[رجاء المساعدة ما حكم تعليق الزينةوالقناديل أيام العشر؟]
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 06:05 م]ـ
إخواني أعضاء الملتقى المبارك أرجو من لديه بحث في حكم تعليق الزينة يوم عيد المسلمين ألا يبخل عليّ به لأنني عندما قرأت الأدلة التي كتبها شيخنا المربي محمد حسين يعقوب (حفظه الله) عن حرمة الأحتفال برأس السنة , فخفت أن تكون هذه المسألة أيضا تشبه بالكفار.
لأني عمت على تعليقها في المبنى حتى أغيظ بها الكفار , أرجو الإفادة وفي أسرع وقت.
الأدلة التي نقلها شيخنا المبارك وأتاني الريب منها هي:-
- قال الله ـ تعالى ـ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18]، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (ثم جعل محمداً صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها له، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا يعلمون كل من خالف شريعته).
2 - قال الله ـ تعالى ـ: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إنَّكَ إذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 145]. ويقول ـ تعالى ـ عن اليهود والنصارى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} [الرعد:37]. يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره هذه الآية: (وهذا وعيد لأهل العلم أن يتبعوا سبل أهل الضلالة بعد ما صاروا إليه من سلوك السنة النبوية والمحجة المحمدية ـ على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام ـ).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ففيه دلالة على أن مخالفتهم مشروعة في الجملة.
3 - قال النبي: «من تشبه بقوم فهو منهم». والحديث فيه وعيد شديد على التشبه بغير المسلمين؛ فمن تشبه بالأتقياء والصالحين فهو منهم، ومن تشبه باليهود والنصارى وغيرهم من الكفار فهو منهم ـ والعياذ بالله ـ. يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث: (ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعبادتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقر عليها).
4 - وقال النبي: «إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم»، وعندما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر».
5 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: (إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله ـ سبحانه ـ: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67]، كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد، موافقه في الكفر، والموافقة في بعض فروعه: موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر؛ فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره. ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه).
وبعد .. فإن الأدلة في هذه المسألة كثيرة جداً لا يتسع لها هذا المقال، والذي يريد التفصيل فليراجع الكتاب القيم لشيخ الإسلام ابن تيمية: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) وهو كتاب عظيم جدير بالقراءة.
وما ذكرناه من الأدلة، كفاية لطالب الحق ليعلم الضلال والانحراف الذي عليه كثير من الناس في تشبههم بالكفار وتركهم سنة خير البرية محمد.
وختاماً: فإن الله قد أمرنا بمخالفة الكفار لحكمة جليلة وعظيمة، منها: كي لا تدخل محبة هؤلاء إلى قلوب المسلمين؛ فهم أعداء الله وأعداء المسلمين، والتوافق والتشابه في الأمور يولد التآلف والتقارب، ومن ثم الود والحب.
وقد نفى الله ـ عز وجل ـ الإيمان عمن أحب أعداءه المنحرفين عن شرعه فقال ـ تعالى ـ: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. } [المجادلة: 22].
وهذا لا ينافي العدل معهم وحسن معاملتهم ما لم يكونوا محاربين. قال ـ تعالى ـ: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ}. [الممتحنة: 8]
منقول من موقع الشيخ.
ولكن وجدت قول الشربيني (رحمه الله) في الإقناع قال (في باب الصيام)
(والظاهر كما قال الأذرعي أن الأمارة الدالة كرؤيت القناديل المعلقة بالمنابر في أخر شعبان ..... )
والشاهد هو قوله (رحمه الله) القناديل المعلقة بالمنابر , فهل يدل ذلك أن ذاك الفعل متعارف لدينا؟.
أرجو الإهتمام , جزاكم الله خيرا.