تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما كنت أظن أن يتجاسر من يعرف هاتين الآيتين أن يعارض قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقول فلان وفعل فلان، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[19 - 02 - 03, 10:22 م]ـ

قال الشيخ فريح بن صالح البهلال في كتابه الماتع (إتحاف الأمجاد باجتناب تغير الشيب بالسواد) والذي قدم له سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله:

إشكال وجوابه:

فإن قيل: أخرج أحمد (3/ 338) وأبو داود الطيالسي (ص241 رقم 1753) وأبو عوانة (5/ 513) من طرق زهير ــ وهو ابن معاوية أبو خيثمة ــ عن أبي الزبير عن جابر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي قحافة أو جاء عام الفتح ورأسه ولحيته مثل الثغام أو مثل الثغامة. قال حسن فأمر به إلى نسائه قال: (غيروا هذا الشيب).

قال حسن: قال زهير: قلت لأبي الزبير: أقال: جنبوه السواد؟، قال: لا.

وهذا يدل على أن لفظ (وجنبوه السواد) مدرج؟

قيل:

الجواب: أن هذه اللفظة ليست بمدرجة بل ثابتة وصحيحة بلا ريب لوجوه:

الوجه الأول:

أنه رواها سبعة من تلاميذ أبي الزبير عنه ــ كما تقدم ــ وهم ابن جريج وأبو خيثمة زهير بن معاوية وأيوب السختياني والليث بن سعد ــ في قول ــ والليث بن ابي سليم والأجلح بن عبد الله بن حجية ومطر الوراق.

واتفاقهم على روايتها عنه يمتنع معه الإدراج لأن الإدراج يحتمل وروده من الواحد، أما مع الجماعة فلا احتمال البتة!

الوجه الثاني:

أنه تابع أبا الزبير متابع مختلف فيه عن جابر بن عبد الله عند الخطيب البغدادي وابن جميع كما سيأتي إن شاء الله.

الوجه الثالث:

أن الحديث بتمامه صح من حديث أنس بن مالك وأبي هريرة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم كما سياتي إن شاء الله.

الوجه الرابع:

أن الحديث بتمامه صححه الأئمة من أهل العلم بالحديث فقد أخرجه الإملم مسلم في صحيحه ــ وناهيك به ــ وأبو عوانة في صحيحه المسند المخرج على صحيح مسلم. وابن حبان في صحيحه.

وقال البغوي: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم. وقال عمر بن بدر الموصلي: (ولا يصح في هذا الباب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير قوله في حق أبي قحافة (جنبوه السواد). انظر (جنة المرتاب بنقد المغني عن الحفظ والكتاب ص 477.

وقال الألباني: صحيح (صحيح الجامع الصغير للألباني).

الوجه الخامس:

أنه احتج به الأئمة على اجتناب تغييره الشيب بالسواد فقد سئل الإمام أحمد: قيل له: تكره الخضاب بالسواد؟ قال: إي والله! لقول النبي صلى الله عليه وسلم في والد أبي بكر رضي الله عنهما: (جنبوه السواد). نقله عنه الخلال (في الوقوف والترجل) وابن قدامة (في المغني) وابن مفلح (في الآداب الشرعية) فهذا إمام أهل لسنة والجماعة ـ وهو الراوي لسؤال زهير لأبي الزبير، وجواب ابي الزبير بالنفي ــ قد احتج بهذه اللفظة على حكم شرعي جازماً بأنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم مؤيداً ذلك بالقسم عليه ولو كان مدرجا ما احتج به قطعاً.

واحتج به الإمام النووي على تحريم خضاب الشيب بالسواد فقال: ودليل تحريمه حديث جابر. ثم ساقه بتمامه ــ (المجوع شرح المهذب) 1/ 324) ــــ وكذا صححه واحتج به ابن النحاس على تحريم الخضاب بالسواد فقال: (ومنها خضاب الرجل والمرأة شعرهما بالسواد وهو حرام على الأصح المختار لما في الصحيح أنه أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيروا هذا واجتنبوا السواد)) انظر تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين.

وقال الحافظ ابن حجر: ((ثم إن المأذون فيه ــ يعني الصبغ ــ مقيد بغير السواد لما أخرج مسلم من حديث جابر (غيروه وجنبوه السواد) فتح الباري.

وقال القرطبي ((فأما تغييره بغير السواد فجائز لقوله صلى الله عليه وسلم في أبي قحافة وقد جيء به ولحيته كالثغامة بياضاً: ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.

فهذه الوجوه الخمسة قد نواطأت وتظاهرت على أن لفظ (واجتنبوا السواد) حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بمدرج.

وعليه فيكون نفي أبي الزبير لهذه اللفظة محمول على نسيانه لها. وهذا لا ينكر فقد نسي الحفاظ الكبار لبعض حديثهم كما هو معروف ومحرر في علم الحديث والله أعلم. (انظر هذه المسألة في: تذكرة المؤتسي فيمن حدث ونسي وتدريب الراوي كلاهما للسيوطي، والكفاية للخطيب وعلوم الحديث لا بن الصلاح، والتقييد والإيضاح للعراقي.

قال ناقله: والله أعلم وراجيا منه العلم والفقه في دينه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 02 - 03, 12:28 ص]ـ

يراجع هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=284&perpage=15&highlight= وجنبوه& pagenumber=7

وما بعده: وأزيد

وتابع الرواة الثلاثة (الأجلح الكندي، وليث بن أبي سليم، وأيوب السختياني):

4 - المغيرة بن مسلم، السرّاج القسملي: عند أبي القاسم بن بشران في أماليه (946) بسند جيّد عنه، ووقع في المطبوع من الأمالي (حيوة بن مسلم)، وهو تصحيف، فحيوة غير مذكور في شيوخ شبابة، وما أظن إلا أن المحقق أساء قراءة المخطوط، فـ (مغيرة)، قريبة في الرسم من (حيوة)، ونسخة الأمالي بخط عبد الغني المقدسي وقد راجعت كتابا آخر بخطه، ووجدته كما قلت، فكان رحمه الله يكتب (مغيرة) قريباً من (حيوة)، لذلك التبس الأمر على محققه، وتصحف عليه الاسم، والمغيرة بن مسلم معروف بالرواية عن أبي الزبير المكي، وكذلك روى عنه شبابة بن سوار.

وللحديث شواهد كثيرة، ذكرت بعضها، وفي كلام الشيخ فريح بن صالح البهلال، مغالطات كثيرة، لعلي أبينها قريبا بإذن الله ..

وللموضوع صلة بإذن الله ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير