تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما المانع أن يندب ولي الأمر من يتحرى الرؤية من القضاة أو رجال الحسبة ونحوهم ممن يعنيه الأمر في مناطق مختلفة حتى لا يبقى خبر الرؤية وقفا على أهل البوادي الذين يتأخر بلوغ خبرهم عادة، فقد اعتدنا أن يكون خبر الهلال عندهم!

والشأن ليس في رؤية الهلال، بل في تجشم الإبلاغ عنه شرعا بطريقة رسمية، ولعلكم لاحظت في البيان التصحيحي أن أحد من شاهدوا الهلال لم يحضر للشهادة.

ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 05:30 م]ـ

قال صلى الله عليه وسلم: (من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، و أن يرى الهلال لليلة، فيقال: هو ابن ليليتين) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2292

لعله يشهد للمعنى الذي أشار إليه الشيخ أبو خالد ـ سلمه الله ـ ما خرجه مسلم في صحيحه عن أبي البختري قال:

(خرجنا للعمرة، فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، قال فلقينا ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، فقال: أي ليلة رأيتموه، قال: فقلنا: ليلة كذا وكذا، فقال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إن الله مدَّه للرؤية، فهو لليلة رأيتموه ").

وفي رواية لمسلم عنه:

(أهللنا رمضان ونحن بذات عرق، فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يسأله، فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن الله قد أمدَّه لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة) "اهـ.

بوَّب عليه النووي ـ رحمه الله ـ: (بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره).

وقال: (قال القاضي: قال بعضهم: الوجه أن يكون أمدَّه بالتشديد من الإمداد , ومدَّه من الامتداد. قال القاضي: والصواب عندي بقاء الرواية على وجهها , ومعناه أطال مدته إلى الرؤية. يقال منه مدَّ وأمدَّ. قال الله تعالى: (وإخوانهم يمدونهم في الغي) قرئ بالوجهين أي يطيلون لهم قال: وقد يكون أمده من المدة التي جعلت له. قال صاحب الأفعال: أمددتكها أي أعطيتكها) اهـ.

قلت: فهؤلاء الرهط ـ أبو البختري ومن معه ـ لما استنكروا كِبَرَ جرم الهلال، ورأوا أنه أكبر من أن يكون ابن ليله، لعلوِّه وضخامته، بيَّن لهم ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه ابن ليلة، وألاَّ عبرةَ بكبره، معلِّلاً بأن الله هو الذي مدَّه ليروه.

وإذا استحضرنا أنَّ:

1ـ بعثته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أشراط الساعة.

2ـ وأنه لا تلازم بين ضعف الإسناد وضعف المعنى.

فلعل ذلك مما يعزز المعنى المشار إليه.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:01 م]ـ

لما رايت الأخ خالد بن عمر تأخر كتبت عن حديث اتفاخ الأهلة القول المختصر التالي لبعث همم المشايخ والطلبة في التحقيق والتصويب:

ورد الحديث عن أبي هريرة وابن مسعود وأنس ............

أما حديث أبي هريرة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال الليلة، فيقال: هو ابن ليلتين "

رواه في الصغير (2/ 115) عن محمد بن عبد الرحمن الأزرق عن أبيه عن مبشر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.

وقال الطبراني: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مبشر اهـ.

رواه الطبراني في الأوسط (رقم 6864) من هذا الوجه لكن قال فيه عن مبشر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

وهذا سند ضعيف، مداره على عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي وهو مجهول، كما قال الهيثمي في المجمع (3/ 146): لم أجد له ترجمة اهـ وأقره الألباني على جهالته وزاد أنه لم يعرف ولده محمد بن عبد الرحمن كما في الصحيحة (5/ 366)، لكن استأنس بقول الطبراني في تفرد مبشر به، وأن هذا يدل على عدم تفرد محمد بن عبد الرحمن وأبيه

وأما حديث ابن مسعود

رواه الطبراني في الكبير (10/رقم10451) وابن عدي في الكامل (4/ 289) والعقيلي في الضعفاء (2/ 763 - 764) وغيرهم من طرق عن دحيم عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن يوسف عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

وهذا سند ضعيف، عبد الرحمن بن يوسف غير معروف، وبه أعله العقيلي وابن عدي وغيرهما.

فقال العقيلي فيه: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به " اهـ.

وقال ابن عدي: ليس بمعروف، والحديث منكر عن الأعمش بهذا الإسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن بن يوسف غيره " اهـ

وقال الهيثمي في المجمع (3/ 146): فيه عبد الرحمن بن يوسف، ذكر له في الميزان هذا الحديث وقال مجهول اهـ وهو كما قال في ترجمته من الميزان (2/ 600) لكن نقلا عن ابن عدي وغيره، وكذا صنع الحافظ في لسان الميزان (3/ 444).

وأما حديث أنس

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة ".

رواه الطبراني في الأوسط (رقم 9376) والصغير (2/ 260) وعنه الضياء في المختارة (6/ 306)

من طريق عبد الكبير بن المعافى بن عمران عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس به.

قال الطبراني في الصغير: لم يروه عن الشعبي إلا العباس بن ذريح ولا عنه إلا شريك تفرد به عبد الكبير اهـ.

ولعله يعني وصل الحديث، لأنه قد روي مرسلا عن شريك من غير طريق عبد الكبير هذا:

فرواه علي بن الجعد في مسند (رقم 2398) و وكيع عند ابن أبي شيبة (7/ 502) عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي مرسلا.

والاضطراب فيه من شريك القاضي لضعفه من قبل حفظه.

وعلى كل حال فالسند ضعيف، من أجل شريك وهو القاضي سيئ الحفظ، والراجح الإرسال.

فقد رواه أبو عمرو الداني في الفتن (رقم 395، 396،399) من طرق عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود عن الشعبي مرسلا.

وهذا سند حسن، وهو أرجح من الموصول، لكن المتن يتقوى بشواهده الآتية بعده.

والدعوة للمشاركة عامة في الزيادة والتعليق

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير