تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:56 م]ـ

أما أنا فقرأت القصيدة واطمأنَّ قلبي إلى أنها منحولة!

لأنني لا أتصور أن عالماً من أكبر علماء عصره يكون إمَّعةً بهذا الشكل، فيعبِّر في القصيدة الأولى عن مودَّة بالغة للشيخ وتأييد صريح له، وهو لم يتثبَّت، ثم ينقلب في القصيدة الثانية إلى كاره له، حتى إنه ليدعوه بالرجل النجدي! وذلك بناء على كلام خصم كاشح!

واللائق بمثل هذا العالم الجليل أن يراسل الشيخ ليعرف منه حقيقة ما نقله الخصم، ثم يقرر موقفه بعد ذلك. وقد فعل ذلك في نظمه للقصيدة الأولى فقال: (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له: محمد بن عبدالوهاب، و وصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ، وأرسلناها من طريق مكة المشرفة ... ).

وأما في القصيدة الثانية فيقول أو يقال على لسانه (لما بلغت هذه الأبيات نجداً وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي ... إلخ)

ولم يذكر أنه بعثها إلى نجد ليقرأ الشيخ ما فيها من النصيحة له! فكأن الشيخ كان يصدِّق كل من جاء من نجد، ويخوض في القضايا العظمى من غير تثبّت، وهذا غير معقول ولا يليق به.

ثم إن اللائق بهذا العالم الجليل إذا تراجع هذا التراجع الحاد، أن يقرر تراجعه في تأليف يرويه تلاميذه، كما فعل الأشعري رحمه الله. وأضعف الإيمان أن يقرأ القصيدة عليهم، ويطير خبرها في الآفاق في حياته، بحيث لا يرتاب بصحَّتها مرتاب، ولا سيما أن مسألة التكفير خطيرة إلى الغاية لأنها تتعلق بسياسة الأمة. ومن غير المعقول أن يكون تراجعه على شكل قصيدة تظهر بعد وفاته، ولا شك أن هذا الأسلوب هو أحسن طريقة للدس عليه، بأن تُنظم قصيدة بعد وفاته ويُزعم أنها له!

وقد شعر واضع القصيدة بهذا الإشكال فصنع لها شرحاً منسوباً إلى الصنعاني! ولا أدري لماذا يحتاج إلى شرحها! والواقع أن أمر القصيدة إنما ازداد غموضاً وإشكالاً بهذه الدعوى، لأن الشرح المزعوم أيضاً لم يسمعه التلاميذ من شيخهم، ولم يروه الشوكاني بالسند المتصل!

ولا أتصور أن سلفياً يهجو سلفياً بمثل هذا الهجاء! مع ما هو معلوم من أن المسافة الفكرية بين الشيخين متقاربة.

والإطناب في القصيدة الثانية، مع ركاكتها أحياناً، بإزاء بلاغة القصيدة الأولى، تزيدني ريبة فيها.

وأما الإخوان الذين يرددون (صح ذلك عن الصنعاني ... القصيدة ثابتة ... إلخ)، فمن الواضح أنهم يكتبون بطريقة عاطفية، لأن العمدة في ذلك على كلام الشوكاني رحمه الله، والشوكاني لم يأت بسند القصيدة إلى الصنعاني، ولم يعتبر ما ذكرناه من علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية في أمر لا يصلح أن يكون سرًّا. والذين جاؤوا بعد الشوكاني، من صديق خان إلى إخواننا هؤلاء، إنما يكررون كلامه.

ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:05 م]ـ

وأما الإخوان الذين يرددون (صح ذلك عن الصنعاني ... القصيدة ثابتة ... إلخ)، فمن الواضح أنهم يكتبون بطريقة عاطفية، لأن العمدة في ذلك على كلام الشوكاني رحمه الله، والشوكاني لم يأت بسند القصيدة إلى الصنعاني، ولم يعتبر ما ذكرناه من علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية في أمر لا يصلح أن يكون سرًّا. والذين جاؤوا بعد الشوكاني، من صديق خان إلى إخواننا هؤلاء، إنما يكررون كلامه.

أخي العزيز خزانة الأدب

إذا لم تكن ترى في نسبة الشوكاني القصيدة حجة كافية فلا يعني ذلك أن من يرونه حجة يتكلمون بعاطفة، بل الواضح أن عواطفنا تميل إلى أن لا تكون القصيدة ثابتة، وإنما منهجهم في تحقيق نسبة الكتب والمؤلفات إلى أصحابها يختلف عن طريقتك.

وقبول كلام الشوكاني هو من باب قبول نقل الثقة وليس التقليد، فقد أدرك عشر سنوات من حياة الصنعاني وله اهتمام بالغ بكتبه.

ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:08 م]ـ

جزاك الله خيرا

الذي أفهمه من الأبيات المذكورة أن الصنعاني لم يتراجع عمّا تظمنه النظم القديم بل صرح أن كل ما فيه حق

و يبقى أنه يخالف في مسألة سفك الدماء و مسألة التكفير

فالسؤال الآن: هل تبث شيء من هذا عن شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب أو عن بعض أتباعه من المطاوعة الذين كانوا في زمانه كما ذكر من قبل أم أنه مجرد نقل كاذب نقل عنه و هما ـ أقصد الشيخين ـ معذوران في ذلك؟

أخي الكريم نعيذ الصنعاني أن يخالف في التوحيد ووجوبه، إلا أن كلامه في التكفير مشكل جداً.

ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:45 م]ـ

إلا أن كلامه في التكفير مشكل جداً.

لقد أحسنت إجابة و جزاك الله خيرا على صبرك على الإخوة

لكن ـ بغض النظر عن القصيدة هل هي صحيحة النسبة للصنعاني أم لا ـ ما الذي تقصده بقولك [كلامه في التكفير]؟

هل تقصد ما نسب للصنعاني أم ما ينسبه الصنعاني لابن عبد الوهاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير