تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:35 م]ـ

شرح العقيدة الواسطية/2 للشيخ صادق البيضاني حفظه الله ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:

نبذة عن تاريخ الفرق والطوائف

المتأمل في حديث الفرق الهالكة يجد أن رسول الله عليه الصلاة حصرها في ثنتين وسبعين فرقة جاعلاً مقياس المخالفة أن يخرج منهج الفرقة عن ما كان عليه الصدر الأول. فقال عليه الصلاة والسلام كلها في النار إلا واحدة. قالوا: وماهي يا رسول الله؟ قال: ما كنت عليه انا وأصحابي. فكل دعوة خالفت الطريق النبوي الشريف فأصحابها هلكى هكذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونجد أن مفهوم المخالفة في الحديث عام غير محصور بمعين أو أفراد. أي أن نوعية المخالفة أن تكون في الأصول والفروع ولكن لا يعني أن كل من خالف في الأصول أو الفروع فهو من الفرق الهالكة بل لا بد من النظر في حقيقة المخالفة أهي مخالفة يسع فيها الخلاف وقد سبق لأهل السنة والجماعة أن اختلفوا أم لا؟ فإن سُبِق المخالفُ بخلاف معتبر فلا يخرج عن دائرة أهل السنة والجماعة ولكن إن شذ أو أنكر فرعاً أو أصلاً أقيمت عليه الحجة خشية أن يكون تَعَلُّقُهُ بشبهة. فإن تراجع فبها ونعمت وإلا فهو ضال مضل معدود من الفرق الهالكة. وفِرَقُ الضلال كثيرة بل تجاوزت المئات إلا أنها في أصولها لا تخرج عن الثنتين والسبعين فرقة ومن أراد الوقوف عليها وعلى تواريخ نشأتها وأربابها جملة وتفصيلاً فله أن يقرأ الملل والنحل لأبي محمد بن حزم والملل والنحل لأبي الفتح الشهرستاني وكتاب أبي محمد اليمني عليه رحمة الله ونحوها من الكتب التي ذكرت تاريخ الفرق بالتفصيل. ولا مجازفة لو قلنا: إن سبب ضلال الأمم دخولهم وخوضهم في علم الكلام والجدل فهو رأس كل بلية وجذوره لم تأت إلا من أرباب اليهود والبوذية وبلاد اليونان وقد بدأ دخوله في الأوساط الإسلامية عند نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجريين وأول من تلقفه من أهل الإسلام المعتزلة والقدرية. قال طاش كبري زاده: ((اعلم أن مبدأ شيوع علم الكلام كان على أيدي المعتزلة والقدرية في حدود المائة من الهجرة)) أ. هـ وما ظهر علم الكلام في البلاد الإسلامية حتى فشا فيهم التعطيل والتحريف والتكييف والنفي والتأويل لصفات الجبار جلا وعلا وظهر أقوام ينتسبون إلى الدين وهم منه براء فمنهم المارقون ومنهم دون ذلك طرائق قددا. فلله در نبينا عليه الصلاة والسلام القائل: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ((ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون)). وأول هذه الفرق ظهوراً الخوارج وقد سبق الحديث عنهم وقابلتهم الشيعة وهم من تشيع لعلي بن أبي طالب وهم فرق شتى إلا أنه يغلب على فرق التشيع التأثر بالمنهج والعقيدة المعتزلية الضالة ولذا فهم في قواعدهم وأصولهم مشارب شتى لا يستقيمون على أصل موحد والحديث عنهم يطول ومحله كتب الفرق ثم تسلسلت من بعدهم طوائف كثيرة إلا أنا نقول: إن بداية أمر الشيعة والخوارج لم يكن تأثراً بعلم الكلام والجدل بل كان تأولاً وحمية وتعصباً وبسبب التيارات السياسية آنذاك في خلافة عثمان رضي الله عنه ولوجود عدو الله اليهودي عبدالله بن سبأ الذي قام بدور الإضلال والتضليل حتى أوقع بعض أهل البيت وأتباعهم في مهب التعصب الديني والتشيع المقيت، ولم تتأثر الشيعة بعلم الكلام إلا بعد تأثرها بأهل القدر والإعتزال منذ دخوله في آواخر القرن الأول الهجري. ويمكننا ذكر أشهر هذه الفرق والطوائف مع بيان أربابها ومعتقداتهم فيما يتعلق بالعقائد والأديان: (1) الخوارج: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج المارقون).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير