تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استغل الفترة من الشروق حتى الظهر بالكتابة والتأليف، ثم أذهب إلى الجامعة وغالباً تكون محاضراتي بين الظهر والعصر، أما فترة ما بعد العصر فتكون للدروس العامة للناس، أما في الليل فأنا لست ليليّاً وأحرص على النوم مبكراً، حتى إني في ليالي الصيف أنام بعد العشاء مباشرة.

الفرقان: صدر لكم كتابان في إعجاز القرآن: (البيان في إعجاز القرآن) و (إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني). ما الإضافة العلمية التي نجدها في الكتاب الثاني؟

د. صلاحالكتاب الأول (البيان) كتاب أكاديمي أعد لطلاب كليات المجتمع بغرض التقدم للامتحان الشامل، وقد ألفته سنة 1989م عندما كنت مدرساً لمادة إعجاز القرآن في كلية العلوم الإسلامية، إذن فالكتاب أعد وفق مخطط خاص ولهدف معين. بعد ذلك عندما أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين دعت الحاجة لتأليف كتاب بمستوى آخر ولهدف آخر، يليق بمستوى الدراسة الجامعية، وهو يختلف عن الكتاب الأول في المنهاج والخطة، الأول كان كتاباً تاريخيّاً إلى حد ما؛ تناولت فيه (الإعجاز القرآني ومسيرته التاريخية)، أما الكتاب الثاني فيركز على التحليلات القرآنية عن المباحث المختلفة، وهو يقوم على ثلاثة فصول: الفصل الأول مقدمات دراسة الإعجاز، الفصل الثاني -وهو صلب الكتاب- وسميته (الإعجاز البياني في القرآن)، تناولت فيه عشرين مبحثاً من الموضوعات القرآنية: الحذف والذكر، التقديم والتأخير، التعريف والتنكير، الترادف، الزيادة. الفصل الثالث يبحث في الأدلة على أن القرآن كلام الله تعالى (دلائل مصدره الرباني)، فالكتاب الثاني أشمل في الحقيقة وأكثر فائدة، وفيه تحليلات قرآنية أجود.

الفرقان: من يقرأ الكتابين يلاحظ أنه في الكتاب الأول تكلمتَ عن القضايا العلمية والأخبار الغيبية الموجودة في القرآن وغيرها على أنها من وجوه الإعجاز، أما في الكتاب الثاني فقد اعتبرتها فقط دلائل على ربانية مصدر القرآن. لماذا؟

د. صلاح في الكتاب الأول ذكرتُ أنها من وجوه الإعجاز، وبينت في المقدمة أن هذا من باب التنازل؛ لأن الكتاب هدفه أكاديمي -كما ذكرنا- وأني لا أرى ذلك، أما الكتاب الثاني فقد كتبته ليكون دراسة منهجية أشمل، ولذلك ذكرت فيه رأيي بدقة وبحرية؛ وهو أن هذه لا أعتبرها من وجوه الإعجاز وإنما هي أدلة على أن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى.

الفرقان: ذكرتم في كتابكم الأول (البيان) (ص 65) أن "التحدي بالإتيان بمثل القرآن مستمر، فحيثما يوجد كافر يطعن في مصدر القرآن، فيوجه له التحدي لمعارضته" أقول: لما كان العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم يمتلكون ناصية اللغة كان التحدي بالإتيان بمثله في الفصاحة والبلاغة، ولكن لمَّا ضعفت الملكة البيانية بعد ذلك، فهل يعقل أن يتحدى الناس جميعاً بالبيان وحده؟! لماذا لا نقول بتعدد وجوه التحدي بتعدد وجوه الإعجاز التي ذكرها بعض العلماء؟

د. صلاح هذا يقودنا إلى وجوب الفصل بين المصطلحات ومعرفة ما هو المطلوب في موضوع الإعجاز والتحدي. نحن متفقون على أن الإعجاز قائم على التحدي، ولا إعجاز إلا بعد التحدي، أيضاً عندما تتحدى طرفاً آخر أنت تطلب منه الإتيان بشيء، إذن هي مراحل ثلاث مترابطة وخطوات ثلاث متدرجة: معاجزة -أولاً-، ثم عَجْز -ثانياً-، ثم إعجاز -ثالثاً-، المشكلة أن بعض من يتكلم في الإعجاز لا يحسن التفريق بين هذه الأمور، ولا يقف أمام قوله تعالى: (فأتوا بسورة من مثله) (البقرة: 23) (فأتوا) الأمر لمن؟ وما هو الهدف؟ وما المراد بالمثلية في الآية؟ في سورة هود يقول الله تعالى: (فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) (هود: 13). و (مفتريات) معناها: مكذوبات. لماذا أتى بكلمة (مفتريات) صفة لعشر سور؟! هذا يقودنا إلى أن نذكر الخطوات الثلاث: أولاً المعاجزة .. المعاجزة تعني أن هناك معركة بين القرآن وخصومه، لما سمع الكفار القرآن قالوا: هذا ليس كلام الله بل هو من تأليف محمد r. كانت دعوى النبي أن القرآن كلام الله. لكنهم كذَّبوه في دعواه، ثم ارتقوا خطوة أعلى في التكذيب فقالوا: (لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين)، فزعموا القدرة على الإتيان بمثله، لما ادعوا القدرة على الإتيان بمثله ناسب أن يتحداهم الله فوراً فقال: (فأتوا بسورة من مثله). فالمعاجزة تعني أن القرآن أراد إعجاز المشركين وتعجيزهم، وهم أرادوا تعجيزه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير