[التوسل المشروع والتوسل المحرم الممنوع]
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[14 - 12 - 02, 05:22 ص]ـ
أحببت أن أشارك إخواني وفقهم الله بهذا البحث الصغير، لتعم الفائدة به، سائلا المولى جل وعلا التوفيق والسداد.
======
{مقدمة مهمة}
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل النبيين والمرسلين، وعلى آله و أصحابه الطيبن المتقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
فإن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا معاشر المسلمين هي [نعمة الإسلام] الذي رضيه الله لنا دينا.
قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
سورة المائدة (آية رقم 3).
عن طارق بن شهاب قال: جاء رجلٌ من اليهود إلى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال: قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ... ) الآية. فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم: عشية عرفة في يوم جمعة.
رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، والترمذي، والإمام أحمد واللفظ له.
وهذا الدين العظيم مبني على ((أصلين عظيمين)) لا يقبل الله أي عبادة إلا بهما، وهما أساس ((حُسن العمل)) وبهما يقبل الله الأعمال ويثيب عليها أعظم الثواب، وهذان الأصلان هما:
الأول: أن يكون العمل خالصا لله تعالى وحده.
والثاني:أن يكون موافقا لعمل النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا تخلف أحد هذين الشرطين كان العمل مردودا، واقع صاحبه في الذنب العظيم، وأقل أحواله أن عمله هذا مردود غير مقبول.
قال الله تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.
سورة الملك (آية رقم 2).
وقال الله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}.
سورة الكهف (آية رقم 7).
وقال تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ره أحدا}.
سورة الكهف (آية رقم 110).
قال الإمام (إسماعيل ابن كثير) رحمه الله في تفسيره:
((وهو ما كان موافقا لشرع الله (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل، لابد أن يكون خالصا لله، صوابا على شريعة رسول الله))
تفسير القرآن العظيم لابن كثير (ج 5 ص 200) طبعة دار الشعب.
ودين الإسلام مبني على (التسليم والإنقياد) الاستسلام لله بالعبادة، والإنقياد له بالطاعة، والتخلص من الشرك والفسوق والعصيان.
فأعظم شيء أمر الله به هو: (التوحيد).
وأعظم شء نهى الله عنه هو: (الشرك).
قال الله تعالى
((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما))
سورة النساء (آية رقم 48).
و قال الله تعالى
((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا))
سورة النساء (آية رقم 116).
فيجب على المسلم وجوبا أن (يبتعد عن الشرك وعن كل ما يسبب الشرك أيا كان) ويستمسك بالعروة الوثقى وهي (الكفر بكل ما يعبد من دون الله، والإيمان بالله وحده) فلا يتم الإيمان إلا بهما.
ومن وقع في ((الشرك)) فعليه أن يبادر بالتوبة الصادقة النصوح إلى الله تعالى، فباب التوبة مفتوح، ولن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، أو تصل روحه إلى الغررة عند موته.
وللحديث صلة إن شاء الله، والله الموفق.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:43 م]ـ
وبعد هذه المقدمة المهمة، نشرع في ما قصدناه من البحث والتبيان، و إثبات القول (الصحيح) بالحجة الصحيحة والبرهان، لكي يكون المسلم على بيِّنة من دينه، متبعا في ذلك نبيَّه - محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -.
و نسأل الله تعالى أن يوفقنا للصواب، واتباع السنة والكتاب، وأن يجزل لنا ولأخواننا المتمسكين بدينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الأجر والثواب.
¥