تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هنا - على سبيل الإجمال - مرحلة التلقين الأولى التي فيها هذه القاعدة النورانية أو غيرها، إن كان سيعطي لنفسه ساعةً في كل يوم؛ فإنه يحتاج إلى نحو شهرين ونصف ليتقن هذه الحروف وطريقة أدائها بشكل جيد جداً، وإذا أخذ بساعة كل يومين - يعني ثلاثة أيام في الأسبوع - فإنه يحتاج إلى نحو أربعة أشهر، وليس لمضاعفة شهران ونصف خمسة أشهر، لماذا؟ لأنه وإن كان المدة أقل لكنه مع السير سوف يختصر كثيراً مما يحتاج إليه في البداية.

وإن اختار أن يكون درسه أو وقته لا يتيح له إلا ساعة في الأسبوع؛ فإنه يحتاج إلى ثمانية أشهر حتى يتقن ذلك بإذن الله، وقد يقول قائل: إن هذه مدة طويلة! فنقول: خذ بها ستنتهي، وكم من الناس عنده هذه المشكلة، وهو إلى الآن قد مضى عليه خمس أو عشر سنوات، وهو لم ينتقل من مرحلة إلى أخرى! خذ نفسك ببرنامج وإن طال؛ فإن ثمرته في أخر الأمر ملموسة محسوسة."

أ، هـ.

قلت ولعل القارئ الكريم اذا ما فرغ من قراءة هذا البرنامج القيم بكامله من على موقع الشيخ (في الصفحة التي سبق تخريج رابطها في محله) فانه سيجد أنه ليس هناك "ضوضاء" و"فرقعة" دعائية حول البرنامج من جنس (اختم القرءان في شهر واحد!! .. اثبت لنفسك أنك تستطيع! .. تعرف على قدراتك الهائلة في الحفظ والتذكر! .. ) الى آخر ذلك الهراء! بل ليس غايته أن يجعلك تختم القرءان في مدة زمنية بعينها تضرب بها رقما قياسيا كما يغري الآخرون الشباب بذلك!! وليس البرنامج معتمدا من جامعة كذا في بريطانيا، ولا يلقى في مركز أو معهد باشتراك مالي للحضور وشهادة مختومة من كذا وكذا، وليس له مقدمات تسبقه فيها كلام (الحكيم الهندي) و (مثال الفيل والنملة) وغيره من أمثال عن العقل الباطن والواعي تصرف عن التوحيد والقصد السديد، وليس فيه أثر لافك البرمجيين عن "العملاق النائم" و"القدرة الكامنة" والطاقة وتسخيرها وما الى ذلك ولا علاقة له بالبرمجة من قريب أو بعيد!! فمثل هذا – ويوجد مثله كثير – وان كان الشيخ بادحدح نفسه قد تلقى بالفعل دبلوما في البرمجة العصبية في عام 1998 الميلادي كما وجدت في ترجمته، وأحسبه كان متأولا في ذلك عفا الله عنا وعنه، الا أن كلامه هنا ليس في قراءته والعمل به بأس على الاطلاق بل ان فيه نفع وفائدة عظيمة لمن يسر الله له الثبات عليه والمواظبة وكتب له فضله، فجزاه الله خيرا.

فيجب التمييز الدقيق والحذر من الخلط والتسوية بين الصالح والطالح، وبين ما هو من البرمجة وما ليس له علاقة بها! وأهم من ذلك الحذر من ادخال مثل هذه الفوائد (التي نجدها في أمثال هذا المقال للشيخ بادحدح) تحت عباءة البرمجة، فهذا هو ما أغرى كثيرا من اخواننا وحملهم على القول بأن علوم البرمجة هذه أمر لا بأس به وأنها ان تعاهدها العلماء بالتنقية والتنقيح فانها ستجلب للمسلمين نفعا كثيرا! وهذا ليس صحيحا بالمرة كما أفضنا فيما تقدم، فالخير الذي نراه أحيانا في مصنفات بعض المسلمين (سيما طلبة العلم والمحفظين) الذين درسوا البرمجة ومارسوها ليس منبعه هو ذلك "العلم" الوافد (ان صحت تسميته بالعلم وما أراها تصح) وانما هو في الحقيقة سببه ما جمعه هؤلاء الفضلاء من نصوص شرعية وجدوها تحقق غاية اذكاء الهمة ورفعها وتطوير القدرات والمهارات وغير ذلك مما ترمي اليه البرمجة والتنمية البشرية بعمومها! فأتي النفع من جمعهم وعرضهم لما جمعوا من مصادرنا نحن معاشر المسلمين ومن تراثنا الزاخر الوافر، وليس من زبالة القوم وما قذفوا به علينا!!

انه لا يزعم منصف عاقل أبدا أن أي كتاب من كتب الفلسفة لأي حضارة من الحضارات قديما أو حديثا لن يجد متناوله فيه من أوله الى آخره كلمة واحدة يمكن أن توصف بأنها صائبة أو حكيمة أو ذات نفع! هذا لا يقول بمثله عاقل أبدا! وانما نحن نحمل ميزانا حساسا نضع على رأسه سلامة (لا اله الا الله) والتي لا يعدلها نفع للناس مهما عظم! وقد أغنانا ربنا بما أوحى الى رسولنا صلى الله عليه وسلم عن تخرصاتهم وتخبطات فلاسفتهم، بل وأمرنا أن نخرج عليهم لننقذهم هم من غثاء ما أغرقتهم فيه ظنونهم وأوهامهم وجاهليتهم! فما بالنا اليوم نعاود كرة غزوتهم الأولى لنا تحت شعار (التنوير) في القرن قبل الماضي، ولكن بلباس جديد (التنمية البشرية)؟؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير