تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومثال هذا في موضوعنا القصة التي جرت بين الشيخ ابن باز والشيخ المنجد، فقد عُرضت بغرض الإشادة بالشيخ ابن باز حين تسبب في إبراز الشيخ المنجد، وكما قال الأخ تامر الجبالي وفقه الله:" تنبيه على نكتة من بركات الشيخ ابن باز رحمه الله ".

والشيخ المنجد حين عرضها، وهو صاحب القصة ذكر أمورا هي من باب التواضع والبعد عن الثناء على النفس لكنها في الحقيقة لو أخذت على ظاهرها لكن في القصة إساءة بالغة للشيخ ابن باز، فقد ذكر في القصة أن الشيخ ابن باز حين سأل المنجد عن الجامعة التي درس فيها، وذكر له أنها جامعة البترول لاجامعة للعلوم الشرعية كتب للشيخ المنجد ثلاثة خطابات، منها خطاب لمدير مكتب الدعوة في الشرقية ليتعاون معهم في إلقاء الكلمات والدروس والمحاضرات في المنطقة، ومنها خطاب إلى مدير الأوقاف والمساجد ليعين إمام وخطيبا في أحد الجوامع، وأن الشيخ المنجد احتار في هذا الأمر الذي لايرى نفسه أهلا له، وأنه ذهب إلى مدير مركز الدعوة، وسأله عن الجامعة التي تخرج فيها، فأجابه، فقال المدير: وكيف الشيخ يكتب هذا؟! إلى آخر ماذكر في القصة من استنكار مافعله الشيخ ابن باز، ولو حمل هذا على ظاهره لكان فيه إساءة كبيرة إلى الشيخ ابن باز، وهي أنه كان يولي في هذه المناصب الدينية كالإمامة والخطابة وإلقاء الدروس والمحاضرات من ليس مؤهلا لذلك، فهل هذه منقبة للشيخ ابن باز؟ اللهم لا، وإنما هي ذم له واتهام له بالإخلال بالأمانة التي اؤتمن عليها، وحاشاه رحمه الله تعالى عن ذلك. لكن القصة نُظر فيها إلى جانب وضخم على حساب جانب آخر يترتب عليه أمر خطير. وحقيقة الأمر أن الشيخ ابن باز رحمه الله لم يكتب تلك الخطابات بهذه السذاجة والارتجالية، ويدل على ذلك كلمة قالها الشيخ المنجد أثناء القصة، وهي " أتيته على التخرج أو بعد التخرج مباشرة، وكنت آتيه في الإجازات وأسأله بعض الأسئلة "، فكان الشيخ المنجد يحضر عند الشيخ ابن باز في الإجازات ويسأله، فعرفه الشيخ رحمه الله من ذلك، وأسئلة الشخص تدل على شخصيته فعرف فيه التزامه وحرصه على العلم وذكاءه وفطنته، ورأى أنه لو أسندت إليه الإمامة والخطابة والوعظ فعنده من الذكاء والفطنة والحرص على السنة والعلم مايجعله ينشط في هذه الميادين وينجح، ورأى من أسئلته وشخصيته أنه لن يتكلم في دين الله بغير علم، وأنه قبل أن يقول كلمة أو يلقي خطبة سيحسن الإعداد لها، وبناء على ذلك كله رشحه لتلك المناصب، فالأمر لم يكن ارتجاليا ولا بتلك السذاجة. وهذه الأمور لم يذكرها الشيخ المنجد لأنها حديث عن نفسه، فتحرج من ذكرها، لكن إذا جاء غيره ليعرض القصة للناس فعليه أن يبين هذه المسألة حتى لايظن بالشيخ ابن باز السوء رحمه الله تعالى وغفر له.

الوقفة الرابعة

وهي تعليق على بعض العبارات التي ذكرها بعض الإخوة المشاركين.

قال الأخ أبوزارع المدني وفقه الله:"الشيخ موسوعة ناطقة تبارك الله ".

أقول: هذه مبالغة واضحة، يكرهها الشيخ نفسه.

وقال الأخ تامر الجبالي تعليقا على ماذكرته:" كلنا يعلم أن شيخا كالشيخ المنجد حفظه الله لابد له من إخوة يساعدونه ". وقال الأخ أبوعبدالرحمن القصيمي وفقه الله:" نحن نعلم أن هذا ديدن أكثر الدعاة المشهورين، وهذا لاينقص في أقدارهم ".

أقول: هذا ماأردت تقريره، وهو أن ذلك لا يحط من قدر من فعله مالم ينسب جهود الآخرين لنفسه. وقد أعجبني الشيخ المحدث عبدالله السعد حين قدم لطبعة إرشاد الفحول في خمس صفحات فقال في آخرها:" أشكر الابن الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم الوصيبي الذي كتب كثيرا من هذه المقدمة".

قال السيوطي في المزهر: فصل: ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله.

ثم روى عن عبد الغني بن سعيد أنه قال: لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه وذكر أنه أملاه على الناس، وضمن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة، وأنه لا يذكرها إلا عني.

وعن أبي عبيد أنه قال: من شكر العلم أن تستفيد الشيء، فإذا ذُكِر لك قلت: خفي علي كذا وكذا، ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا فهذا شكر العلم.

قال السيوطي: ولهذا لا تراني أذكر في شيء من تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء، مبينا كتابه الذي ذكر فيه (المزهر 2/ 273).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير