا لا عقوبة عليه بالنص عفي عن أمتي.
الثاني: بمعنى الترك كما في الآية يدل على ذلك ترتب العقوبة عليه
فيكون المعنى المناسب لسياق النص والله اعلم ترك الله لهم بالعذاب لتركهم طاعته وقت التكليف قصدا.
وإني أرقب التصحيح إن أخطأت
وجزاكم الله خيرا
¥