تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده. فقلت: هذا سؤالعظيم القدر وإنما يعرف ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بدمه ولحمه وصارله فيها ملكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله صلى اللهعليه وسلم وهديه فيما يأمر به وينهى عنه ويخبر عنه ويدعو إليه ويحبه ويكرهه ويشرعهللأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من أصحابه الكرام فمثل هذايعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه وأقواله وأفعاله وما يجوز أنيخبر عنه وما لا يجوز ما لا يعرف غيره وهذا شأن) ا. هـ

فيقال للكاتبة: أثبتي العرش أولاً ثم أنقشي

فأثبتي أولاً أن الحديث يعارض أصول الشرع والكتاب والسنة ثم بعد ذلك ينظر في شذوذ المتن من عدمه

تقول

التاريخ يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من كتابة أحاديثه حتى لا تتحول إلى تلمود،

سياسة التلمود عند من ارتضى أن يؤجر كتفيه لتسهيل ركوب الشيطان وتوجيه إلى أي مكان وفي أي زمان.

ونهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الكتابة مر بمرحلتين

المرحلة الأولى: نهي عن الكتابة

والدليل من حديث أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ""لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"" والسبب حتى لا يختلط القران على الحديث

المرحلة الثانية: نسخ النهي

والدليل حديث أبو شاه (استمع إلى خطبة للرسول صلى الله عليه و سلم بعد فتح مكة فقام فطلب منالرسول صلى الله عليه و سلم كتابة الخطبة له فقال الرسول صلى الله عليه و سلملأصحابه: ""اكتبوا لأبي شاه""

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ""ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب""

وعلى ذلك استقر أجماع الصحابة والتابعين في مشروعية كتابة الحديث [1]

تقول

روى مسلم في مقدمة صحيحه خبراً دالاً عن سعيد القطان: "لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" غير أن مسلما يبرر الصراحة هذه تبريرا لا منطقيا بقوله "يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب"!

قلت: هذا تهويل منها بأن العلماء يكذبون ثم المراد هم الزهاد العبّاد لا يعرفون صنعة الحديث من ضعيف وصحيح فيقعون في الخطأ وهم لا يعلمون

قال النووي:" ومعناه ما قاله مسلم أنه يجري الكذب على ألسنتهم، ولا يتعمدون ذلكلكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه، ويرون الكذب ولا يعلمون أنه كذب، وقد قدمنا أن مذهب أهل الحق أن الكذب هو الإخبار عن الشيء، بخلاف ما هو عمداً كان أو سهواً أو غلطاً " اهـ.

تقول:

والشيخ الألباني ضعف أحاديث صححها البخاري ومسلم، ولا نعلم كيف صحح البخاري ومسلم تلك الأحاديث؟

قلت:

الأمة تلقت الكتابين بالقبول فقد أتفق أهل العلم على أن أصح كتابين بعد كتاب الله هما البخاري ومسلمبالجملة أما بالتفصيل

فعلى نوعان

الأول: ما كان متفق عليه فلا سبيل إلى تضعيفه قال شيخ الإسلام ابن تيمية

" لا يتفقان على حديث إلا ويكون صحيحا لا ريب فيه، قد اتفق أهل العلم على صحته " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (18/ 20)

الثاني: وما عدا ذالك تلقته الأمة بالقبول إلا ألفاظ يسيره تتبعها من له باع طويل وجهد وفير في خدمة السنة كالدارقطني النيسابوري وأبو الفضل وغيرهم

قال أبو عمرو ابن الصلاح في مقدمته

" ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن

والألباني حاله حال غيره من العلماء يصيب ويخطي وسبقه غيره لكن الصحيح أن كل مافي الصحيح مقبول

ثم حشت الكاتبة في مقالها بعض الأحاديث الضعيفة للتدليس وتبين أنه الأحاديث (الصحيحة) على سياق الأحاديث الضعيفة المذكورة

ثم ختمت كلامها ختام الله حياتنا بطاعته بتشنيع حديث ابن عباس رضي الله عنه كما في البخاري فقالت:

تتجلى مخالفة العقل والحس كعلامة لضعف المتن في حديث "النساء يكفرن العشير لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط" البخاري ج 1ر/28،

قلت: مازال التدليس وبتر النصوص سمة من سمات المشككين وعلامة فارقه على جبينهم فالحديث كما رواه ابن عباس-رضي الله عنه- في صلاة الكسوف عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( ... وأريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خير قط.

أين مخالفة العقل والحس في هذا الحديث؟!!

فالكفر هنا كفر دون كفر لم قيل أيكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ,ويكفرن الإحسان وهذا في صالح المرأة حتى يتسنى لبعلها الرفق والحلم والصبر لِمَ يترتب على أمر ما إن أنكرته زوجته فيأخذه بالتي هي أحسن ويغض الطرف عن جحدها للمعروف ثم يذكرها بالله عز وجل ويحثها على الصدقة كمال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهدى البال ويستريح المحال وتبقى حياتهم الزوجية على أفضل الأحوال

هذا والله أعلم , والحمد الله

كتبه

أبو صهيب العصيمي

6/ 11/1430هـ


[1] والنهي عن الكتابه لا يعني النهي عن التحديث ونقله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "" بلغوا عني ولو آية"" وقال"" نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها""
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير