تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أين نحن من حُسن الخلق؟!

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 12:05 م]ـ

أين نحن من حُسن الخلق؟

قال الإمام القدوة محمد بن إسماعيل رحمه الله:

(6024) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ " فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" قَدْ قُلْتُ ((وَعَلَيْكُمْ)) ".

وقال رحمه الله:

(6030) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ يَهُودَ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمْ اللَّهُ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ. قَالَ: " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ! عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ، وَالْفُحْشَ " قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ: " أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟! رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ ".

وأخرج ابن أبي الدنيا في " الصمت " (308)، عن عطاء رضي الله عنه:

{وقولوا للناس حسنا} قال: " للناس كلهم، المشرك وغيره ".

قال البيضاوي:

{وقولوا للناس حُسْنَا} أي: قولًا حَسَنًا، وسمّاه {حُسْنا} للمبالغة (!)، وقرأ حمزة و الكسائي و يعقوب {حَسَنا} بفتحتين،

وقُرِئ {حُسُنَا} بضمتين وهو لغة أهل الحجاز، و" حُسْنَى " على المصدر - ك " بُشْرَى "، والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد. انتهى

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

للبخاري في كلامه على الرجال توق زائدة، وتحرّ بليغ يظهر لمن تأمّل كلامه في الجرح والتعديل، فإنّ أكثر ما يقول " سكتوا عنه "، " فيه نظر "، " تركوه "، ونحو هذا، وقَلّ أنْ يقول " كذّاب " أو " وضّاع " وإنما يقول " كذّبه فلان "، "رماه فلان " يعني بالكذب. انتهى "مقدمة الفتح" ص480.

ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:06 م]ـ

أحسن الله إليك ......

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 01:14 م]ـ

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل.

-----

- الخلاف لا يدعوا إلى إساءة الأدب مع المخالف -

"نماذج من النقد العلمي البنّاء"

قال الحافظ في "التلخيص الحبير " 4/ 183:

قال بن طاهر (1) في تصنيف له مفرد في الكلام على هذا الحديث (2): اعلم أني فحصت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألتُ عنه مَن لقيته من أهل العلم بالنقل، فلم أجد له غير طريقين: أحدهما طريق شعبة، والأخرى عن محمد بن جابر عن أشعت بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ - وكلاهما لا يصح. قال: وأقبح ما رأيتُ فيه، قول إمام الحرمين في كتاب " أصول الفقه ": والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ. قال [ابن القيسراني]: وهذه زلة منه، ولو كان عالمًا بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة.

قلت [ابن حجر]: أساء الأدب على إمام الحرمين، وكان يمكنه أن يعبّر بألين من هذه العبارة، مع أن كلام إمام الحرمين أشدّ مما نقله عنه،

فإنه قال: " والحديث مُدَوَّن في الصحاح متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل "، كذا قال رحمه الله! انتهى


(1) محمد بن طاهر بن عليّ بن أحمد بن أبي الحسن الشيباني الحافظ أبو الفضل المقدسي المعروف بابن القيسراني (448 - 507).

(2) " علة حديث معاذ في القياس ". ينظر: هديّة العارفين 1/ 489.

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 06, 02:24 م]ـ
قال الذهبي- رحمه الله - في السير 14/ 39 - 40:
قال الحافظ "أبو عبد الله بن منده" في مسألة الايمان: صرّح محمد بن نصر [المروزي] في كتاب " الإيمان " بأن الإيمان مخلوق، وأنّ الاقرار، والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق. ثم قال [أبو عبد الله بن منده]: وهَجَره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة خراسان والعراق.

قلتُ [الذهبي]: الخوض في ذلك لا يجوز، وكذلك لا يجوز أن يُقال: الإيمان، والاقرار، والقراءة، والتلفظ بالقرآن غير مخلوق، فإن الله خلق العباد وأعمالهم، والإيمان: فقول وعمل، والقراءة والتلفظ: من كسب القارئ، والمقروء الملفوظ: هو كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق، وكذلك كلمة الإيمان، وهي قول (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، داخلة في القرآن، وما كان من القرآن فليس بمخلوق، والتكلم بها من فعلنا، وأفعالنا مخلوقة،
ولو أنّا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورًا له، قُمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سَلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظه. انتهى
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير