• القائلون به: وقد ذهب إلى هذا القول كبير فلاسفة اليونان ومقدَّمهم في زمانه (كُلُوْديُوس بطلْميوس)، الهالك بعد ميلاد المسيح عليه السلام بنحو مائة وخمسين عاماً، وهو صاحب كتاب (المجسطي) أقدم كتب الفلك، والذي عرَّبه حنين بن إسحاق النصراني للخليفة المأمون.
• قال أبو عمر: وقد كان عامة أهل الفلك القدماء يقولون بهذا القول حتى ظهر من أظهر القول الآخر وشهَّره، وتبعه عليه الناس قاطبة؛ إلاَّ ما شاء الله.
ثم جاء بعض فلكيي هذا العصر من الكفرة فأثبت صحَّة ما ارتآه (بطيلموس) هذا، وأقام الأدلَّة على ما ذهب إليه.
ألا وهو الفرنسي (دورمون)؛ الذي نشر مقالةً وبحثاً مطوَّلاً في جريدة (ليبربارول) الباريسية قال في ضمنه: ((لم يقم الدليل إلى الآن على صحَّة دوران الأرض؛ كما زعم غاليليو ... ولا أنها مركز العالم الشمسي)).
وكذا قال بنحوه العِلْج الفرنسي الآخر؛ أحد أكبر علماء الفلك والطبيعة الفرنسيين في ذاك الزمن؛ إذ قال ((لا يمكن إثباته ولا نفيه بالأدلَّة المحسوسة!)).
ثم صدر كتاب عام (1926م) بالفرنسية من تأليف أحد أكابر هؤلاء الفلكيين، وهو: ب. رايوفيتش؛ ذكر فيه براهين علمية على ثبات الأرض، وختمه بقوله: ((فيبرهن على أنَّ الشمس تدور حول الأرض، وكذا القمر يدور حولها، وعلى عدم دوران الأرض)) اهـ.
• قال أبو عمر: ولكن ومع هذا .. فهيهات هيهات التصديق والقبول، فهذا القول عند الفرنجة ومن انتحل علومهم على جهالة = قول منكرٌ مردود.
• وهذا نظيره ما في كثير من العلوم؛ حين يشهَّر قولٌ باطلٌ؛ لعظيمٍ قاله، ثم يتبعه الناس عليه دونما تحقيق أونظر، هيبةً لقائله وتابعيه.
• فإذا ابتعث الله - بعد زمن - من يكذِّب هذا الترجيح، وجاء ليصحِّح أويثبت الحق في نفس الأمر = رُمي بالمخالفة والشذوذ والمروق!
2 - القول الثاني، وهو الباطل عقلاً ونقلاً: أنَّ الشمس هي المركز الثابت، الذي تدور عليه السيَّارات من الكواكب، وأنَّ الأرض من جملة الكواكب السيَّارة، التي تدور حول نفسها، ثم تدور حول الشمس.
• القائلون به: قال به الفيلسوف اليوناني (فيثاغورس)، الهالك قبل ميلاد المسيح عليه السلام بنحو خمسمائة أو ستمائة عام، وأرسطرخس، الهالك في القرن الثالث الميلادي.
• وقد كان هذا القول مهجوراً زماناً طويلاً قرابة ألف وثمانمائة عام؛ حتى ظهر الفلكي البولندي (نيقولا كوبرنِيْك) أو (كوبرنِيْكُوس) الهالك سنة (1543م)، فقرَّر رأي (فيثاغورس) و (أرسطرخس)، وأيَّده بالأدلة والبراهين الرياضية - زعم! - وشهَّره، وعلى أساسه بُني علم الفلك الحديث.
• وهو الذي زُعِم أنه واضع لنظرية دوران الأرض والكواكب حول الشمس، وقد زعموا أنه أهدى بحثه في هذه النظرية إلى البابا بول الثالث؛ مفتخراً بما وصل إليه.
• ثم تبعه على ذلك الفلكيان الإنجليزي الشهيران (وليم هرشل) الهالك سنة (1822)، وابنه (جون) الهالك سنة (1871م).
• وقد صار ت هذه النظرية هي المعتمدة عند كثير من فلكيي الفرنجة في هذا العصر، ثم تبعهم عليه أكثر المسلمين.
• قال أبو عمر عامله الله بلطفه: وممن قال بهذا القول الباطل الفيلسوف الإيطالي الشهير (غاليليو) الهالك سنة (1642م)، وكان فلكياً رياضياً صاحب نظريات مشهورة، ومنها نظريَّاته العديدة التي نقض فيها جملة من نظريات (أرسطو طاليس).
• وقد زعم الفرنجة أنَّ (غاليليو) هُدِّد واستتيب من رجال الدين النصارى - آنئذٍ -ليرجع عن هذه الهرطقة، والمخالفة لما عهدوه من كتبهم ودينهم المحرَّف، فأبى المسكين الرجوع فأُحْرِقَ؛ على الطريقة المعتادة في إحراق المهرطقين والسحرة المارقين على الكنيسة! وكان ذلك سنة (1642م).
• قال أبو عمر: فمن يحكي في الأمر إجماعاً عند الفكيين أقل ما يقال له: إنه إجماعٌ باطل، فلم النكير في مسائل الاجتهاد.
- الأخ الفاضل .. أبو عبدالرحمن بن أحمد ... وفقه الله
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم، وفكرتكم قديمة في الذهن.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:53 ص]ـ
- سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن:
¥