تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قال: " ائتوا إبراهيم خليل الرحمن" إذا قال قائل من أين علم نوح أن إبراهيم خليل الرحمن وأيهما الأول؟! نوح؛، علم ذلك بالوحي، قطعا أنه علمه بالوحي، وذلك لأنه لا يعلم الغيب، ولكن هل إن الله أوحى إلى نوح في وقت وجوده في الدنيا أنه سيبعث إبراهيم ويتخذه خليلا؟ أو أن نوحا علم بعد ذلك؟! ويكون الأنبياء تعرض عليهم أحوال الناس في الدنيا؟!!، وإن أخذنا هذا بالتسليم وكنا نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أما كيف علم أنه خليل الله فهذا ليس إلينا إذا قلنا بهذا فقد اتبعنا المبدأ السابق الذي فيه الراحة والسلامة، نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن نوحا قال ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، وفي هذا إشارة إلى أن أعظم وصف يحصل للإنسان أن يتخذه الله خليلا خليل الرحمن ولم يقل رسول ولا نبي! لأن الخلة درجة عظيمة لمن ينالها، ولا نعلم أحدا نالها من البشر إلا رجلين هما إبراهيم، ومحمد صلى الله عليه وسلم:"إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" وبه تعرف أن من قالوا "إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله! " أنهم نقصوا النبي صلى الله عليه وسلم لأن المحبة أدنى من الخُلة، والخلة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، المحبة تكون حتى لعامة المؤمنين ولعامة التوابين ولعامة المتطهرين يعني ليست خاصة بالأنبياء فضلا عن أولي العزم، والخلة لا نعلم أنها كانت إلا لهذين الرسولين الكريمين، فالذي نجده في بعض الأدعية، أو في بعض خطب الوعظ،أو ما أشبه ذلك: {إبراهيم الخليل ومحمد الحبيب} نقول هذا خطأ، هذا نقص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم.

فإذا قال أنا أريد محمد الحبيب لي؟! قلنا هذا أيضا خطأ، كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول " حدثني خليلي، أوصاني خليلي " اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خليلا أشد من أن تتخذه حبيبا، هل تتخذ صديقك خليلا؟ جاء في الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" والممنوع أن يَتخذَ الرسولُ خليلا، وأما نحن فلسنا بممنوعين أن نتخذ الرسولَ خليلا، أو من يستحق المحبة والخلة خليلا]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى-.

السؤال: تعرفون -حفظكم الله- أن كثيراً من المسائل الخلافية التي في كتب أهل العلم رحمهم الله يكثر أحياناً فيها الخلاف وربما يصعُب التحقيق فيها .. السؤال: قد تطلب الوالدة أو الوالد بعض الأمور التي فيها خلاف بين أهل العلم من ابنهما، فماذا يصنع الابن في أمر قد لا يرجحه وهو طالب علم؟

الشيخ: مثاله؟

السائل: الأمثلة على ذلك كثيرة، كاللحوم المستوردة مثلاً، التي جرى فيها الخلاف في جواز أكلها وعدم الأكل، ومثل زيارة القبور.

الشيخ: الوالدان يقولان: هات من هذا اللحم، أو يقولان: لا تأتِ به؟

السائل: يقولان: ائت لنا منه.

الشيخ: وهو لا يريد.

السائل: نعم.

هذه سهلة، هذه ليست مشكلة، يقول: مقصودكما أكل اللحم، نأتي لكما بلحم.

السائل: لا، يريد هذا النوع.

الشيخ: لا يخالف، يأتي بثانٍ.

السائل: لا، يريد النوع الذي جرى فيه خلاف.

الشيخ: لا يخالف، النوع الذي جرى فيه الخلاف الذي يرد إلى البلاد من الخارج، إذا قال الوالدان: نحن نريده، يقول: أنتما تريدان اللحم نأتي لكما بدله.

السائل: لا يريدان بدله.

الشيخ: وهل إذا أتى باللحم العادي من الدجاج الوطني هل يمتنعان من الأكل؟

السائل: لا يمتنعان لكن يريدان هذا وذاك، تارة يريدان ذاك، وتارة الذي يحصل يحصل.

الشيخ: تأتي لهما بلحم غنم، ما فيه مشكلة.

السائل: لو جرى على هذا لا بأس، لكن أحياناً يريدان هذا، يرغبان مرة في هذا ومرة يريدان هذا.

الشيخ: الإنسان الحكيم يستطيع أن يتخلص من هذا؛ لكن عندنا مسألة زيارة القبور .. فإذا كان الولد يرى أن المرأة لا يحل لها أن تزور المقبرة وطلبت أمه أن تزور، فلا يذهب بها؛ لأن الله قال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:15]، فيُقاس عليه كل معصية طلبها الأب أو الأم فلا يطاعا، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، لكن هناك أشياء -كما ذكرتَ- يمكن أن يختلف الولد والوالدان فيه، فهنا لا بأس أن يعطيهما ما فيه الخلاف لكنه بنفسه لا يفعله.

السائل: هو لم يفعله، لكن يريد إرضاء أمه.

الشيخ: يعطيها الأم وحدها، أما هو فلا يصنعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير