وكذلك الإِجازةُ لموجودٍ أَو معدومٍ عُلِّقَتْ بشَرْطِ [مشيئةِ] [الغيرِ؛ كأَنْ يقولَ: أَجَزْتُ لكَ إِنْ شاءَ فلانٌ، [أَو: أَجزتُ لمَن شاءَ فُلانٌ]، لا أَنْ يقولَ: أَجزْتُ لك إِنْ شئْتَ (فإن هذا تجوز)
وهذا على الأصَحِّ في جَميعِ ذلكَ.
وقد جَوَّزَ الرِّوايةَ بجَميعِ ذلك سِوى المَجْهولِ ([8] ( http://www.alukah.net/majles//newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=28761#_ftn8))– ما لم يَتَبَيَّنِ المُرادُ منهُ – الخَطيبُ، وحَكاهُ عن جَماعةٍ مِن مشايخِهِ
واستَعْمَلَ الإِجازةَ للمَعدومِ مِن القُدماءِ أَبو بكرِ بنُ أَبي دَاودَ، و [أَبو] عبدِ اللهِ بنُ مَنْدَه.
واستَعْمَلَ المُعَلَّقةَ منهُم أَيضاً أَبو بكرِ بنُ أَبي خَيْثَمَة.
وروى بالإِجازةِ العامَّةِ جَمعٌ كَثيرٌ، جَمَعَهُم بعضُ الحُفَّاظِ في كِتابٍ، ورتَّبَهُم على حُروف المعجَمِ لكَثْرَتِهم.
وكلُّ ذلك – كما قالَ ابنُ الصَّلاحِ – توسُّعٌ غيرُ مَرْضِيٍّ ([9] ( http://www.alukah.net/majles//newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=28761#_ftn9))؛ لأنَّ الإِجازةَ الخاصَّةَ المعيَّنَةَ مُخْتَلَفٌ في صحَّتِها اختِلافاً قويّاً عندَ القُدماءِ، وإِنْ كانَ العملُ ((قد)) استقرَّ على اعْتبارِها عندَ المتأَخِّرينَ، فهِيَ دونَ السَّماعِ} بالاتِّفاقِ، فكيفَ إِذا حصَلَ فيها الاسترسالُ المَذكورُ؟! فإِنَّها تَزدادُ ضَعفاً، لكنَّها في الجُملةِ خيرٌ مِن إِيرادِ الحَديثِ مُعْضلاً، واللهُ ((تعالى)) أَعلمُ.
[و] إِلى هُنا انْتَهى الكلامُ في [أَقسامِ] صِيَغِ الأداءِ.
([1]) فجر الأحد 22/ 6 / 1417 هـ
([2]) حتى يتمكن من روايته عنه.
([3]) لأنه قد يعطيه ولا يأذن له في الرواية لأنه ليس أهلاً للرواية بعض الناس مغفل لا يصلح أن يؤذن له في الرواية فيستفيد ولا يروي.
([4]) لا فرق فلا بد من الإذن.
([5]) ولا شك أن هذا غلط فإذا وجد كتاباً له يعلم أنه كتابه فليس له أن يقول حدثني وسمعت وأخبرني بل يقول وجدت في كتاب فلان كذا وكذا.
([6]) وهذا هو الصحيح لأنه قد لا يكون أهلاً للرواية.
([7]) فلا بد أن يكون المجاز معلوم.
([8]) وهذا مثل الإجازة العامة.
([9]) هذا التوسع من باب توسيع العلم ونشره ونقله وإلا فلا تعتبر إجازة ولكن تفيد أن هذا الكتاب كتابه وأذن في روايته ولكن لا يقول أجازني لأنه ما أجازه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:18 م]ـ
ثمَّ الرُّواةُ ([1] ( http://www.alukah.net/majles//newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=29010#_ftn1))؛ إِنِ اتَّفَقَتْ أَسماؤهُمْ وأَسْماءُ آبائِهِمْ فَصاعِداً، واخْتَلَفَتْ أَشْخَاصُهُمْ، سواءٌ اتَّفَقَ في ذلك اثْنانِ مِنهُم أَمْ أَكثرُ، وكذلك إِذا اتَّفَقَ اثْنانِ فصاعِداً في الكُنيةِ والنِّسبةِ؛ فهُو النَّوعُ الذي يُقالُ لهُ: المُتَّفِقُ والمُفْتَرِقُ. ([2] ( http://www.alukah.net/majles//newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=29010#_ftn2))
وفائدةُ معرفَتِه: خَشْيَةُ أَنْ يُظَنَّ الشَّخصانِ شَخْصاً واحِداً.
وقد صنَّفَ فيهِ الخَطيبُ كتاباً حافِلاً. وقد لخَّصْتُهُ وزِدْتُ عليهِ أَشياءَ كثيرةً
وهذا عَكسُ ما تقدَّمَ مِن النَّوعِ المسمَّى بالمُهْمَلِ؛ لأنَّهُ يُخْشى منهُ أَن يُظَنَّ الواحِدُ اثنَيْنِ، وهذا يُخْشى منهُ أَنْ يُظَنَّ الاثنانِ واحِداً.
وإِنِ اتَّفَقَتِ الأَسْماءُ خَطّاً واخْتَلَفَتْ نُطْقاً سواءٌ كانَ مرجِعُ الاختلافِ النَّقْطَ أَم الشَّكْلَ؛ فهُو:المُؤتَلِفُ والمُخْتَلِفُ ([3] ( http://www.alukah.net/majles//newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=29010#_ftn3))
ومعرِفَتُه مِن مهمَّاتِ هذا الفنِّ، [حتَّى] قالَ عليُّ بنُ المَدينيِّ: ((أَشدُّ التَّصحيفِ ما يقعُ في الأسماءِ))، ووجَّهَهُ بعضُهم بأَنَّهُ شيءٌ لا يَدْخُلُهُ القياسُ، ولا قَبْلَهُ شيءٌ يدلُّ عليهِ ولا بعدَه.
وقد صنَّفَ فيهِ أَبو أَحمدَ العسكريُّ، لكنَّه أَضافَهُ إِلى كتابِ ((التَّصحيفِ)) [له]
ثمَّ أَفرَدَهُ بالتَّأْليفِ عبدُ الغنيِّ بنُ سعيدٍ، فجمَعَ فيهِ كِتابينِ، كتاباً في ((مُشتَبِهِ الأسماءِ))، وكتاباً في ((مُشْتَبِهِ النِّسبةِ
وجَمَعَ شيخُهُ الدَّارقطنيُّ [في ذلك] كتاباً حافِلاً.
ثمَّ جَمَعَ الخَطيبُ ذَيلاً.
ثمَّ جَمَعَ الجَميعَ أَبو نَصْرِ [بنُ] ماكُولا في كتابِه ((الإِكمالِ)).
واسْتَدْرَكَ عليهِم في كتابٍ آخَرَ جَمَعَ فيهِ أَوهامَهُمْ وبيَّنَها.
وكتابُه مِن أَجمعِ ما [جُمِعَ] في ذلك، وهُو عُمدةُ كلِّ محدِّثٍ بعدَه.
وقد استَدْرَكَ عليهِ أَبو بكرِ بنُ نُقطَةَ ما فاتَه، أو تجدَّدَ بعدَه في مجلَّدٍ ضَخْمٍ.
ثمَّ ذَيَّلَ عليهِ منصورُ بنُ سَليمٍ – بفتحِ السَّينِ – في مجلَّدٍ لطيفٍ.
وكذلك أَبو حامدِ ابنُ الصَّابونيِّ.
وجَمَعَ الذهبيُّ في ذلكَ [كِتاباً] مُخْتَصراً جِدّاً، اعتَمَدَ فيهِ على الضَّبْطِ بالقَلَمِ، فكَثُرَ فيهِ الغَلَطُ والتَّصحيفُ المُبايِنُ لموضوعِ الكِتابِ.
وقد يسَّرَ اللهُ ((سبحانه)) [تَعالى] بتوضيحِهِ في كتابٍ سمَّيْتُهُ ((تَبْصير المُنْتَبِه بتَحرير المُشْتَبِه))، وهو مجلَّدٌ واحدٌ، فَضَبَطتُهُ بالحُروفِ على الطَّريقةِ المَرْضِيَّةِ، وزدتُ عليهِ شيئاً كثيراً ممَّا أَهْمَلَهُ، أَولَمْ يَقِفْ عليهِ، وللهِ الحمدُ على ذلك.
([1]) فجر الأحد 29/ 6 / 1417هـ
([2]) فهم متفقون في الاسماء مفترقون في الحقائق.
([3]) فيحتاج إلى تمييز من جهة الشيوخ ومن جهة التلاميذ ومن جهة العصر فيكون للراوي بصيرة في حالهم.
¥