[جواز الصلاة في المقبرة]
ـ[راشد]ــــــــ[07 - 12 - 02, 12:22 ص]ـ
http://salafit.topcities.com/jaohara.htm
يقول عبد الوهاب مهية:
اعلم – وفقني الله وإياك إلى الصواب وألهمنا قبوله والعمل به – أن الصلاة في المقبرة جائزة مشروعة، لأن المقبرة جزء من الأرض التي جعلت مسجدا وطهورا لهذه الأمة، إكراما لنبيّها صلى الله عليه و سلم وتشريفا] عطاء غير مجذوذ [وفضلا غير منقوص ولا مأخوذ. وقد ذهب إلى هذا جمهر العلماء، من المحدثين والفقهاء، يعضدهم في ذلك الأثر، ويؤيدهم النظر. فقد روى الشيخان وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:] أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركه الصلاة فليصلّ ... إلخ [
وأخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:] فضّلت على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء، وذكر خصلة أخرى [.
وإخرج أحمد و الترميذي والبهيقي عن أبي أمامة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:] إن الله عز وجل فضلني عن الأنبياء، أو قال: أمتي على الأمم بأربع: أرسلني إلى الناس كافة، وجعل لي الأرض كلها مسجدا وطهورا، فأينما أدركت الصلاة رجلا من أمتي عنده مسجده وطهوره] [.
وعند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو:] فأينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت [.
قلت: هذا حديث عظيم، ذكر فيه النبي صلى الله عليه و سلم نعمة الله عليه وعلى أمته، والحبوة التي خصه الله بها، والحظوة التي نالتها أمته بانتسابها إليه.
وقد رواه جماعة فاضلة من الصحابة رضوان الله عليهم.
قال الحافظ بن عبد البر رحمه الله (التمهيد: 5/ 223): هي آثار كلها صحاح ثابتة.
قلت: حديث جابر رضي الله عنه أخرجه الشيخان، وحديثي أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما أخرجهما مسلم. وأحاديث ابن عباس وأبي موسى وأبي ذر الغفاري وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم رواها كلها أحمد في " المسند " بأسانيد حسان كما في " الفتح " (1/ 426).
وفي الباب عن جماعة أخرى من الصحابة، منهم علي بن أبي طالب عند أحمد وأنس بن مالك أخرجه السراج في مسنده بإسناد، قال العراقي: صحيح، وأبو أمامة أخرجه أحمد والترمذي في " السنن " في كتاب " السير " وقال: " حسن صحيح " وابن عمر أخرجه البزار والطبراني، والسائب بن يزيد أخرجه أيضا الطبراني (1). (11– راجع في هذا "مجمع الزوائد" للهيثمي (1/ 260،261) و (8/ 258،269).وانظر"تحفة الأحوذي" (1/ 263).
والحديث سيق في معرض الامتنان بمنح وعطايا المّان، وأباح بمنطوقه إباحة الصلاة في أي بقعة من الأرض من غير استثناء.
.
لكن- كما هو الحال – هناك من يخالف، فزعم أن الحديث المذكور عام، خصصه حديث:] الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام [.
والجواب: أن هذا الاعتراض مردود من وجوه:
1 - الوجه الأول: أن الحديث ضعيف، انتقده الأئمة ذووا الاختصاص ممن رسخت أقدامهم في مثل هذا الفن.
قال الترميذي-وهو أحد رواته-:هذا الحديث فيه اضطراب.
وقال الدارقطن-طبيب العلل-:المحفوظ المرسل.
ووافقه البهيقي وأشار الحافظ في (بلوغ المران) إلى أنه معلول مختلف فيه.
وقال الدارمي في " سننه ": كلهم أرسلوه.
وقال ابن عبد البر: في إسناد هذا الخبر الضعيف ما يمنع الاحتجاج به.
وقال النووي رحمه الله في " الخلاصة ": هو حديث ضعيف.
قال:ولا يعارض هذا بقول الحاكم: " أسانيده صحيحة ".فإنهم أتقن في هذا منه ولأنه قد يصحح أسانيده وهو ضعيف لاضطرابه. اهـ
فكيف يترك العمل بتلك الأحاديث الصحيحة،الصريحة في إباحة الصلاة في أي مكان من الأرض،ويتمسك بمثل هذا الحديث المعلول!؟!
2 - الوجه الثاني: على تقدير صحة حديث الاستثناء (1)،فأنه لا يسلم للمعترض دعوى التخصيص.
(1) - ممن صححه،الحاكم وابن حبان، وابن حزم في (المحلى) ومن المعاصرين الشيخ الألباني.
فقد قال العلامة الحافظ ابن عبد البر رحمه الله (1/ 168):قوله-صلى الله عليه و سلم-] جعلت لي الأرض مسجدا طهورا [
¥