فإنها لا تدخل في نطاق العقل، ولذلك قالوا بنفيها جميعاً. وقالوا بأن القرآن الكريم ليس بكلام الله تعالى على الحقيقة، وإنما هو كلام الله تعالى النفسي، لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه، ولذلك فإن الكتب بما فيها القرآن كلها مخلوقة.
- تمت الحلقة الثالثة ويليها الحلقة الرابعة بمشيئة الله -
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:36 م]ـ
شرح العقيدة الواسطية/4 للشيخ صادق البيضاني حفظه الله ... اضغط هنا لقراءة الموضوع بالالوان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
مسميات عقيدة المسلم الحقة
عقيدة المسلم الحقة هي عقيدة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأصحابه الكرام رضي الله عنهم وما دونها من العقائد فباطلة ما أنزل الله بها من سلطان، لأن كل اعتقاد لم يعتقده نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أصحابه ولا وسعهم فمردود في وجه صاحبه.
وما مات نبينا عليه الصلاة والسلام حتى بين لنا شرع الله القويم المشتمل على العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، والمنهج القويم، والشريعة المطهرة، والسلوك الحسن وهو القائل عليه الصلاة والسلام: ((لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء)).
فالعقيدة السليمة مُسَطَّرةٌ، وواضحةٌ بَيْنةٌ، في كتاب الله، وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن أعرض عنهما فقد أعرض عن الحياة الحقة (أومن كان ميتاً، فأحييناه، وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) [الأنعام: 122].
ولعقيدة المسلم الصحيحة مسميات شُهِرت بها منذ أزمان قديمة وهي على المشهور ما يأتي:
1. عقيدة أهل السنة والجماعة.
والسنة لغة: الطريقة والسيرة حسنةً كانت أو سيئةً.
واصطلاحاً: هي هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام علماً، وعقيدة، ومنهجاً، وشريعةً، وسلوكاً سواء كان قولاً، أو عملاً.
فقولهم: أهل السنة بمعنى أصحاب الطريقة النبوية الصحيحة.
وقد سموا بأهل السنة نسبة لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
والتسمية بهذا الإسم قديمة، فقد جاءت عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة.
قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم.
وأخرج الدارمي بإسناد حسن عن الحسن البصري أنه قال: سنتكم، والله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى، وهم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم، فكذلكم إن شاء الله فكونوا.
وجاء عن ابن عباس أنه فسر قوله تعالى: ((يوم تبيض وجوه)): بأنها وجوه أهل السنة والجماعة.
وأما معنى الجماعة لغة: فمأخوذ من الإجماع والإجتماع بمعنى أنهم مجتمعون أو مجمعون على شئ ما.
واصطلاحاً: هم من اجتمع على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأجمعوا على معتقد واحد وأصول صحيحة.
وقد سموا بذلك لكونهم جماعة مجتمعة على أصول ثابتة.
وكلُّ مُنْ التزم بالسنة ومذهب الجماعة أي الصحابة يقال له: جماعة إن لم يوجد على المعتقد الصحيح سواه في بلدته.
ولذا جاء عن ابن مسعود أنه قال: الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك.
وقد ورد ذكر الجماعة على لسان رسول عليه الصلاة والسلام ومن ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات، مات ميتةً جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها، وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه)).
¥