[كان رجل عامة]
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[28 - 10 - 09, 11:33 م]ـ
لقد وَسَمَ أهل التاريخ والتراجم عدداً من الأجلاء بكونهم (رجال عامةٍ) ومن هؤلاء:
الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه، وإمام أهل الشام: الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري، والحافظ الثبت خالد بن عبدالله الطحان.
ففي تاريخ الطبري: (دعا عثمانُ بن حنيف عمرانَ بن حصين وكان رجلَ عامة، وألزَّه بأبي الأسود الدؤلي وكان رجلَ خاصةٍ). 3/ 14.
وقال علي بن بكار: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: (مارأيت مثل الأوزاعي والثوري! فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجلَ خاصةِ نفسِهِ، ولو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي) تاريخ الإسلام للذهبي 1/ 1139.
وقال إبراهيم الجوهري: (قلت لأبي أسامة: أيهما أفضل: فضيل بن عياض، أو أبو إسحاق الفزاري؟ فقال: كان فضيل رجل نفسه، وكان أبو إسحاق رجل عامة) سير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 543.
وقال إسحاق الأزرق: (ما أدركت أفضل من خالد الطحان، قيل: قد رأيت سفيان (يعني الثوري)؟ قال: كان سفيان رجل نفسه، وكان خالد رجل عامة) تاريخ بغداد 8/ 294.
فدفعني ذلك إلى حب التعرف على سمات ذلك الرجل الذي وقف نفسه على الناس حاضراً بوضوح بينهم: يعلمهم وينصح لهم، ويحمل همومهم؛ ساعياً لنفعهم، ومتصدراً لخدمتهم وحل مشكلاتهم بكل رحابة صدر وبشاشة وجه، والمزايا التي يفضل بها على غيره من خلال مطالعة سير هؤلاء الأئمة الموسومين بذلك، فوجدت أنها على نوعين: نوع يشترك فيه رجل العامة مع غيره من العلماء المهديين والعباد الصالحين، ونوع يختص به هذا الصنف من القادة المصلحين والأئمة الربانيين.
ولعل من أبرز خِلال النوع الأول الذي يشترك فيه رجل العامة مع غيره مايلي:
1 - كثرة الخشوع واليقظة والتقدم في العمل.
2 - الزهد والورع.
3 - الحلم والتواضع.
4 - الجود وكثرة التصدق.
5 - الاحتساب والصدع بالحق.
6 - الوقار وحسن المظهر.
أما أبرز خِلال النوع الآخر الذي يختص به رجل العامة فهي الآتي:
1 - الاجتهاد في بذل العلم والنصح للعامة والإجابة عن استفساراتهم.
2 - العناية بخدمة الناس وبذل الوسع في الشفاعة لهم والقيام بقضاياهم.
والمتأمل في واقعنا الدعوي اليوم يرى بجلاء حاجة أمتنا إلى رجال عامة تحلَّوا بهذه السمات العظيمة، فانبروا لخدمة الناس، وتحقيق مقاصد الديانة، والعمل على حفظ سياج الأمة من أن يتصدرها فكرياً أو اجتماعياً زائغٌ يقودها إلى التهلكة، أو صاحب شهوة ليس له من هدف إلا بناء مجده وسؤدده، وتحقيق أطماعه ومصالحه، وتأسيس أعمدة شرفه.
فاللهم ألهمنا رشدك، واستخدمنا في طاعتك، واجعلنا من الذائدين عن دينك وكتابك وعرض نبيك، وصلى الله وسلم على النبي المختار، وعلى الصحب والآل والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
فيصل بن علي البعداني – مجلة البيان – عدد 250.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خير
موضوع كريم
و لا شك ان من هؤلاء العلماء شيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:08 ص]ـ
وإياك ..
شاكر لك مرورك وتعليقك ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:04 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل ..
أحسنت أخي أبا الهنوف ..
ـ[قافية الركب]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:42 ص]ـ
بارك الله فيك ~
موضوع رائع ..
جزآك الله خيراً ..
أختكم قافية الركب ~
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:45 ص]ـ
حسب المصطلحات المعاصرة، رجل العامة من نطلق عليه داعية، ورجل الخاصة من نعتبره عالما. وفي القرآن الحكيم الربانيون هم رجال العامة، والأحبار هم رجال الخاصة.
والله أعلم
ـ[السلامي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 03:43 م]ـ
الأخوة والأخوات:
1 - أبو راكان الوضاح.
2 - قافية الركب.
3 - أبو عبدالله الجبوري. وشاكر لك الإضافة المفيدة.
4 - السلامي.
جزاكم الله خير وبارك فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين ..
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
بالنسبة لسفيان الثوري فإنه عاش أكثر عمره مطاردا من السلطان لأنه كان ينكر عليهم كما في سير أعلام النبلاء .. و من كان هذا شأنه فأنى له أن يجتمع بالعامة .. والتاريخ يعيد نفسه ..
قال ابن سعد: طُلب سفيان فخرج إلى مكة فنفذ المهدي إلى محمد بن إبراهيم - وهو على مكة - في طلبه فأعلم سفيان بذلك وقال له محمد: إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك إليهم وإلا فتوارَ، قال: فتوارى سفيان، وطلبه محمد، وأمر مناديا فنادى بمكة: من جاء بسفيان: فله كذا وكذا.
فلم يزل متواريا بمكة، لا يظهر إلا لأهل العلم ومن لا يخافه.
قال ابن سعد: فلما خاف من الطلب بمكة، خرج إلى البصرة، ونزل قرب منزل يحيى بن سعيد، ثم حوله إلى جواره، وفتح بينه وبينه بابا، فكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة، يسلمون عليه، ويسمعون منه.
ولما عرف سفيان أنه اشتهر مكانه ومقامه، قال ليحيى: حولني، فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور، فلم يزل فيه، فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان .... إلخ
رحمهم الله جميعا