• قال أبو عمر: فائدة أخيرة: معنى (اللبن يُشْبِهُ) كمعنى (اللبن يورث).
• قال الخطابي في اصلاح غلط المحدثين (ص/88): ((و من ذلك قوله: (إن اللبن يشبه عليه)، وقد تثقِّله العامة، وهو مخفف، يريد أن العربي الرضيع ربما نزع به الشبه إلى الظئر)).
••••••••••••••••• (خلاصة) •••••••••••••••••
• قال أبو عمر السمرقندي: فحصل مما تقدَّم من البحث الطويل ما يلي:
1 - التنبيه على التحريف الذي جرَّ إلى ذكر عدم الوقوف على هذا الأثر الذي رأيتم سهولة الوصول إليه؛ وهو أنَّ قول عمر في طبعة المنار والإرواء: (اللبن نسبة ... )، بالنون غلطٌ، وأنَّ الصواب هو: (اللبن يشبه)، بالياء المثناة من تحت، وهكذا ذكره من أخرج هذا الأثر من المحدثين.
2 - التنبيه على السقط الحاصل في النسخة الهندية لسنن البيهقي الكبرى التي بهامشها الجوهر النقي، وهو: [قال: جلست إلى ابن عمر؛ فقال لي: من بني فلان أنت] ... وساق بمثله سواء، والسقط تمَّ تداركه من سنن سعيد بن منصور، وبه ينتظم السياق ويعرف مسند الخبر، وهو ابن عمر رضي الله عنه.
3 - الاستدراك على الطبراني - رحمه الله – في قوله: (لم يروه عن هشام؛ إلا أبو أمية، واسمه إسماعيل): بأنَّه لم يتفرَّد به أبو أمية عن هشام؛ بل قد تقدَّم متابعة عكرمة بن إبراهيم له عن هشام بمثله.
4 - الاستدراك على البزَّار إذْ قال: (لا نعلمه مرفوعاً إلاَّ من هذا الوجه) إن كان يقصد – وعموم كلامه لا يدل عليه - عن هشام عن أبيه عن عائشة فصحيح.
أما إن أراد رفعه بغير هذه الطريق فقد تقدَّم رفعه - وإن لم يصحَّ - من حديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهم.
5 - الاستدراك على ابن القطان الفاسي في قوله في بيان الوهم (3/ 64): ((نعيم بن سالم: لا تعرف حاله، ولا وجدتُ له ذكراً ... ))؛ بأنه معروف الحال، وأنه إنما حصل له الوهم لتصحيف اسم الراوي، وبيانه في التالي.
6 - أنَّ لهذا الرجل له أسماء متجانسة: (نُعَيْمٌ بن سالم، نُعَيْمٌ بن تمام، ويَغْنَم بن سالم، ومنعم بن سالم)، منها ما هو مصحَّفٌ ومنها غير ذلك.
7 - الاستدراك على الذهبي وابن حجر بتأييد ظنهما من كلام الخطيب وهو سابق لهما؛ في كون غنيم، ويغنم = شخص واحد، وهو ما كان سيزيل الاشكال عن ابن القطان لو كان علمه.
8 - والحصيلة الشاملة: الامتثال بقول الأوائل، البهاليل الأماثل: كم ترك الأول للآخر!
•• والحمدلله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صلاح]ــــــــ[06 - 01 - 03, 12:20 ص]ـ
نفع الله بك وزاردك علما وفضلا جهد مبارك، وتوفيق سديد.
قلتم:
الكتاب الفقهي الحنبلي المبارك (إرواء الغليل).
لعل صوابه: منار السبيل.
ولم ارجع للكتب لكن مما قرأته من كلامكم:
ان الاثر في منار السبيل:
(قال عمر رضي الله عنه: ((اللبن نسبه؛ فلا تسق من يهوديةٍ ولا نصرانية)))
وانتم وقفتم عليه بلفظ:
(اللبن يشبه عليه).
أليس هناك فرق؟.
ففي لفظ منار السبيل:
زيادة (؛ فلا تسق من يهوديةٍ ولا نصرانية).
وليس فيه لفظ:
(عليه).
هل يشعر ان هذين أثرين، فقط تساؤل؟.
ونفع الله بك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 01 - 03, 01:03 ص]ـ
أخي الفاضل: صلاح .. أصلح الله أحوالنا وأحوالكم وأحوال المسلمين ..
أشكركم كثيراً على التنبيه الدقيق، وقد عدَّلته.
وأما بالنسبة لسؤالكم: أليس بينهما فرقاً؟
الجواب: كلا، فالفقهاء معروفٌ عنهم استدلالهم بالحديث أو الأثر بالمعنى، وقلة معرفتهم بالحديث - غالباً - تجعلهم يخلطون بين المأثور عن عمر، وبين المأثور عن غيره، من الموقوف عن مجاهد أو أبي جعفر أو عكسه كأثر إبراهيم.
وهذا معروفٌ في كتب التخريج على كتب الفقه؛ كنصب الراية والتلخيص، وحتى في إرواء الغليل، والتكميل، والتحجيل.
أنَّه قد يأتي المحدِّث ليخرِّج الحديث ويعزوه إلى مخرجيه فلا يقف على اللفظ نفسه الذي أورده الفقيه للأسباب التي تقدَّم ذكرها.
والتمثيل على هذا أكثر من أن يمثَّل به!
ومرة أخرى: جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 01 - 03, 01:29 ص]ـ
بل لا يوجد فرق ...
والتواطؤ المزعوم!! غير موجود بالنظر في كتب الفقه المختلفة؛ وذلك لقضية مهمة لابد من التنبُّه لها أثناء البحث في كتب الفقه.
ألا وهو أنَّ التواطيء إنما يقبل إن كانت مصادر المتواطئين مختلفة، وهذا ما لا يمكن اثباته؛ بل إثبات نقيضه هو الظاهر من استفادة الفقهاء بعضهم من بعض.
وهذه الاستفادة والاقتباس على ضربين:
الأول: إما من جهة استفادة فقهاء المذهب الواحد؛ فيستفيد المتأخر منهم من كلام من تقدَّمه ودليله دون تحرير أو بحث (مجرد تقليد بحت).
كما لو اقتبس البهوتي عن ابن قدامة أدلة في مسألة ما دون تحرير، أو ابن عابدين عن المبسوط للسرخسي، او الحطَّاب عن عبدالوهَّاب، أو الشربيني عن القفَّال ... الخ.
والثاني: أو من جهة نقل المذاهب بعضها من بعض، كما لو اقتبس بعض شرَّاح مختصر خليل بن إسحاق من كتب الشاعية أو الحنفية = دونما تحرير أو بحث.
فاتحاد مصدر الفقهاء هو (الغالب) على الضربين.
* وهذا أقوله وأؤكِّده عن تجربةٍ غير قليلة - والحمدلله - بكتب الفقه المختلفة في المذاهب الأربعة كلها دونما استثناء؛ وليس رمياً للكلام على عواهنه.
* والتنبيه الثاني: أنَّ هذا الأمر الذي أجبت به الأخ صلاح أؤكِّده فأقول: إنه بالنظر إلى صنيع المخرِّجيتن لأحاديث كتب الفقه؛ المتقدمين منهم كابن حجر وابن الملقن والكاساني، أو المتأخرين؛ كالألباني أو آل الشيخ أو الطريفي .. أو .. كل ذلك يدلَّ على اعتبار هذا الأمر الذي تقدَّم بيانه.
* و ... لا مزيد.
¥