تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

125. قولها (فلا تسأل عن حسنهن وطولهن): لأن ذلك مشهور من فعله فلا يُسأل عنه, أو لأنني لا أستطيع أن أصف هذا الحسن وهذا الطول, لا أستطيع ذلك حقيقةً أو لأنك ومثلك لا يحتمل مثل هذا الوصف ولا يستوعبه, لأن بعض الناس ينظر إلى الناس ويقيس فعلهم على فعله.

126. ثبت في الصحيح أنه قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران في ركعة واحدة وقراءته كانت مداً.

127. نُقل عن بعض علماء المغرب أن الخلاف في كفر تارك الصلاة خلاف نظري لا حقيقة له في الواقع, لأنه لم يتصور أن من ينتسب إلى الإسلام يترك الصلاة, فعنده أن العلماء افترضوا هذه المسألة وإلا لا وجود لها, فهو يتحدث بقدر ما عنده, وكلامه مستغرب الآن لكثرة تاركي الصلاة ومؤخريها عن أوقاتها في هذه الأزمان والله المستعان.

128. (ثم يصلي ثلاثاً): صار المجموع إحدى عشرة ركعة, فمن أراد أن يقتدي به عليه الصلاة والسلام بالكيفية والكمية فهو المتَّبِع, لكن من يقتدي به في الكمية ويصلي إحدى عشرة ركعة في دقائق معدودة, ويقول إن الزيادة على الإحدى عشرة بدعة لأن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يزيد على الإحدى عشرة ركعة, نقول له: الذي لم يزد - وعرفنا صفة صلاته عليه الصلاة والسلام - هو الذي قال (صلاة الليل مثنى مثنى) ولم يحدد, وإنما قال (فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة) فإطلاق هذا الحديث يدل على أنه لا عدد محدد.

129. ولذا من يقول إن الزيادة بدعة قوله مردود, لأن النبي عليه الصلاة والسلام أطلق ولم يحدد, وكون عائشة ذكرت أنه لم يزد على ذلك فإنما هو على حد علمها, لأنه ثبت أنه زاد, وقد يصلي ولا تراه, ولها ليلة من تسع ليال, فيمكن أنه لم يزد عندها, مع أنها نقلت أنه صلى ثلاث عشرة ركعة. وجاء في المسند أنه صلى خمس عشرة ركعة, وأوتر بثلاث, وأوتر بخمس, وأوتر بسبع, وأوتر بتسع, والمقصود أن العدد ليس بمراد ولا محدد, ومن أراد الاقتداء به عليه الصلاة والسلام فليقتدي به في الكيفية كما يقتدي به في الكمية, ولا يتم الاقتداء مع الإخلال في الكيفية.

130. قولها (فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي): هذا هو الغالب من حاله عليه الصلاة والسلام, تنام عليناه وينفخ في نومه وله غطيط ومع ذلكم قلبه يقظ.

131. قد يقول قائل: النبي عليه الصلاة والسلام تنام عيناه ولا ينام قلبه, فكيف نام عن صلاة الصبح حتى أيقظه حر الشمس؟ أين قلبه عليه الصلاة والسلام عن الفريضة؟ نقول: في هذه اللحظة نام قلبه - وإلا لو كان القلب يقظاً ما ترك الفريضة - من أجل مصلحة التشريع, كما أنه سها للتشريع, وهذا فيه أيضاً تسلية لأهل الحرص, وليس فيه مستمسك للمفرطين الذين عادتهم وديدنهم النوم عن صلاة الصبح وعن غيرها من الصلوات.

132. إذا صلى الأربع ثم الأربع واضطجع قبل أن يوتر وسُمِعَ له الغطيط ثم أوتر بعد ذلك فإنه لا ينتقض وضوءه لأن قلبه يقظ, وذكروا من خصائصه عليه الصلاة والسلام أن نومه لا ينقض الوضوء.

133. وفي رواية (كان يصلي من الليل عشر ركعات, ويوتر بسجدة, ويركع ركعتي الفجر, فتلك ثلاث عشرة): المراد بالسجدة هنا الركعة.

134. قولها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة, يوتر من ذلك بخمس, لا يجلس في شيء إلا في آخرها): عزو هذا الحديث إلى البخاري وهم, بل هو من أفراد مسلم.

135. يصلي ثمان ركعات على الصفة المشروحة في حديث عائشة (يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يوتر بخمس) ثم يوتر بخمس, وفي حديث عائشة أوتر بثلاث بعد الثمان.

136. ثبت في هذا الحديث أنه زاد على الإحدى عشرة ركعة, وكونه صلى ثلاث عشرة ركعة لا يعني أن الإنسان لا يزيد عليها, فالعدد غير مراد, وكونه يغلب عليه عليه الصلاة والسلام أنه يصلي إحدى عشرة ركعة لا يعني أن العدد ملزم.

137. حديث عائشة (من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره إلى السحر): يعني أوتر من أوله, وأوتر من أثنائه, وانتهى وتره إلى السحر, وهو آخر الليل الذي هو وقت الاستغفار.

138. فيه دليل على أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الصبح, وإن قال بعض أهل العلم أنه يُقضَى بعد طلوع الفجر وفعله بعض السلف, لكن هذا الحديث وما في معناه يدل على أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الفجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير