تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التكبير الجماعى فى عشر ذى الحجة]

ـ[قتادة]ــــــــ[01 - 01 - 06, 02:57 م]ـ

هل يجوز التكبير الجماعى؟ كما ذكر البخاري في صحيحه تعليقا عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكان عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما يكبران في أيام منى في المسجد وفي الخيمة ويرفعان أصواتهما بذلك حتى ترتج منى تكبيرا

هل يعد ذلك دليلا على مشروعية التكبير الجماعى؟

ـ[علاء شعبان]ــــــــ[01 - 01 - 06, 04:08 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الأعمال المستحبة في هذه الأوقات " التكبير" [1]

لَا خِلَافَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رحمهم الله , فِي أَنَّ التَّكْبِيرَ مَشْرُوعٌ فِي عِيدِ النَّحْرِ , وَاخْتَلَفُوا فِي مُدَّتِهِ , فَذَهَبَ أحمد إلَى أَنَّهُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

وَهُوَ قَوْلُ عُمَرَ [2] , وَعَلِيٍّ [3] , وَابْنِ عَبَّاسٍ [4] , وَابْنِ مَسْعُودٍ [5] رضي الله عنهم , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو يُوسُفَ , وَمُحَمَّدٌ , وَأَبُو ثَوْرٍ , وَالشَّافِعِيُّ فِي بَعْضِ أَقْوَالِهِ.

وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: [أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إلَى الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ]، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ عَلْقَمَةُ , وَالنَّخَعِيُّ , وَأَبُو حَنِيفَةَ ; لِقَوْلِهِ: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) وَهِيَ الْعَشْرُ , وَأَجْمَع العلماء عَلَى أَنَّهُ لَا يُكَبِّرُ [6] قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَيَنْبَغِي أَنْ يُكَبِّرَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ.

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ , وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , أَنَّ التَّكْبِيرَ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إلَى الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ , وَالشَّافِعِيُّ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ ; لِأَنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِلْحَاجِّ , وَالْحُجَّاجُ يَقْطَعُونَ التَّلْبِيَةَ مَعَ أَوَّلِ حَصَاةٍ , وَيُكَبِّرُونَ مَعَ الرَّمْيِ , وَإِنَّمَا يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ , فَأَوَّلُ صَلَاةٍ بَعْدَ ذَلِكَ الظُّهْرُ , وَآخِرُ صَلَاةٍ يُصَلُّونَ بِمِنًى الْفَجْرَ مِنْ الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

وَالراجح الأول لما صح عن علي، وابن عباس، وابن مسعود رضي الله عنهما [7]، وما رُوي في هذا مرفوعاً عن جَابِر، وعلي، وعمار لا يصح. [8]

قِيلَ لِأَحْمَدْ , رحمه الله: بِأَيِّ حَدِيثٍ تَذْهَبُ , إلَى أَنَّ التَّكْبِيرَ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؟

قَالَ: بِالْإِجْمَاعِ عُمَرُ , وَعَلِيٌّ , وَابْنُ عَبَّاسٍ , وَابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنهم.

وَلِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)، وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ , فَتَعَيَّنَ الذِّكْرُ فِي جَمِيعِهَا، وَلِأَنَّهَا أَيَّامٌ يُرْمَى فِيهَا , فَكَانَ التَّكْبِيرُ فِيهَا كَيَوْمِ النَّحْرِ.

وقوله تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)؛ فَالْمُرَادُ بِهِ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْهَدَايَا وَالْأَضَاحِيّ، ..... وَإِنْ صَحَّ قَوْلُهُمْ فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالذِّكْرِ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ , وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ , فَيُعْمَلُ بِهِ أَيْضًا.

وَأَمَّا الْمُحْرِمُونَ فَإِنَّهُمْ يُكَبِّرُونَ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ ; لِمَا ذَكَرُوهُ , لِأَنَّهُمْ كَانُوا مَشْغُولِينَ قَبْلَ ذَلِكَ بِالتَّلْبِيَةِ , وَغَيْرُهُمْ يَبْتَدِئُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ; لِعَدَمِ الْمَانِعِ فِي حَقِّهِمْ مَعَ وُجُودِ الْمُقْتَضِي. وَقَوْلُهُمْ: إنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لَهُمْ فِي هَذَا. دَعْوَى مُجَرَّدَةٌ , لَا دَلِيلَ عَلَيْهَا , فَلَا تُسْمَعُ.

(صفة التكبير)

قَالَ الْقَاضِي: [9] التَّكْبِيرُ فِي الْأَضْحَى نوعان:

(مُطْلَقٌ وَمُقَيَّدٌ)

فَالْمُقَيَّدُ عَقِيبَ الصَّلَوَاتِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير