تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوم".

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 190):"وفيه الهيثم بن حبيب عن سلام وعن سلام ضعيف وأما الهيثم بن حبيب فلم أر من تكلم الذهبي إتهمه بخبر رواه وقد وثقه ابن حبان".

وقال الألباني في "الضعيفة" (1/ 411حديث:412):

"وهذا ذهول عجيب، وإلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم: الطويل! قال فيه ابن خراش: كذاب. وقال ابنحبان: يروي عن الثقات الموضوعات، كأنه كان المعتمدلها. وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة.

والحديث رواه الطبراني أيضاً في"الكبير" (1/ 109) من هذا الوجه بالشطر الأول فقط. وهذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديثأبي قتادة مرفوعا ... أخرجه مسلم وغيره .. "اهـ.

وبالجملة فهذه شواهد الحديث وهي بمجموعها تدلل على صحة ثبوته.

رابعاً ـ أماعن زعمه أن يوم عرفة يوم أكل وشرب لأنه يعتبر عيداً للمسلمين وعليه فلاينبغي صيامه!

فالكاتب ـ هداه الله ـ يبدو أنه لايفرِّق بين جواز صيامه لمن لم يكن بعرفة،وبين عدم جواز صيامه لمن كان بعرفة!

ويبدو كذلك أن الكاتب لاحظ له من النظر في أقوال العلماء في هذه المسألة؛وإلا لما أتى بهذه الغرائب والعجائب!

فأني لم أر ـ حسب علمي ـ من قال بعدم جواز صوم يوم عرفة مطلقاً، وهو مااعاه الكاتب ـ هداه الله ـ!

قال الترمذي:

" وقد اسْتَحَبَّ أهلُ العلمِ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلاَّ بِعَرَفَةَ".

وقال ابن القيم في "حاشية سنن أبي داود" (7/ 76):

(( .. فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفطر بعرفة وصح عنه أن صيامه يكفر سنتين، فالصواب أن الأفضل لأهل الآفاق صومه ولأهل عرفة فطره لاختياره صلى الله عليه وسلم ذلك لنفسه وعمل خلفائه بعده بالفطر، وفيه قوة على الدعاء الذي هو أفضل دعاء العبد،وفيه أن يوم عرفة عيد لأهل عرفة فلا يستحب لهم صيامه .. )).

وقال ابن قدامة في"المغني" (3/ 58):

"أكثر أهل العلم يستحبون الفطر يوم عرفة بعرفة،وكانت عائشة وابن الزبير يصومانه، وقال قتادة: لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء، وقال عطاء:أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف، لأن كراهة صومه إنما هي معللة بالضعف عن الدعاء فإذا قوي عليه أو كان في الشتاء لم يضعف فتزول الكراهة ".

وجاء في"فتح الباري" (4/ 237):

"باب صوم يوم عرفة

*حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن مالك قال: حدثني سالم قال: حدثني عمير مولى أم الفضل أن أم الفضل حدثته. ح. وحدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عمبر مولى عبد الله بن العباس عن أم الفضل بنت الحارث:

أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في بوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه.

*حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا ابن وهب -أو قرىء عليه - قال: أخبرني عمرو عن بكير عن كريب عن ميمونة رضي الله عنها:

أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون.

قوله: (باب صوم يوم عرفة) أي ما حكمه؟ وكأنه لم تثبت الأحاديث الواردة في الترغيب في صومه على شرطه وأصحها حديث أبي قتادة انه يكفر سنة آتية وسنة ماضية أخرجه مسلم وغيره، والجمع بينه وبين حديثي الباب أن يحمل على غير الحاج أو على من لم يضعفه صيامه عن الذكر والدعاء المطلوب للحاج كما سيأتي تفصيل ذلك ....

(تنبيه): روى الإسماعيلي حديث ابن وهب بثلاثة أسانيد: أحدها عنه عن مالك بإسناده، والثاني عنه عن عمرو بن الحارث عن سالم أبي النضر شيخ

مالك فيه به، والثالث عن عمرو عن بكير به، واقتصر البخاري على أحد أسانيده اكتفاء برواية غيره كما سبق.

واستدل بهذين الحديثين على استحباب الفطر يوم عرفة بعرفة، وفيه نظر لأن فعله المجرد لا يدل على نفي الاستحباب إذ قد يترك الشيء المستحب لبيان

الجواز ويكون في حقه أفضل لمصلحة التبليغ، نعم روى أبو داود و النسائي وصححه ابن خزيمة و الحاكم من طريق عكرمة أن أبا هريرة حدثهم أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة وأخذ بظاهره بعض السلف فجاء عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: يجب فطر يوم عرفة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير