(6) الترمذي برقم 2499 وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2499
(7) الحاكم في المستدرك برقم 7623 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم967
(8) البخاري برقم4638 ومسلم برقم 2374
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 08 - 03, 06:20 ص]ـ
27 - ولَا تَعتقِدْ رأيَ الْخَوَارجِ إِنهُ --- َمقَالٌ لَمنْ يَهواهُ يُردي ويَفْضَحُ
(ولا تعتقد) لا تؤمن ولا تدن.
(رأي الخوارج) عبر عنه بأنه رأي , لأنه رأي من نتائج عقولهم ومن نسج أفكارهم لا يقوم على دليل من الكتاب والسنة.
والخوراج إنما سموا بذلك لأمرين:
1 - أنهم خرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وكفروه وناصبوه العداء.
2 - أنهم خرجوا على السنة ففارقوها سواء فيما يتعلق بولي الأمر أو بالمسائل الأخرى.
فالناظم يحذر من الخوارج وقد صحت الأحاديث في التحذير منهم قال الإمام أحمد: صحت من عشرة أوجه. فهو يحذر من رأي الخوارج عموماً , ومن رأيهم في مرتكب الكبيرة خصوصاً , فإن مذهبهم في مرتكب الكبيرة أنه يكون كافراً خارجاً من الملة وهو يوم القيامة من المخلدين في النار أبد الآبدين.
والمعتزلة قالوا بقول الخوارج في حكم مرتكب الكبيرة واختلفوا في شيء واحد. فاتفقوا أنه يخرج من الإيمان وأنه يخلد يوم القيامة في النار.
وخالفوهم في مسألة التنصيص على أنه كافر فقالت المعتزلة ليس بمؤمن وليس بكافر بل هو في منزلة بين المنزلتين فحقيقة قولهم: ليس عنده شيء من الإيمان ولم يدخل في الكفر. وفي الحقيقة مؤدى المذهبين واحد.
(إنه مقال لمن يهواه) هذا تعبير دقيق , لأنه هذه الفرق والمذاهب في حقيقة أمرها مجرد أهواء بها يتركون الكتاب والسنة , ولذا جاء في الحديث (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء) (1) فهو يمتلئ قلبه بالهوى فيعمى بصره ولا يهتدي إلى حق ولا يبصر نصا ولا حديثاً بل يمضي في هواه. والذي يهوى مقال الخوارج لا يحصل من ورائه إلا الخسران والخزي والفضيحة ولهذا قال الناظم (يردي ويفضح) فمآل من يهوى هوى الخوارج الخسران والردى في الدنيا والآخرة , وكذلك يفضح ويخزي ولا أعظم من هذا الخزي بأن يكفر المسلمين يوترك الملحدين ويتسلط على أهل الإسلام ويسلم منه عبَّاد الأوثان.
وإلى اللقاء في البيت الثامن والعشرون
ـــــــــــ
(1) رواه ابن أبي عاصم في السنة بهذا اللفظ برقم69 , وقد صححه الألباني في تحقيقه للسنة.
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 01:45 م]ـ
28 - ولا تكُ مُرْجيًّا لَعُوبا بدينهِ --- ألاَ إِنمَا المُرْجِي بِالدينِ يَمْزحُ
ثم انتقل إلى قول المرجئة فقال (ولا تك مرجيَّا ... )
ما وصف به الناظم المرجئة من أحسن ما يوصفون به فإن المرجئة يمزحون بالدين ويلعبون به , وكلما غلا المرء في الإرجاء كان مزحه ولعبه بالدين أكبر فغلاة المرجئة يقولون لا يضر من الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والإيمان عندهم المعرفة فقط. فأي مزح ولعب بالدين أعظم من هذا , وأي فتح لباب المعاصي والموبقات أعظم من هذا. ينقل عن أحد المرجئة أنه مر على رجل يشرب الخمر , فشتمه المخمور , فقال المرجي: أهذا جزائي وقد جعلتك مؤمناً كامل الإيمان.
والإرجاء في اللغة التأخير , قال تعالى (قالوا أَرجِهْ وأَخَاهُ وَاَرْسِلْ في المدائنِ حاشِرينَ) (الأعراف111)
وإنما سمي المرجئة بذلك لأنهم أخروا العمل عن الإيمان وقالوا العمل ليس جزءا من الإيمان.
ثم افترق المرجئة إلى فرق ,
قسم قالوا: الإيمان المعرفة فقط.
وقسم قالوا: إنه مجرد التصديق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق والاعتقاد.
وهم متفاوتون في الإرجاء , متفقون على إخراج العمل من مسمى الإيمان. وبقدر حظهم من الإرجاء والغلو فيه يستحقون من الوصف الذي ذكره الناظم.
¥