[ردود الشيخ العلامة بكر أبو زيد -رحمه الله-]
ـ[ماجد العزيزي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 02:13 م]ـ
ردود الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد –رحمه الله- والمجموعة من ثنايا كتبه والغير موجودة في كتابه ((الردود))
================================================== ====
[1]
كتاب ((مختصر فضائل المدينة المنورة))
رأيت رسالة كتبها بعضُ المؤلفين بعنوان: ((مختصر فضائل المدينة المنورة))، طُبعت هذا العام (1409)، لم يستطع راقمها أن يتخلص من بعض الهَنات التي ينشدُها عشاق الخرافة الذين يسيرون على خطوط وهميَّة، ويعيشون على نسج الأوهام، ويتلذَّذون بذكرها، ويجلبون قلوبّ العامةِ إليهم بالحديث عنها، وجميعُها يعزُها الدَّليل، ومنها:
1. قوله (ص7): "مدينةٌ عصمها الله تعالى من الشيطان".
هذه كلمة جهالة ومجازفة، ولا نعلم له سلفاً معتدَّا به، ونسأله: ما معنى عصمتِها من الشيطان وما من آدميٍّ إلا وله قرينٌ؟!
وللحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بحثٌ في كُفَّار الجنِّ وشياطينهم؛ كما في ((الفتح)).
2. قوله (ص 21): "انعقد الإجماع على تفضيل ما ضمَّ الجسدَ الشريف على سائر الأمكنة، حتى على الكعبة المشرفة".
وهذه دعوى كاذبة لا سند لها، والخلاف مشهور، وكلمة ابن عقيل الحنبلي صاحب ((الفنون)) معلومة، والردود عليه مشهورة
وفي (ص 74) قال عن قبره: "أقدس بقعة في الوجود"!!
3. قوله (ص 24): "والله تعالى لا يقبض نبيا من أنبيائه إلا في أحب الأمكنة إليه". أين الدليل الصحيح؟!
4. قوله (ص 27): "ومن فضائل المدينة النبوية، أن الله تعالى طهَّرها من الشرك، فلن يعود إليها أبداً بإذن الله تعالى"، ثم ذكر حديث العباس رضي الله عنه.\وهذا من حمله على غير مراده، فإن النصوص تلتقي على المراد أن هذه الجزيرة أو هذه الأمة لن تنقلب كلُّها إلى الشرك، أما وجود مشرك أو كافر أو منافق في جزيرة عرب أو في المدينة النبوية؛ فهذا لا نزاع فيه، والنصوص دالة عليه؛ كما في حديث أنس المتفق عليه في خروج كل كافر ومنافق من المدينة حين يرجفها الدجال.
والواقع على مر الأزمان وحديث التاريخ يؤيد وجود نوع الشرك، والله المستعان.
5. قوله (ص 30) في مضاعفة البركة بالمدينة على مكة: "وذلك لأن مكة -حرسها الله- حرمها الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام، أما المدينة –صانها الله وحرسها- فقد حرمها الله تعالى على لسان نبيه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى ما أكرم الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء عليهم السلام".
هذا التعليل أترك تقويمه لكل طالب علم!!
6. قوله (ص 31): " ومن مظاهر البركة في المدينة النبوية أن طعام الواحد يكفي الأثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة ... وهكذا".
ثم ساق حديث جابر عند مسلم، وليس فيه ما يدل على خصوصية المدينة بهذا، بل هو عامٌّ، وذلك فضل من الله ونعمة.
7. وقوله (ص 45): " وفي حديث سعد بن ابي وقَّاص رضي الله عنه عن رزين قال: ((والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من كل داء)) قال: وأراه ذكره من الجذام والبرص. انتهى"
نسأل هذا البارع: ما هي منزلة هذا الحديث سندا؟ وما هية منزلة زيادات رزين؟ وما مستنده في سياقه بصيغة الجزم؟!
8. قوله (ص 48): "ومن فضائلها أن جعل شد الرحل إليها لمن نذر أو أوجب على نفسه الصلاة في مسجدها واجباً ... ".
والذي ورد في السنة: ((لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: مسجدي هذا ... )) الحديث، أما شد الرحال إلى المدينة فليس مشروعاً، ولأهل الأهواء عبارات يدلِّسون بها، فلو كانت الظروف تسمح لصرَّح بشد الرحال إلى القبر الشريف!
ثم قال (ص 60): "كيف لا تشد الرحال إلى المدينة ... ".
9. قوله (ص 60): "البدء بالمسجد لمن قدم سفر".
وهذا ليس من خصوصيات مسجده صلى الله عليه وسلم، بل هو سنة عامة لكل قادم من سفر في أي بلد، وتُنظر كلمة الشراح على هذا ففيها إيضاح.
10. قوله (ص 60): "اتساع الروضة من الحجرة إلى مصلى العيد". ثم ساف كلاماً ضمَّنه حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
ولا دلالة فيه وهذا فقه تنكَّبه العلماء، ولا نعلم له من النصوص الصحيحة سنداَ.
11. وفي (ص 63) ذكر أثر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في فضل الصلاة في مسجد قباء على إتيان بيت المقدس!
وباب الفضائل والتعبُّدات موقوفة على النص من كتاب أو سنة، مع ما في سنده من مقال.
12. وفي (ص 63 - 64) ذكر فضل مسجد الفتح باستجابة الدعاء فيه.
استجابة الدعاء واقعة عين لا عموم لها وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم، ول اتُّخذ هذا دليلاً على فضائل الأماكن لو قع لنا الكثير في المدينة وخارجها.
13. في (ص 64): "ولا أطيل في ذكر المساجد الأخرى في المدينة وما فيها من الفضل، إذ ما ذكرته كافٍ في التدليل" انتهى.
المحققون من العلماء على أنه لا يثبت في شيء من مساجد المدينة فضيلةٌ سوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد قباء.
14. وفي (ص 64): "فضائل البقيع"، وذكر حديث عائشة رضي الله عنها في خروج النبي صلى الله عليه وسلم ليلا يدعو ويستغفر لأهل بقيع الغرقد.
وهذا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم كان لمن مات في حياته صلى الله عليه وسلم ودفن في البقيع، ولا نعلم للبقيع فضيلة تخصُّه بفضل الدفن فيه، وعلى المدعي ذكر الدليل، وأما فضل الموت في المدينة فمعلوم، والله أعلم.
هذه بعض الملاحظات، وهكذا إذا زلَّ المرء عن الدليل انبسطت النفس في أهوائها، والله المستعان.
[خصائص جزيرة العرب: حاشية ص: 54 - 56]
================================================== ====
¥