نقل عنه الحافظ ابن رجب قوله في الدفاع عن معتقد الإمام أحمد: " ينبغي لهؤلاء الجماعة أن يسألوا عن صاحبنا؟ فإذا أجمعوا على حفظه لأخبار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأفعاله إلا ما كان للرأي فيه مدخل من الحوادث الفقهية، فنحن على مذهب بلك الرجل الذي أجمعوا على تعديله، على أنهم على مذهب قوم أجمعنا على سمتهم من البدعة فإن وافقوا على أننا على مذهبه فقد أجمعوا على سلامتنا معه،؛ لأن متبع السليمَ سليمٌ، وإن ادَّعوا علينا أنا تركنا مذهبه وتمذهبنا بما يخالف الفقهاء فليذكروا ذلك ليكون الجواب بحسبه، وإن قالوا: أحمد ما شبَّه وأنتم شبَّهتم، قلنا: الشافعي لم يكن أشعرياً وأنتم أشعرية، فإن كان مكذوبا عليكم فقد كُذبَ علينا ... ".
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 333 - 334
ونقل عنه ابن رجب أيضا قولَه في وصف أصحاب الإمام أحمد جوابا لسؤال عنهم: " ... ولم أحفظ على أحدٍ منهم تشبيهاً، لإنما غلبت عليهم الشناعة لإيمانهم بظواهر الآي والأخبار من غير تأويل ولا إنكار، واللهُ يعلم أنني لا أعتقد في الإسلام طائفة مُحِقَّةٌ خاليةٌ من البدع سوى من سلك هذا الطريق، والسلام ".
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 339
ولذلك قال عنه ابن رجب: " وله من الكلام في السنة والانتصار لها والرد على المتكلمين شيءٌ كثير وقد صنف في ذلك مصنفاً ".
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 337
و أما تخبط ابن الجوزي في المعتقد و ميله لمعتقد الأشاعرة في الجملة فهو مشهور معلوم،، فتراه تارة يثبت الصفات على حقيقتها ليأوّلها أو يفوّضها في موضع آخر من كتبه،،
و لكنه بالتتبع و الاستقراء لكتبه،، تراه ينافح عن الأشاعرة و يوافق معتقدهم في جملة أمره،،
هذا كلام غير دقيق عن ابن الجوزي.
فليس ابن الجوزي معدودا في الأشاعرة لا جملة ولا تفصيلا
وإنما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عنه أنه مضطرب مرة يثبت إثبات أهل السنة نثرا ونظما، ومرة ينفي نفي المخالفين لأهل السنة.
قال ابن تيمية: " إن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب؛ لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات، بل له من الكلام في الإثبات نظماً ونثراً ما أثبت به كثيراً من الصفات التي أنكرها في هذا المصنَّف،؛ فهو في هذا الباب مثل كثير من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس؛ يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات ... ".
مجموع الفتاوى لابن تيمية 4/ 169
وهذا بسبب أنه يؤلف مؤلفا بحسب الاتفاق ولا يراجعه، حتى إنه يؤلفا مؤلفا ثم يؤلف في نقيضه مؤلفا آخر.
قال ابن جب: " وكان رحمه الله إذا رأى تصنيفا وأعجبه صنف مثله في الحال - وإن لم يكن قد تقدم له في ذلك الفن عمل - لقوة فهمه وحدة ذهنه، فربما صنف لأجل ذلك الشيء ونقيضه بحسب ما يتفق له من الوقوف على تصانيف من تقدمه ".
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 488
وقال عنه الحافظ الذهبي: " هكذا هو: له أوهامٌ وألوانٌ من ترْك المراجعة، وأخذ العِلم من صُحُف ".
سير أعلام النبلاء للذهبي 21\ 378
فالقول بأنه موافق في الجملة للأشاعرة وأنه كان يُنافح عنهم قول غير دقيق.
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=68107
وأما ابن رشد الحفيد فإن دخوله في الفلسفة طغت على منهجه واعتقاده، وأكثر فيها من المؤلفات التي أوقعته في مخالفات لدين الإسلام، مما حدى بالخليفة إلى حبسه في بيته ومنع الناس من مخالطته بسبب ذلك.
قال الإمام الذهبي: " قال شيخ الشيوخ ابن حمويه: لما دخلت البلاد، سألت عن ابن رشيد، فقيل: إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب، لا يدخل إليه أحد ; لأنه رفعت عنه أقوال ردية، ونسبت إليه العلوم المهجورة، ومات محبوسا بداره بمراكش في أواخر سنة أربع ".
السير للذهبي 21/ 308 - 310
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 02:38 ص]ـ
وأما ابن رشد الحفيد فإن دخوله في الفلسفة طغت على منهجه واعتقاده، وأكثر فيها من المؤلفات التي أوقعته في مخالفات لدين الإسلام، مما حدى بالخليفة إلى حبسه في بيته ومنع الناس من مخالطته بسبب ذلك.
إنما حبسه الخليفة المنصور لوشاية الحساد الذين سعوا في إفساد ما بين الإمام وأمير المؤمنين، والحال أن الخليفة استقدمه من قرطبة ليشور عليه في أمر بناء المدارس العلمية بمراكش، ثم طلب منه أن يشرح له أقوال أرسطو، لأن المنصور كان له نظر ومطالعة في علوم الأوائل فأجابه إلى ذلك، وتأثلت له عند السلطان مكانة عظيمة وهو الأندلسي الذي قدم المغرب الأقصى قريبا، فاجتزأ القوم من مقالاته الفلسفية - التي لا ننكر أن فيها ما يخالف الشريعة - ما أوغلوا به صدر السلطان فأمر من ثم بحبسه، قبل أن يعقد له مجلس حكم بمسجد قرطبة وناظره خصومه ليقيموا عليه حجة يحل بها دمه فلم يظفروا منه بشيء، فحكموا عليه بالنفي أولا.
ولا أعلم - في حدود بحثي أثناء دراستي لبداية المجتهد - أحدا من المؤرخين وأصحاب التراجم وصفه بالزندقة أو اتهمه في دينه وورعه وإمامته.
وبالله التوفيق.
¥