تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? فأما الأول: فما رواه مسلم من حديث ابن عباس: قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله ? فتواريت خلف باب، فجاء فحطأنى حطأة، وقال: ((اذهب وادع لي معاوية))، قال فجئت فقلت هو يأكل، قال: ثم قال لى: ((اذهب فادع لي معاوية) قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: ((لا أشبع الله بطنه)).

قال الحافظ الذهبي ((في تذكرة الحافظ)) (2/ 699): ((لعل هذه منقبة معاوية لقول النبي ?: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة)). وقال الإمام النووى – رحمه الله – في ((شرح صحيح مسلم)) (16/ 156): ((قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية، لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له)) قلت: وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب (28):

{من لعنه النبي ? أو سبه أو دعا عليه، وليس هو اهلاً لذلك كلن له زكاة وأجراً ورحمة}. وأما السقاف فجعل هذا الحديث في مثالب معاوية بن ابي سفيان – ? - فبئس ما صنع.

وأما الحديث الثاني: فهم ما رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) (4/ 216)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2/ 358)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (4/ 1 / 327) والترمذي (3931) من طرق عن: سعيد بن عبدالعوزيز التنوخى، حدثنا ربيعة بن يزيد، سمعت عبد الرحمن ابن ابي عميرة المزنى يقول: سمعت النبي ? يقول في معاوية بن أبي سفيان: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به)).

قلت: وهذا إسناد صحيح متصل، إلا أنه لم يسلم من طعون السقاف، حيث قال طعنا في صحته: (ص: 238):

(حديث ضعيف ومضطرب، لا تقوم به حجة لا سيما وإسحاق ابن راهويه يقول: ((لا يصح عن النبي ? في فضله معاوية شيء)). * قلت: سعيد بن عبدالعزيز اختلط كما قال أبو مسهر الراوى عنه في هذا الحديث، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في ((التهذيب)) (4/ 54) للحافظ ابن حجر. وكذا عبدالرحمن بن أبي عميرة لم يسمع هذا بحديث من النبي ? كما في ((علل الحديث)) للحافظ ابن أبي حاتم (2/ 362 – 363) نقلاً عن ابيه الحافظ أبي الحاتم الرازي، فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي أبي حاتم. * قلت: ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص أهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي ? كما في علل الحديث لابن ابي حاتم. وقد نص ابن أبي عبد البر، أن عبدالرحمن هذا: ((لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه)) كما في ((تهذيب التهذيب))).

* قلت: أما إعلال الحديث باختلاط سعيد بن عبدالعزيز فليس بسديد، وذلك لأنه لم يحدث وقت اختلاطه، بنص من وصفه بالاختلاط وهو أبو مسهر. قال ابن معين (تاريخ الدورى: 2/ 204): ((قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبدالعزيز قد اختلط قبل موته، وكان يعرض عليه قبل أن يموت، وكان يقول لا أجيزها)). وهذا النص قد نقله ابن حجر في ((التهذيب)) فلا أدرى لماذا تعامى عنه السقاف؟!! ولذلك فقد احتج مسلم بحديثه من رواية ابي مسهر، والوليد بن مسلم ومروان بن محمد، وهم نفسهم الذين رووا هذا الحديث عنه. وسعيد التنوخي، ثقة حجة، قال عنه أحمد: ((ليس بالشام رجل أصح حديثاً من سعيد بن عبدالعزيز، هو والأوزاعي عندي سواء)). فكيف يضعف حديثه بعد ذلك؟!

? واما دعوى السقاف بالاضطراب في الحديث ففيها نظر شديد. فإنما حكم السقاف بالاضطراب على الحديث للاختلاف فيه على التنوخى. فقد رواه الذهبي في ((السير)) (8/ 37)، وابن قانع – كما في ((الإصابة)) (2/ 407) – من طرق: عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبدالعزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبدالرحمن بن أبي عميرة به. قال الذهبي، ((فهذه علة الحديث قبله)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير