تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حسن حنفي يعتبر أن القرآن نص إنساني (من خلال فذلكة معينة يطول شرحها كما هو قول عامة هذه الزمرة الخبيثة أمثال أركون ونصر حامد أبو زيد وغيرهم) يقول متسائلا مقررا:- ففي موضوع النبوة ما العيب في القول بأن نظم القرآن ليس بمعجز في ثقافة تقوم على الإبداع الشعري واللغوي؟؟ ليس القرآن كتاب تحليل وتحريم بل كتاب فكر وليس الغرض منه تغليف العالم بقوانين وتقييد السلوك الإنساني بقواعد بل مساعدة الطبيعة على الازدهار والحياة على النماء .. وما أسهل أن يولد الدفاع عن حق الله دفاعا مضاداً عن حق الإنسان (من العقيدة إلى الثورة)، بل ويتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم على صورة من السياسي الذي لا يقيم شأناً للمبادىء والقيم على حساب المصالح والنتائج، ولذلك عندما سئل عن حادثة الغرانيق (وهي قصة مكذوبة مفادها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد لأصنام قريش حتى يقربهم للإسلام) أقر هذه القضية وأيد ما قاله الزنديق سلمان رشدي في آياته الشيطانية، وصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبل هذا العرض، وهذا ما دفع الشيوعي الأوقح عبارة (صادق جلال العظم) في كتابه (ذهنية التحريم) أن يثني على موقف حسن حنفي هذا واعتبره قمة العلم والموضوعية. (ألا لعنة الله على الظالممين).

يقول حنفي: وما ورد بخصوص (الآيات الشيطانية) صحيح. ومن بين أسباب النزول هو أن النبي محمداً كان يحمل هم الوحدة الوطنية للقبائل العربية وتكوين دولة في الجزيرة العربية، وكانت له مشاكل مع اليهود والنصارى (مع اليهود بصورة خاصة) ومع المشركين أيضا، فجاء المشركون إليه بعرض جيد -وأنا أتكلم عن الرسول كرجل سياسة وليس كنبي- وقالوا له: نعم أيها الأخ، ما المانع أن تذكر اللات والعزى لمدة سنة واحدة وقل أنهم ليسوا آلهة .. فقال بينه وبين نفسه: إن هذا العرض يشكل بالنسبة لي كزعيم سياسي شيئا جيدا لأنه يحقق لي مصالحة مؤقتة مع العدو، وماذا يعني لو أنني ذكرت اللات والعزى لمدة سنة واحدة ثم أغير بعدئذ؟ ثم إن الوحي يتغير طبقا للظروف. (الإسلام والحداثة/ندوة مواقف ص234).

فعماد أسس حنفي في مشروعه كما شأن بقية جوقة (القول على الله بغير علم): هو الابتعاد عن مفهوم الدين والخضوع لديان وإله غيبي، له نعمل وبأمره نمتثل، ومن أجل رضاه نسعى ونحفد، ومن أجل جنته نموت ونحيا، إن بنينا الدنيا فمن أجل الآخرة، وإن خربت دنيانا فلأن مصلحة الدين أولى وأرفع، كل هذه المفاهيم والقواعد والتصورات التي امتلأ بها القرآن الكريم وحفلت بها السنة النبوية، كل هذا لا وزن له عند حسن حنفي وزنادقة هذا العصر، بل الأمر كل الأمر -إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر- ولذلك هو ينكر انتهاء الحياة الدنيا ووجود يوم آخر لها. (انظرج4 من العقيدة الى الثورة حيث جعل الحياة الدنيا خالدة لا نهاية لها).

اما ما يخص الشريعة وتبديلها وتعديلها لموافقة روح العصر (كما يزعم) فهو موقف ينطلق من منطلق التصورات والعقائد السابق، فأنه يرى أن الشريعة يجب أن تتبدل كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

هذا هو حسن حنفي، وهذه أفكاره وتقريراته وعقائده، وما تعظيمه وتبجيله إلا عمل جرى عليه العلمانيون مع كل رجل يريد سلب إيمان الأمة والتصاقها بدينها، وقد صار واضحا لكل ذي عينين مبصرتين أن تطبيل أزلام الفكر العلماني ما هو إلا من قبيل النفخ في رموز استمرأت الهجوم على مقدساتنا وديننا.

ومما يجدر التنبيه عليه أن الدراسات التي تقوم على تفسير ديننا وتراثنا على هذا النمط هى طريقة مستقاة من طريقة الشيوعين الأوائل في روسيا حيث دعا إمامهم الأكبرلينين الى التعامل مع التراث بالقضم والتأويل والإنتقاء لما يريد وهذا خلال مناقشات لينين مع الوطنيين الروس، حتى يكون الثوري تراثيا مع تقدميته ويكون هو -الحافظ للتراث والأكثر أمانة له- حسب تعبير لينين نفسه، وهي كما نرى- أنجح طريقة لنبذ الدين والقضاء عليه، فإنه ليس هناك طريقة أعظم من القضاء على الدين بسيف الدين نفسه، كما يقول جمال الدين الأفغاني كما ينسب له مكسيم رودنسون.

منطلقات وأثار هذا الكفر والزندقة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير