بل لو تكرر هذا منهما ورأيا الحاجة للدعاء في كل مذاكراتهما لشدة امتحان أو نحوه فدعاؤهما عبادة مشروعة، بل من أعظم العبادات وهو من فعل العبادة في محلها ولا إشكال
فإلى الله المشتكى من هذا التشويه وهذا بعض من محاولات كثيرة يطول بيانها حرص فيها على التشويه
وفي مقابل ما يقوم به من تشويهات قرر تزيينا لقوله أنه اعتمد على كلام الأئمة الأربعة.
فقال في مقام الدعاية لما سيعرضه (سأستخدم كلام الأئمة الأربعة) وقال: (حانجيب كلام الإمام البخاري) وكرر أكثر من مرة الاعتماد على الإمام مالك
ولم يذكر حرفا واحدا! لا عن مالك ولا عن أبي حنيفة ولا عن البخاري! بل ولا عن الشافعي غير ما ساقه له من تعريف شرحه
وفق مراده
ولا يقول قائل إنه أتى بأقوالهم ونسي نقلها عنهم!
لأن الأستاذ كان يقرأ من أوراق، حتى أنه استكمل عرض المسائل التي قرر من أول الحلقة الكلام فيها عندما عرضها في صورة فهرسة لما أعده، فعرض تلك المسائل وهو يقلب الأوراق في كل مسألة وكلما أنهى ورقة وضعها، وعندما جاء في آخر مسألة إلى الدبلة أظهر أن الوقت ضاق عن هذه المسألة، ومع هذا أخذ بعد هذا من الوقت أكثر من خمس دقائق وكانت كافية لعرض أهم ما عنده، لكنه اشتغل بذكر استدلالات من كيسه، وبكلام يقطع المشاهد معه أنه قد أتى بما عنده وجاء في الحلقة الثانية يكرر بعض الكلام وأمضى أكثر الحلقة في أمور أكثر من جانبية.
ثانيا: أسلوب السب والشتم والازدراء للمخالف من قبل الأستاذ.
ـ الأستاذ خص نقده بمن يرى الأمور التالية بدعة:
(الفاتحة على الميت ـ الدعاء بعد الصلاة ـ إهداء القرآن للمقبور ـ المصافحة بعد الصلاة ـ قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن ـ السبحة ـ مسح الوجه بعد الدعاء ـ الاحتفال بالمولد النبوي)
كل من يرى هذه الأمور بدعة رشقه الأستاذ بسهام السب والشتم وكَذّبه وجَهّله وسخِر منه وتَفّهَه، ومن لم يصدّق فليشاهد حلقته الأولى
وإليك بعض ما قاله عن مخالفيه
(التبديعيين) كررها نابزا وشاتما لهم مرارا ومرارا، ومن سمعه علم مدى صدق ما أقول، بل لهجته بها على أشد من مجرد النبز
وقال بعبارة ـ عن مخالفه ـ شديدةٍ وغير متناسقة (أنت اللي بدعة) وقال (البدعة هو اللي بيقول هي بدعة)
ونقَل قول مخالفه بأن مسح الوجه بعد الدعاء لم يرِد فقال مخاطبا له (بِتكْذب؟، بِتكْذب؟)، وقال مكذبا لمخالفه: (تزوّد من عندك؟)
وقال مجهّلا له في أخرى مخاطبا (ما فتحْتشْ كتب السلف) وأيضا (ما يعرفش السلف) (ما يعرفش يرد) (مش عارف تعريف البدعة)
وقال (يعْرفوها الزّايْ هم ما تعلّموش) وقال مخاطبا محقّرا لمخالفه (تَعَلّم معنى البدعة وبعْدَين تعال) وقال مستخفا (أنت عالم؟) ويصفهم بـ (قلة علم) ونحوها من المعاني مرارا ومرارا
وقال (قرأوا شوية كتب) (ما تعلموش على المشايخ)
وقال محقرا لمخالفه مخاطبا المشاهد (قل له ما لكش دعوى)
واستخف بمخالفيه واصفا لهم بالصحفيين الذين يقرؤون ولا يفرقون بين الصواب من الخطأ
وجل هذه العبارات كررها مرارا بالمعنى وأحيانا باللفظ حتى ملأ الحلقة بها والكارثة أنه بنفسه لا يحسن القراءة
أما استخفافه وسخريته وتهكمه من مخالفه بطرق أخرى فلم يغفلها الأستاذ
تارة عن طريق الأسلوب المصحوب بإشارات السياق واللهجة، وتارة عن طريق المحاكاة لمخالفه ليصور للمشاهد بشاعة تصرف المخالف مقبحا له بتمثيل طريقة التكلم متقمصا دوره.
وأوضحها عندما شرع في الكلام عن السبحة، فوالله لقطة منافية لأدب الإسلام بشدة
وأما حركات رأسه وعينيه وأكتافه هزا وتغميضا بأسلوب تمثيلي واستخفافي بالغير فهذا لون آخر سلكه الأستاذ
ناهيك عن التأفف والتأحح بصورة غير لائقة وتخبيط الفخذين
بل بلغ به الأمر أنه سعى لإغاظة مخالفه وإثارته زيادة على ما في ما سبق من الإغاظة وإثارة المخالف وهذا نذير بشرّ لا تحمد عقباه وسعي في الفتنة
فمن أراد أن يعرف هل أنا خرجت عن الأدب في الرد أم لا فلينصف وليتق الله ولا تحمله العاطفة على البغي.
¥