تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يريد أن تكون صحابية، هل الصحابية أيضا تصل إلى درجة الخروج عن الطبيعة البشرية؟ لا، الصحابة والصحابيات كلهم بشر، يقع من بعضهم الخطأ على بعض، بشر، يحصل بينهم بعض ما يكون، أشرف وأفضل البيوت بيوت الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك يكون هناك بعض الغيرة بين نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، تكون منهن غيرة، ويحصل منهن شيء يعني مما لا ينبغي في مخاطبة الرسول، أو يعني في الأمور العادية الزوجية، كما في الحديث الصحيح، اقرءوه في البخاري، يعني يذكر عمر -رضي الله عنه- أن حفصة تقول إنها ربما هجرت الواحدة منهن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الليل، تهجره في طوال ذلك اليوم، بمعنى أنها لا تبتدئ الكلام، ليس معناه أنها تهجره، لا تكلمه، ولا ترد عليه السلام، لا، الرسول لما أغضبه النساء بمطالبته بمزيد شيء من النفقة، هذه الأمور طبيعية بشرية، لما كان بينه منهن شيء من ذلك آلى من نسائه شهرا -صلى الله عليه وسلم-.

فالمقصود أن هذا خيال، من يطلب من امرأته الكمال فهو سارح في ميدان الخيال، ثم إن الواجب على الرجل أن يؤدي الحقوق، ليس للرجل أن يأتي لأهله ولبيته متى شاء وكيف شاء، لا بد أن يرعى زوجته، ليس له أن يسهر كيف شاء، يعني كأنه أعزب، كثير من النساء يشتكين من هذا التعامل، ومن هذه العشرة، وقد يحصل شيء مثل هذا من طلاب علم، ومن ناس يُعرفون أو يشار إليهم بالخير والصلاح، وهذا من الخلل الذي يقع فيه كثير من الشباب، ومن الرجال الصالحين، تجده يعني مصليا وصائما متطوعا، لكنه يكون مقصرا في الحقوق، يكون مقصرا في حق والديه، مقصرا في حق أهله، في حق زوجته وأولاده، فالحذر الحذر، نعم.

- قال -رحمه الله تعالى-: وله عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكَر، فتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)

- الناس بعضهم البعض تدور بين الفضل والعدل والظلم، فمن أدى الحقوق التي عليه للآخرين واستوفى حقوقهم كان عادلا، ومن أدى ما عليه وتسامح في حقوقه كان ذلك منه فضلا، ومن استقصى في حقوقه ومنع ما عليه من حقوق كان ظالما، مثل الذين قال الله فيهم: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) في حقه يستوفيه كاملا، أما حقوق الناس فإنه يبخسها ويجحدها،

- (فليطعه ما استطاع) فإن جاء آخر بعدما تم الأمر لهذا الإمام، واجتمعت عليه الكلمة، إذا جاء آخر ينازعه ويريد أن يكون له الأمر، فاقتلوا الآخر، أو فاضربوا عنقه، فاضربوا عنقه، لأنه يجر بهذه الدعوة وهذه المطالبة، يجر بهذه المنازعة يجر الأمة إلى الفساد العريض، لأن الأول لن يطرقه، ولن يتنازل له، ولم يستسلم له مجانا، فلا بد أن تكون الفتنة، هذه المنازعة تجر إلى الفتنة، سفك الدماء وحدوث الفوضى في الأمة، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر.

وفي الحديث الآخر الصحيح إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخِر الآخر: الثاني لأن هو الذي دخل، بويع للأول انتهى، ثم جاءت جماعة أخرى فبايعت لآخر، لا، فاقتلوا الآخر منهما، الآخر هو الطالب، الآخر هو الذي تنشأ عنه الفتنة، وهو منشأ النزاع، فاقتلوا الآخر منهما، هذا يتطابق مع قوله: فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنقه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير