تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدليل السادس: قوله تعالى?فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين? (التوبة:11) فعلق أخوتهم للمؤمنين بفعل الصلاة، فإذا لم يفعلوا لي يكونوا إخوة فلا يكونون مؤمنين لقوله تعالى?إنما المؤمنين إخوة? (الحجرات:10).

الدليل السابع: قوله تعالى?فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى? (القيامة:31) فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين: عدم التصديق، وعدم الصلاة. وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فقال:?ولكن كذب وتولى? فكما أن المكذب كافر، فالمتولي عن الصلاة كافر، فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة. قال سعيد عن قتادة?لا صدق ولا صلى?، لا صدق بكتاب الله، ولا صلى لله، ولكن كذب وتولى كذب بآيات الله، وتولى عن طاعته?أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى? وعيد على أثر وعيد.

الدليل الثامن: قوله تعالى?يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون? (المنافقون:9) قال ابن جريج سمعت عطاء ابن أبي رباح يقول: هي الصلاة المكتوبة ووجه الاستدلال بالآية أن الله حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة، والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار، فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح، يوضحه أنه سبحانه وتعالى أكد خسران تارك الصلاة في هذه الآية بأنواع من التأكيد:

(أحدهما) إتيانه بلفظ الاسم الدال على ثبوت الخسران ولزومه، دون الفعل الدال على التجدد والحدوث.

(الثاني) تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم، فإنك إذا قلت زيد العالم الصالح أفاد ذلك إثبات كما ذلك له، بخلاف قولك عالم صالح.

(الثالث) إتيانه سبحانه بالمبتدأ والخبر معرفتين، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى?وأولئك هم المفلحون? (البقرة:5) وقوله تعالى?والكافرون هم الظالمون? (البقرة: 254) وقوله?أولئك هم المفلحون حقا? (النساء: 151) ونظائره.

(الرابع) إدخال ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر، وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين: قوة الإسناد واختصاص المسند إليه كقوله?وإن الله لهو الغني الحميد? (الحج:64) وقوله ?والله هو السميع العليم? (المائدة:76) وقوله?إن الله لهو الغفور الرحيم?ونظائر ذلك.

الدليل التاسع: قوله سبحانه?إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا الله خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون? (السجدة:15) ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم، ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذكر بها ولم يصل لم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه فلم يؤمن بقوله تعالى?وأقيموا الصلاة? (البقرة: 43) إلا من التزم إقامتها.

الدليل العاشر: قوله تعالى?وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين? (المرسلات:48) ذكر هذا بعد قوله?كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون? (المرسلات:46) ثم توعدهم على ترك الركوع وهو الصلاة إذا دعوا إليها، ولا يقال إنما توعدهم على التكذيب، فإنه سبحانه وتعالى إنما أخبر عن تركهم لها وعليه وقع الوعيد، على أنا نقول: لا يصر على ترك الصلاة إصراراً مستمراً من يصدق بأن الله أمر بها أصلاً، فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقاً تصديقاً جازماً أن الله فرض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب، وهو مع ذلك مصر على تركها: هذا من المستحيل قطعاً، فال يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبداً، فإن الإيمان يأمر صاحبه بها، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان، ولا تصغ إلى كلام من ليس له خبرة ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها، وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها، وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له من الفعل، وهذا القدر هو الذي خفى على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم، وهذا من أمحل المحال أن يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية، ونحن نقول: الإيمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير