تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - كل فرد من أفراد الأمة غير معصوم وهذه علة كلية واحدة مشتركة بين الأفراد ومع ذلك فالمجموع معصوم والحكم لا ينسحب للمجموع فبطل الكلام.

4 - بعض انواع الفراش يعيش يومين فقط: فلو افترضنا أن الله أراد أن بقى سلسلة الفراش للأبد حيث كلما فنيت فراشة خلق غيرها إلى ما لا نهاية فهاهنا علة مشتركة بين الأفراد وهي أن كل فراشة تفنى ومع ذلك فالحكم لا ينسحب للمجموع فالسلسلة لا تفنى فبطل القانون.

وكل واحد يستطيع بقليل من التفكير ان يوجد أمثلة كثيرة تبطل هذا الكلام.

قال: ولكن الحديث ليس عن أزلية قدرة الله فهذا أمر مفروغ منه

أقول: صدقني هذه النقطة بالذات ليس مفروغ منها كما تظن وقد كررنا الكلام عنها بما يسمع الأصم ووجدنا ردود أقل ما يقال عنها انها تافهة.

قال: الأدلة الشرعية قد دلت على أن الله تعالى لم يكن معه شيء كما لم يسبقه شيء

تقصد حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما والذي فيه: ((جئناك نسألك عن هذا الأمر؟ قال: " كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض)) وفي رواية "ولم يكن شيء غيره"

1 - ظاهر الحديث الكلام عن أول هذا العالم قال الحافظ: ((وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات)) فالأول هو الظاهر والثاني مرجوح فمقصود الحديث-بجميع ألفاظه- الإخبار بابتداء خلق السموات والأرض وأن الله كان قبل هذا العالم ولا شيء من هذا العالم معه وكان عرشه على الماء. ثم خلق السموات والأرض.

2 - هذا الاستشهاد مبني على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ولم يكن شيء غيره)) والجميع متفق على ان الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قال واحداً من هذه الألفاظ لا غير

والآخر روي بالمعنى ولما كان الاخوة يستدلون بواحد منها دون الآخر فاقتضى أن معنى هذا غير ذاك وإلا لاكتفوا بالآخر والرسول صلى الله عليه وسلم قال واحداً منهما وحيث بطل أن يكون قال كلاهما فكان يجب ان يبينوا بالدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اللفظ بعينه دون الآخر ونحن أسعد بالدليل "فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: " {أنت الأول فليس قبلك شيء و وإذا ثبت في هذا الحديث لفظ [القبل] فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله واللفظان الآخران لم يثبت واحد منهما أبدا وأكثر أهل الحديث إنما يروونه بلفظ القبل: " {كان الله ولا شيء قبله} " مثل الحميدي والبغوي وابن الأثير وغيرهم" من كلام شيخ الإسلام.

أما ان الجمع مقدم على الترجيح فصحيح ((لو احتمل أن يكون الحديث صدر منه صلى الله عليه وسلم في مقامين أما إذا كان في مجلس واحد والراوي واحد وقد أخبر انه لم يبق إلى نهاية المجلس بل قام لما سمع هذا القول من النبي ولحق براحلته فلا بد أن اللفظ الذي سمعه أحد هذه الالفاظ الثلاثة والآخر روي بالمعنى فاصبح الجمع لا وجه له)) شرح كتاب التوحيد للعلامة الغنيمان

والحافظ نفسه ذكر ان القصة واحدة والراوية وقعت بالمعنى قال "والحديث له قصة واحدة فاقتضى أن الرواية وقعت بالمعنى" الفتح6/ 289

اما قول بعض الاخوة أن شيخ الإسلام يرى وقوع المخلوقات بالفعل واستدلالهم بقوله: ((وإن قدر)) الخ فهذا عجيب فالذي يرى وقوع شيء لا يقول ((وإن قدر)) فالله حي ولا نقول وإن قدر انه حي!! فهذا دليل على نقيض مطلوب البعض وسبحان من جعل دليلهم عليهم وأما قول الإمام انها هذا كمال فرد على من زعم ان هذا نقص فبين انه لو قدر انه لم يزل يخلق كان كمالاً كما انه لو شاء بإرادته وقدرته على ترك ذلك كان كمالاً أيضاً لقوله ((فعال لم يريد)) والله أعلم.

ـ[حامد الداني]ــــــــ[06 - 08 - 05, 10:07 م]ـ

جزاك الله أخي فيصل علي الإيضاح ...

بعد إرسال آخر ما کتبت"أي المداخلة الاخيرة" بمدة ساعة أو أکثر، ندمت علي إرساله عندما فکرت بك. قلت لنفسي أن الأخ فيصل لا يمکنه أن ينام إذا ما رد علي و لو بإنکار أوضح الواضحات. لذلك السبب أردت أن أمسح ما کتبت، و لکن لم أستطع، ثم حاولت حذفها، لم أستطع ذلک أيضا. و الحمد لله علي کل حال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير