تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من معاني التدبر, قصة ما نراها قالت إلا خير.]

ـ[إبراهيم أبولوحجي علم اليقين]ــــــــ[07 - 11 - 09, 09:54 ص]ـ

من معاني التدبر

ومن معاني التدبر النظر في العواقب:

أتأمل التطبيق العملي للتدبر عند النبي صلي الله عليه وسلم وأثره علي حياته، ثم من فعل السلف.

أولا:- التطبيق العملي للتدبر عند النبي صلي الله عليه وسلم:- كثير من آيات وسور القرآن اشتملت بيان علي مصارع الأقوام الذين كذبوا بالرسل’ وفيها نهاية قوم هود’ و نوح’ وقوم شعيب’ وصالح عليهم السلام. مثل سورة الواقعة’ والمرسلات’ وعم يتسائلون’ وإذا الشمس كورت’ فالغالب عليها أحداث يوم القيامة التي تتحرك لها القلوب اليقظة.

ثانيا:- فعل السلف الكرام وتطبيقهم العملي للتدبر: سار السلف الصالح علي هدي النبي صلي الله عليه وسلم. في التدبر من الوقوف علي معاني الآيات والبكاء عندها’ والعمل بمقتضاها.

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه رقيق القلب’ ففي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أبو بكر رجلا بكاء لايملك دمعة حين يقرأ القرآن" عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: "كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم’ إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله’ تدمع أعينهم’ وتقشعر جلودهم".

ثالثا:- الاستماع والإنصات: قال تعالي " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" وقال الشوكاني في تفسير هذه الآية’ أمرهم الله سبحانه بالاستماع للقرآن والإنصات له عند قرأته’ لينتفعوا به ويتدبروا ما فيه من الحكم والمصالح.

رابعا:- جواز تلاوة القرآن قائما أو ماشيا أو مضطجعا أو راكبا: قال تعالي " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم" (آل عمران: 191).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أن النبي صلي الله عليه وسلم’ كان يتكئ في حجري’ وأنا حائض ثم يقرأ القرآن".

خامسا:- استحباب قراءة القرآن علي طهارة:- يستحب لقارئ القرآن أن يكون علي طهارة. لا شك أن في هذا تأدبا مع كلام الله تعالي. ومع هذا الأدب إلا أن بعض العلماء أجاز القراءة علي غير طهارة من الحدث الأصغر، ونقل الإجماع علي جوازه’ ولكن القراءة علي طهارة هي الأفضل والأكمل.

*ولا بأس للحائض والنفساء أن يقرأ القرآن وتحفظه علي الصحيح من كلام أهل العلم’ لأنه يرد نص صريح صحيح يمنع الحائض و النفساء من قراءة القرآن.

سادسا:- الاستعاذة والبسملة عند التلاوة: والأصل في ذلك قوله تعالي "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" (النحل: 98). وصيغ الاستعاذة:-

1 - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

2 - "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم’ من همزه ونفخه ونفثه"

ويقرأ كلام الله سبحانه علي أربع مراتب:-

المرتبة الأولى: الترتيل’ تجويد الحروف’ ومعرفة الوقوف.

المرتبة الثانية: الحدر: عبارة عن إدراج القراءة والإسراع بها مع مراعاة أحكام التجويد.

المرتبة الثالثة: التدوير، وهو القراءة بحالة التوسط بين الترتيل والحدر في القراءة مع مراعاة الأحكام.

المرتبة الرابعة: التحقيق’ و هو أطولها جميعا’ وأبطؤها’ إذ يلتزم فيه بالحدر الأقصى من أداء الأحكام مع البطء، لأنه يستخدم في التعليم.

حكم الترتيل:- قال الإمام النووي رحمه الله:"وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، يسمي الهذرة’ قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبير ولغيره. وعلي القارئ أن يراعي أحكام التجويد، وإخراج الحروف من مخارجها.

عن قتادة قال: قلت لأنس رضي الله عنه: كيف كانت قراءة رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: كان يمد صوته مدا". ولا ريب أن حال من قرأ القرآن وهو متأمل لآياته’ ومستحضر لمعانيه أكمل من الذي يستعجل به طلبا لسرعة ختمه وكثرة تلاوته.

من أقوال العلماء في التدبير:- قال الإمام الآجري:" القليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه’ وظاهر القرآن يدل علي ذلك ’ والسنة’ وقول أئمة المسلمين"

وقال ابن قيم الجوزية:" لو علم الناس ما في قراءة بتفكر حتى مر بآية يتفكر ونفهم خير من قراءة حتمه بغير تدبر وتفهم".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير