ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:17 م]ـ
يا إخوة لا داعي لكل هذا التعصب، فلكل نظر وجه؛ فمن لا يعتقد عمل أهل المدينة دليلا فله أن يقول مذهب مالك خلو من الدليل، ودليل الاستحسان، ودليل شرع من قبلنا، ودليل الاستصلاح، ودليل العرف ... وأوصل بعض الفقهاء أدلة مالك إلى عشرين!
ونقول لمن نبز مذهب الإمام مالك: ليس كل المذهب في المختصرات والحواشي وكتب الفروع؛ فهاته الكتب للمبتدئ، فمثلا نجد ابن عاشر يقول في المرشد المعين:
وبعد فالعون من الله المجيد -**- في نظم أبيات لِلْامِّي تفيد
وابن أبي زيد يقول في أول دستور في الإسلام:
أما بعد: أعاننا الله وإياك على رعاية ودائعه، وحفظ ما أودعنا من شرائعه، فإنك سألتني أن أكتب لك جملة مختصرة من واجب أمور الديانة مما تنطق به الألسنة، وتعتقده القلوب، وتعمله الجوارح، وما يتصل بالواجب من ذلك من السنن من مؤكدها ونوافلها ورغائبها وشيء من الآداب منها وجمل من أصول الفقه وفنونه، على مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى وطريقته، مع ما سهل سبيل ما أشكل من ذلك من تفسير الراسخين، وبيان المتفقهين، لما رغبتَ فيه من تعليم ذلك للولدان كما تعلمهم حروف القرآن ...
وقال الشيخ خليل مبينا غرض تصنيفه:
وبعد: فقد سألني جماعة أبان الله لي ولهم معالم التحقيق، وسلك بنا وبهم أنفع طريق، مختصرا على مذهب الامام مالك بن أنس رحمه الله تعالى ...
وقال محمد البشار في سراج السالك:
وقد رأيت حاويا مختصَرا -**- مهذَّبا للمبتدي ميسَّرا
أما أدلة المذهب فتجدها مبسوطة في كتب التفسير، وشرح السنة، والأصول، والتخريج، والفقه المقارن ... ولقد كان للمالكية قصب السبق في التفسير (انظر في ذلك كتاب اسكندر مفتي الحنفية في الجزائر)، وقصب السبق في الاعتناء بالسنّة؛ فأول شرح لصحيح البخاري ومسلم والترمذي كان مالكيا، ويكفي أن تعلم أن شروح موطّأ مالك بلغت 169 شرح ما بين مطبوع ومخطوط، ولو لا خشية الإطالة لذكرتها ...
ولينظر المنصف الموافقات للشاطبي فيجد فيه نظرية مالكية صرفة وهي الاعتناء بالمصالح في الأحكام الشرعية، ومفتاح الوصول للشريف التلمساني من أجود كتب الأصول وهو على مذهب مالك، وبالنسبة للأدلة الكلية ينظر الفروق للقرافي فهو مجدد الفقه في زمانه ... وكثير من لا يعرف أن أول من صنّف في أصول الفقه بعد الشافعي هم المالكية، يتجلى ذلك في مقدمة ابن القصّار وهي مطبوعة بحمد الله
ومذهب مالك أثرى المذاهب أصولا بلا نزاع، كما أن مذهب أبي حنيفة أثراها فروعا بلا نزاع، وقضية كلام شيخ الإسلام أن أسعد المذاهب في المعاملات مذهب أهل المدينة، وأسعدها بالعبادات مذهب أحمد، وقد صنّف ابن تيمية في فضل مذهب مالك رسالة وهي منشورة على الشبكة ...
كذلك، لم يعتنِ المالكية في بعض الأعصار بالدليل لاستقلالهم بالأمصار، فلم يحتاجوا للجدل والمناظرة، فوقع شيء من الجمود الذي لا ينكر منذ عصر خليل إلى عصورنا الحالية، وهذه ميزة للمالكية أيضا في الأصول فلم نجدهم إلا سلفية أو أشاعرة، ولك أن تنظر في المذهب الحنبلي مثلا فتجد فيه المعتزلة والأشاعرة والمشبهة والفلاسفة ...
فمن ينكر غنى المذهب المالكي بالأدلة فقد نادى على نفسه بقلة الاطلاع، والله الموفق للصواب الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:29 م]ـ
فمن ينكر غنى المذهب المالكي بالأدلة فقد نادى على نفسه بقلة الاطلاع، والله الموفق للصواب الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[أبوصخر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي إبراهيم الجزائري،،
أبنت عن سعة اطلاع و علم بمذهب إمامنا الجليل و أصوله،، نفع الله بكم و كتب لكم الأجر على هذا الرد المختصر الدقيق،، فهو على اختصار مبانيه إلا أنه غزير المعاني لمن تأمل،،
و لا عطر بعد عروس،، دمتم موفقين،،
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:13 م]ـ
يا أخي نحن لا ننبز مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، ولكن ننقل أقول علماء نشأوا على مذهب الإمام مالك وبينوا بعض ما فيه.
وإليك قول إمام من أئمة المالكية في بيان شيء من حال بعض فقهاء المذهب المالكي وفقه الإمام مالك رضي الله عنه.
¥