تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة نفيسة: حول آخر ساعة من يوم الجمعة هل هي 60 دقيقة المتعارف عليها أم لا؟]

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[28 - 10 - 09, 01:25 م]ـ

.

.

السؤال: ذكر أن هناك ساعة في يوم الجمعة الدعاء فيها مستجاب، وأن هذه الساعة تكون قبل المغرب على الرأي الأرجح، فهل معنى الساعة هو المعنى المتعارف عليه 60 دقيقة؟ أم أن المقصود مدة زمنية فقط؟ وهل يصح أن أنظر إلى وقت أذان المغرب فأحسب ساعة من قبلها فأبدأ الدعاء؟ أم أنه يلزم الجلوس بين العصر والمغرب آملاً في أن أوافق هذه الساعة؟.

الجواب: الحمد لله

أولاً: جاءت لفظة " ساعة " في كتاب الله تعالى، وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي كلام الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، والأئمة من بعدهم، وليس المراد بها قطعا الساعة بمعناها العرفي الحديث، وهي " ستون دقيقة "؛ لأن الساعة بهذا المقدار لم تكن تُعرف في زمانهم، والساعة في وضعها الحالي لم تكن مصنوعة أصلاً، فلا اليوم كان مقسَّماً على أربع وعشرين ساعة، ولا الساعة كانت محسوبة بالدقائق، بل إن معنى " الساعة " في أكثر استعمالاتها هي بمعنى " الجزء من النهار "، أو " الجزء من الليل "، وقد تطول أو تقصر، بحسب السياق والمراد في استعمالها، كما أنها تطلق تلك اللفظة على " القيامة "، وقد جمع المعنيان في سياق واحد، وذلك في قوله تعالى (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ) الروم/ 55، فلفظة " الساعة " الأولى بمعنى: " القيامة "، والآخر بمعنى: " الجزء من الزمان ".

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:

يُخبر تعالى عن يوم القيامة، وسرعة مجيئه، وأنه إذا قامت الساعة: (يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ) باللّه أنهم (مَا لَبِثُوا) في الدنيا إلا (سَاعَة)؛ وذلك اعتذار منهم، لعله ينفعهم العذر، واستقصار لمدة الدنيا.

" تفسير السعدي " (ص 645).

وتطلق – أيضاً – ويراد بها: " الوقت الحاضر ".

قال الفيروزآبادي – رحمه الله -:

والساعَةُ: جُزْءٌ من أجْزاءِ الجَديدَيْنِ، والوَقْتُ الحاضِرُ، (والجمع): ساعاتٌ، وساعٌ، والقيامَةُ، أو الوَقْتُ الذي تقومُ فيه القيامةُ.

" القاموس المحيط " (ص 944).

والجديدان هما: الليل والنهار.

ثانياً: بناء على ذلك يتبين أن " الساعة " المقصودة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة الجمعة، وما يشبهه: أن المراد بها: جزء من الوقت، وقد يقصر ذلك الجزء، أو يطول، ويُعرف ذلك من خلال سياق الحديث، فساعة الاستجابة يوم الجمعة قصيرة الزمن، ووقت ساعة الاستجابة كل ليلة أطول منه.

والأحاديث بنصوصها، وفهمها يدلان على ذلك:

أ. عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: (فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.

وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).

رواه البخاري (893) ومسلم (852).

وزاد مسلم في لفظ عنده (وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ).

قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله -:

(بيده يقللها) أي: يبين أنها لحظة، لطيفة، خفيفة، وزاد مسلم: (وهي ساعة خفيفة).

" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " (6/ 479).

ب. عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ).

رواه مسلم (757).

قال الشيخ محمد بن علان الصديقي – رحمه الله -:

وفيه على كل وجه: إيماء إلى اتساع زمنها، بخلاف ساعة الإجابة يوم الجمعة، ويؤيد ذلك: أنه أشار لضيق ساعة الجمعة بقول الصحابي (وأشار) - أي النبي صلى الله عليه وسلم – (بيده يقللها)، ولم يقل مثل ذلك في الساعة التي في الليل.

" دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين " (7/ 4).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير