وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 233): سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل مضطجع على بطنه، فقال: هذه ضجعة لا يحبها الله، قال أبي: له علة. قلت: وما هو؟ قال: رواه ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبدالرحمن قال: دخلت أنا وأبو سلمة على ابن طهفة فحدث عن أبيه قال: مر بي وانا نائم على وجهي وهذا الصحيح.ا. هـ.
وقال أيضا: سألت أبي عن حديث رواه عبدالعزيز الدراوردي، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلى، عن محمد بن عمرو بن عطاء العامرى، عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا منكب على وجهى نائم فأقر عنى ثم قال: هذه ضجعة يبغضها الله.
قال أبي: إنما هو محمد بن عمرو ابن عطاء، عن ابن طخفة، عن أبيه قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم.ا. هـ.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه أحمد وابن حبان في صحيحه واللفظ له. وقد تكلم البخاري في هذا الحديث.ا. هـ.
وقد صحح العلماء المعاصرون هذا الحديث على الرغم من إعلال هذاين الإمامين من أئمة الحديث له.
قال الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر - رحمه الله - في شرحه لمسند الإمام أحمد (14/ 248 - 249):
" إسناده صحيح .... " ثم قال بعد كلام المنذري الآنف الذكر: " وما عرفت له علة. وما أدري أين تكلم البخاري في هذا الحديث.ا. هـ.
وربما لم يطلع على كلام البخاري في التاريخ الكبير.
وقد أعله بنفس العلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في " تتبعه لأوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي " (4/ 406) فقال بعد قول الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه:
لا، مسلم لم يعتمد على محمد بن عمرو بن علقمة، ثم لا بد من جمع طرق الحديث فالذي يظهر لي وأذكره أن الحديث يرجع إلى يعيش بن طخفة، وأن محمد بن عمرو قد وهم فيه، والحديث في " إكرام الضيف " لإبراهيم الحربي، وفي مسند أحمد بالطريقين، وحديث أبي هريرة مر برجل مضطجع على بطنه ... إلخ.
أقول: قد اختلف في إسناد هذا الحديث على محمد بن عمرو بن عطاء العامري.
قال أبو حاتم: إنما هو محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن طخفة عن أبيه قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم كما في العلل، وابن طخفة هو يعيش بن طخفة مجهول.ا. هـ.
وصححه أيضا العلامة الألباني في صحيح سنن الترمذي (2221)، والمشكاة (4718)، وصحيح الترغيب والترهيب (3/ 188 ح 3079).
وقال تعقيبا على كلام المنذري: قلت: وفته أنه رواه الترمذي (2769) باللفظ المذكور، وكذا ابن أبي شيبة (9/ 115/6730)، والحاكم (4/ 271) وصححه، وأقره الذهبي، وأعله البخاري في التاريخ ثم البيهقي في الشعب بما لا يقدح؛ لأنه من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقد صرح محمد بن عمرو بالتحديث في رواية لأحمد (2/ 287)، وهي رواية الترمذي، وأشار إلى مخالفة يحيى بن أبي كثير، فرواه عن أبي سلمة عن يعيش ابن طخفة، وهي الآتية بعده. لكن الحاكم دفع هذه المخالفة بأنه اختلف في إسناده على يحيى بن أبي كثير، ووافقه الذهبي.ا. هـ.
وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لمسند الإمام أحمد (13/ 251 ح 7862):
حديث قوي، وظاهر هذا الإسناد أنه حسن كسابقه، لكن أخطأ فيه محمد بن عمرو .... ا. هـ.
والذي يظهر - والعلم عند الله - أن كلام الإمامين البخاري وأبي حاتم مقدم على غيرهما لأنهما أئمة هذا الفن. فالحديث معلول، والله أعلم.
3 - الشريدُ السلمي:
عَنِ الشَّرِيدِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ الرَّجُلَ رَاقِدًا عَلَى وَجْهِهِ لَيْسَ عَلَى عَجُزِهِ شَيْءٌ رَكَضَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: هِيَ أَبْغَضُ الرِّقْدَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
رواه أحمد في مسنده (4/ 388).
وجاء بلفظ:
حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ يَقُولُ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ رَاقِدٌ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ هَذَا أَبْغَضُ الرُّقَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
رواه أحمد في مسنده أيضا (4/ 390).
¥