تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: (هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ) – رواه أبو داود (4242) وأحمد (10/ 309) – واللفظ له -، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.

أولا: حمدًا لله على سلامتكم شيخنا الكريم.

وثانيًا: جزاك الله خيرًا على هذه الإضافة القيمة، وإن كان لي ملاحظاتٌ، على بعض ما قاله الشيخ سليمان الأشقر حفظه الله تعالى:

فمن ذلك:

حديث إنتفاخ الأهلة:

قال الحافظ ابن عدي: عبد الرحمن بن يوسف ليس بالمعروف. سمعت عبدان الأهوازي يقول: هذا الحديث حديث دحيم، عن ابن أبي فديك، ويُقال إن عبد الرحمن بن حكي هذا سرقه من دحيم، ولعبد الرحمن بن حكي غير هذا من الحديث، ما قد سرقه.

قال ابن عدي: وعبد الرحمن بن يوسف ليس بمعروف، وهذا الحديث منكرٌ عن الأعمش بهذا الإسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن بن يوسف غيره. اهـ.

الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 279.

وقال الحافظ العقيلي: عبد الرحمن بن يوسف عن الأعمش: مجهول أيضا في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به. اهـ.

الضعفاء الكبير للعقيلي 5/ 76.

وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. اهـ.

العلل المتناهية 2/ 851.

وقال الهيثمي عند الحديث 4808: رواه الطبراني في الصغير، وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي، ولم أجد من ترجمه. اهـ.

مجمع الزوائد 3/ 351.

وقال عند الحديث 4811: فيه عبد الرحمن بن يوسف، ذكر له في الميزان هذا الحديث، وقال إنه مجهول. اهـ.

مجمع الزوائد 3/ 352.

وقال الشيخ محمد زياد التكلة:

رُوي هذا الحديث مرفوعًا من حديث أبي هريرة، وابن مسعود، والإسناد إليهما منكرٌ لا أصل له.

ومن حديث طلحة بن أبي حدرد مرفوعًا، وفي سنده جهالةٌ وضعفٌ، ثم الأرجح أنه مرسل.

أما حديث أنس مرفوعًا فغير محفوظ، والصوابُ فيه أنه من مرسل الشعبي.

كذلك حديث أبي سعيد موقوفًا، الصوابُ أنه من قول أبي الوداك.

أما مرسل الحسن البصري، فسنده إليه ضعيفٌ جدًا.

وحكم السخاوي أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه، (المقاصد الحسنة 1203)، وكذا الألباني في الصحيحة (2292)، لكن ذلك متعقبٌ بأن جميع طرقه المرفوعة، لا تصلح للاعتبار كما تبيَّن مفصلا، فهي إما شديدةُ الضعف، أو منكرةٌ، المحفوظُ فيها الإرسال، ولا يصح من هذه المراسيل سوى مرسل الشعبي، وقول أبي الوداك الكوفيان، وعليه فالحديثُ ضعيفٌ، ولا يصحُ في الباب شيءٌ مرفوعًا. اهـ.

وانظر البحث كاملا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25864 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25864)

ومن ذلك:

فتنة الأحلاس والسراء والدهيماء:

وهي التي جاء ذكرها في حديث عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كنا قعودًا عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فذكر الفتن فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائلٌ: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل، كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً، فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال، من يومه أو من غده.

هذا الحديث رواه الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في سننه – 4242،

ومداره على عبد الله بن سالم، عن العلاء بن عتبة، عن عمير بن هاني العنسي، عن ابن عمر.

وهذا إسنادٌ حسنٌ في الظاهر؛ من أجل العلاء بن عتبة، فإنه صدوقٌ، لا يبلغ حديثه الصحة؛

إلا أنه معلولٌ.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:

سألت أبي عن حديث رواه أبو المغيرة، قال حدثنا عبد الله ابن سالم، قال حدثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن عمير بن هانىء العنسي، قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: كنا قعودًا عند رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... الحديث.

فقال: روى هذا الحديث ابن جابر، عن عمير بن هانىء، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: مرسلٌ.

والحديثُ عندي ليس بصحيحٍ، كأنه موضوعٌ. اهـ.

علل الحديث 2/ 416–417 رقم 2757.

وانظر كشف المكنون ص55 – 56.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير