تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الحديث مداره على قتادة عن أبي العالية عن ابن عباسٍ رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي نصَّ الأئمة على سماع قتادة لها من أبي العالية، وممن نصَّ على ذلك شعبة.

والراوي عن قتادة هنا هو: (أبان بن يزيد العطار البصري).

ولكنْ؛ قد روى هذا الحديثَ جماعةٌ عن قتادة (في الصحيحين و غيرهما) دون التقييد بلفظة: (صلاة).

و من تلك الأحاديث أيضاً، حديث أبي أسيد رضي الله عنه، عند الطبراني في الكبير (19/ 268 " 593 ").

وغيرهما من الأحاديث.

والمراد أن حديثي (أبي سعيد وَ عمرو بن عبسة) دالان على شذوذِ حديث وهبٍ عن علي رضي الله عنه.

الحديث الثاني /

حديثُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه قال:

كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يصلي في إِثرِ كلِّ صلاةٍ ركعتين، إلا الصبح والعصر.

روى هذا الحديثَ سفيانُ الثوري، واختُلف عليه في إسناده على وجهين:

الأول / رواه معاوية بن هشام (وهو صدوق) عن الثوري عن أبي

إسحاق عن الحارث الأعور عن علي.

أخرجه الدارقطني في العلل (4/ 69 - ) من طريق شعيب بن

أيوب عن معاوية عن الثوري به.

الثاني / رُوي عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن

ضمرة عن علي.

وقد رواه عن الثوري على هذا الوجه جماعةٌ، منهم:

(عبدالرحمن بن مهدي) وأخرج حديثه النسائيُّ في الكبرى

(341) وابن خزيمة في صحيحه (1196)

والإمام أحمد في المسند (2/ 294 "1012")

وأبو يعلى (573) والبزار (674).

(وكيع بن الجراح) وأخرج حديثَه ابن خزيمة في صحيحه (1196)

وأحمد في المسند (2/ 294

" 1012 ") وعبدالله بن أحمد في زوائده

على المسند (2/ 294 " 1226 ")

وأبو يعلى (617) وابن أبي شيبة في

المصنَّف (2/ 350).

(محمد بن كثير) وأخرج حديثه أبو داود في سننه (1275).

(أبو نُعيم؛ الفضل بن دُكَين) أخرجه عنه عبد بن حُميد في

مسنده (71).

(عبد الرزاق بن همام) رواه في مصنَّفه (4823).

(أبو عامر العقدي) وأخرج حديثه الطحاوي في شرح المعاني

(1/ 303).

(الحسين بن حفص) وأخرج حديثه البيهقي في الكبرى

(2/ 459).

(أبو خالد الأحمر) وأخرج حديثه ابن خزيمة في صحيحه

(1196) وغيرُهم.

كلُّهم يروون الحديثَ عن الثوري عن أبي إسحاق عن عاصم

عن علي.

و لاشكَّ في نكارة الوجه الأول، لتفرُّد معاوية بن هشامٍ به، خلافاً لعامَّة أصحاب الثوري، ولو كان معاوية ثقةً لم يُقبل ذلك منه، فكيف وقد تُكُلِّمَ في حفظه، ولذلك قال الدارقطني:

(والمحفوظ حديثُ عاصمٍ عن علي).

وقد تابعَ الثوريَّ على هذا الوجه (مطرِّف بن طريف) حيثُ روى الحديثَ عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه، ولكنه لم يَسْتثنِ صلاتي الفجر والعصر، فقال:

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي صلاةً إلا صلَّى بعدها ركعتين).

أخرجه النسائي في الكبرى (346) وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1217 وَ 1227) من طريق جرير بن عبد الحميد.

وعبد الله بن أحمد في الموضعين السابقين من طريق محمد بن فُضيل.

وأبو يعلى (347) من طريق أسباط بن محمد.

ثلاثتهم عن مطرِّف بن طريف عن أبي إسحاق به.

والحديث عند البزَّار في مسنده (689) من طريق محمد بن فُضَيل، وفيه: (إلا الصبح والعصر).

وعلى أيِّ حالٍ؛ فإما أن يؤخَذَ بالزيادة التي عند البزار؛ ويؤيد ذلك روايةُ الثوري لها، أو يُحكم على لفظ مطرِّف بالشذوذ، لأن الثوريَّ قد روى هذه الزيادة، وهو من أثبتُ الناسِ في أبي إسحاق، بل هو وشعبة أثبتهم على الإطلاق، كما نصَّ على ذلك ابن معين حيث قال: (وإنما أصحابُ أبي إسحاق سفيان وشعبة) يُنظر: (مسند ابن الجعد، النص رقم " 2579 ") وشرح العلل (2/ 519).

بل قال أبو حاتم: (سفيان أتقن أصحاب الثوري، وهو أحفظ من شعبة

وإذا اختلف الثوري وشعبة فالثوري)

شرح العلل (2/ 520).

والخلاصة: أن حديث عاصم بن ضمرة عن علي: (كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم يصلي في إثرِ كل صلاة ركعتين

إلا الصبح والعصر) حديثٌ ليس بالقوي، لتفرُّد عاصمٍ به عن

علي، وإن كنت أرى أنه لم يأتِ بما يُنكَر، وذلك:

أنَّ قوله: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير