تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم إن هذا الحديث لو صح فإنه لا يدل على المنع؛ لأنه حكاية فعل، وحكاية الفعل المُجرّد لا يدل على المنع ولا يدل على الوجوب.

قال ابن حجر: قال ابن خزيمة: لا حجة في هذا الحديث لمن منع الجنب من القراءة؛ لأنه ليس فيه نهي، وإنما هي حكاية فعل. اهـ.

ومع أنه حكاية فعل إلا أنه حديث ضعيف لا تقوم به حُجّة.

ومما استدلوا به أيضا حديث علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: هكذا لمن ليس بجُنب، فأما الجنب فلا ولا آية. رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والضياء في المختارة، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء. الموضع السابق.

إذا ليس هناك حديث صحيح صريح في منع المُحدِث من قراءة القرآن، سواء كان حدثا أكبر أو أصغر.

ثم إن البراءة الأصلية تقتضي عدم منع الجنب أو الحائض من مس المصحف أو من قراءة القرآن، إذ الأصل عدم التكليف.

وهذه المسألة مما تعمّ به البلوى، أعني الجنابة والحيض، ومع ذلك لم يرد حديث واحد صحيح في منع الجنب أو الحائض في قراءة القرآن.

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -:

وليس من أثبت الأحكام المنسوبة إلى الشرع بدون دليل بأقل إثماً ممن أبطل ما قد ثبت دليله من الأحكام، فالكل إما من التقوّل على الله تعالى بما لم يَقُل، أو من إبطال ما قد شرعه لعباده بلا حُجة. اهـ.

ومذهب جماعة من السلف جواز قراءة الجُنب للقرآن، إذ أن الجنابة والحيض مما تعمّ به البلوى، ومع ذلك لم يرِد النهي عن القراءة في هذه الأحوال، فعُلِم أنه مما عُفيَ عنه، وبقي على أصله من عدم تأثيم قارئ القرآن في هذه الأحوال.

ولذا بوّب البخاري - رحمه الله - باباً في الصحيح فقال: تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت. وقال إبراهيم: لا بأس أن تقرأ الآية، ولم يَرَ ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا.

قال ابن حجر في توجيه التبويب: والأحسن ما قاله ابن رشيد تبعا لابن بطال وغيره: إن مراده الاستدلال على جواز قراءة الحائض والجنب بحديث عائشة رضي الله عنها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يَستثن من جميع مناسك الحج إلا الطواف، وإنما استثناه لكونه صلاة مخصوصة، وأعمال الحج مشتملة على ذكر وتلبية ودعاء، ولم تمنع الحائض من شيء من ذلك، فكذلك الجنب لأن حدثها أغلظ من حدثه.انتهى.

ولما سُئل سعيد بن جبير: يقرأ الحائض والجنب؟ قال: الآية والآيتين.

وهذا الذي رجّحه الشيخ الألباني - رحمه الله - ومن قبله الشوكاني.

بل إن الشيخ الألباني - رحمه الله - يرى جواز قراءة الجنب للقرآن، وأنه لا يوجد دليل صحيح يمنع الجنب من قراءة القرآن، وإن كان الأولى أن يُقرأ القرآن على طهارة كاملة.

وقد ناقش الشيخ الألباني - رحمه الله - هذه المسألة في تمام المنة. ص 107 - 118

ورجّح أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم: لا يمس القرآن إلا طاهر.

أن المقصود بـ (الطاهر) المؤمن.

والمشرك نجس بنص القرآن، والمؤمن طاهر بنص قوله صلى الله عليه وسلم: المؤمن لا ينجس. متفق عليه.

قال - رحمه الله -: والمراد عدم تمكين المشرك من مسِّه.

ويُراجع قوله - رحمه الله – وتفصيله في المسألة في تمام المنة في التعليق على فقه السنة

ثم إن النبي صلى الله عليه على آله وسلم ثبت عنه أنه كان لا ينام حتى يقرأ: ألم تنزيل (السجدة)، وتبارك الذي بيده الملك. رواه الإمام أحمد والترمذي.

ولم يُنقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه تركهما لأجل الجنابة، أو أنه قرأ بهما قبل أن يُجنِب.

مع أنه عليه الصلاة والسلام كان ينام ولا يمسّ ماء.

قالت عائشة – رضي الله عنها – عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى.

ولا شك أن قراءة القرآن على طهارة كاملة أنه هو الأولى والأفضل، لقوله – عليه الصلاة والسلام –: إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر - أو قال - على طهارة. رواه الإمام أحمد وأبو داود.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.

المصدر شبكة مشكاة الإسلامية ( http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=333)

ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:16 ص]ـ

ورد تفسير قوله تعالى {لايمسه الا المطهرون} في كتاب * سؤالات ابن القيم لشيخ الاسلام ابن تيمية وسماعاته منه *

وقد اجاد شيخ الاسلام في تفسيرها وقال ان المذكور ليس القرآن الذي في ايدينا، ويمكن الاستدلال بالاية قياساً فإنه اذا كان لايمسه الا الملائكة المطهرون فلا يمسه بشر الا على طهارة.

وقد قال مالك انه افضل تفسير للآية كما هو تفسير قوله تعالى {في صحف مكرمة + مرفوعة مطهرة + بأيدي سفرة + كرامٍ بررة}

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:27 ص]ـ

لسنا نناقش الآن موضوع قراءة من الجنب والحائض للقرآن دون مس -أخي المبارك ..

وتفسير قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يمس القرآن إلا طاهر" بأن المراد به المؤمن ضعيف .. إذ المؤمن لا يوصَف بأنه طاهر إلا إذا رفع حدثه: ((وإن كنتم جُنُباً فاطَّهَّروا) فحديث: (المؤمن لا ينجس) نفى عنه النجاسة ولم يُثبِت له الطهارة، ولم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يصف المؤمن بالطاهر، فما الذي يمنع أن يقول: ولا يمس القرآن إلا مؤمن.

والملائكة في الآية لم يميَّزوا إلا بوصف خاص دون غيره من الأوصاف كـ (المقرّبين) أو (الطائعين) فدل على إرادة هذه الصفة وتعيينها، ففيه إشارة لما يجب تجاه القرآن المنزل الذي كان في اللوح المحفوظ .. والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير