تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

139. حديث عبد الله بن عمرو (يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل): يدل على أهمية قيام الليل وفضله, ويدل على فضل المداومة على العمل الصالح, والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا عمل عملاً أثبته, لكن لا يمنع أن يعمل الإنسان العمل في وقت نشاط ثم يفتر عنه ثم يعود إليه, ولا يمنع أن يتركه إلى ما هو أفضل منه.

140. قيام الليل دأب الصالحين, وقد قال عليه الصلاة والسلام (نعم الرجل عبد الله - يعني ابن عمر - لو كان يقوم من الليل) فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

141. (لا تكن مثل فلان): (فلان) لم يسمى, وفي الغالب أن ما يأتي بمثل هذا السياق لا يسمى ولا يحرص على تسميته ستراً عليه, وكتب المبهمات تعنى ببيان مثل هذا, فإذا مر شخص مبهم يسمونه ويبحثون عنه ويحرصون على جمع الطرق من أجل أن يظهر هذا المبهم, ومعرفة المبهمات لها فوائد, لكن مثل هذا الذي ورد في مثل هذا السياق يستر عليه لأن السياق سياق ذم.

142. إذا لم يضمن القيام في آخر الليل وأوتر في أوله ثم تيسر له القيام في آخره فله أن يصلي مثنى مثنى, والأمر بجعل آخر صلاة الليل وتراً أمر إرشاد, لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بعد الوتر.

143. الوتر غير الصلاة المطلقة فالصلاة المطلقة مثنى مثنى.

144. يصلي أربعاً بسلامين من غير فاصل, فيسلم من الاثنتين الأوليين ثم يشرع في الأخريين ثم يفصل بعد الأخريين بدليل العطف بـ (ثم) , فهذا دليل على أنه كان يرتاح بعد كل أربع ركعات, ومن هذا أخذ أهل العلم اسم صلاة التراويح, لأنهم كانوا يتروحون بعد كل تسليمتين.

145. حديث علي (أوتروا يا أهل القرآن فإن الله وتر يحب الوتر): هذا أمر والأصل في الأمر الوجوب, وهذا الحديث من أدلة من يقول بوجوب الوتر وهم الحنفية, لكن الجمهور عندهم من الصوارف ما يجعل هذا الأمر أمر استحباب.

146. قوله (يا أهل القرآن): المراد بهم في مثل هذا النص المسلمون لأن الأصل أن المسلمين كلهم أهل عنايةٍ بالقرآن, فالأمر متجه في هذا الحديث إلى المسلمين.

147. لكن في النصوص الأخرى يراد بأهل القرآن أهل العناية به, أي الذين يقرأونه ويديمون النظر فيه على الوجه المأمور به ويعلِّمونه ويتعلمونه, وابن القيم في زاد المعاد يقول إن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به ولو لم يحفظوه, فيدخل فيهم من عجز عن حفظه, ولا شك أن حفظه من العناية به.

148. قوله (فإن الله وتر) الوتر هو الواحد الأحد الفرد, والصلاة بركعة واحدة وتر, وكذا الصلاة بثلاث وبخمس, وهذا من الأمور المشتركة, فالواحد من الناس يقال له وتر ويقال له واحد ويقال له أحد. ولذا قالوا في إن جمع الأحد آحاد, وأنكر ذلك ثعلب وهو من أئمة اللغة المحققين فقال (حاشا أن يكون للأحد جمع) , لأنه نظر إليه باعتباره اسماً من أسماء الله جل وعلا, لكن خفي عليه أن اليوم الذي يلي السبت يقال له الأحد, وفي الشهر أربعة آحاد, ومعلوم أن من الأسماء الحسنى ما هو مشترك, فالله وتر والواحد من الناس يقال له وتر ويقال له فرد ويقال له واحد ويقال له أحد.

149. قوله (فإن الله وتر يحب الوتر): من باب محبة المجانس والمشاكل في التسمية, وإلا فالله عز وجل ليس كمثله شيء.

150. بعضهم يقول إن معنى (يحب) يثيب, وهذا من باب التفسير باللازم, فإن كان من فسر باللازم ممن يثبت الصفة قُبِلَ منه وإلا فلا.

151. حديث ابن عمر (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا): آخر عمل الإنسان في الليل يكون بالوتر, لأن الله يحب الوتر, فيُختم العمل بما يحبه الله جل وعلا.

152. مقتضى الأمر في الحديث الوجوب, لكن جاء من الأدلة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد الوتر, ولذا من أوتر في أول الليل ثم تيسر له أن يقوم في آخر الليل لا يُمنَع من الصلاة بحجة أنه أوتر وانتهى, بل يقال له صل ما شئت لكن مثنى مثنى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير