4 - أبوبكر احمد بن ابراهيم: قال أبوالحسن علي بن محمد المعافري المالقي في كتابه الحدائق الغناء (قرأت علي أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الحسن بدمشق عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن كادش السلمي العكبري قال: أخبرنا أبوطالب محمد بن علي بن الفتح االعشاري قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم قال: أنشدنا أبوبكر بن عبدالله بن سليمان بن الأشعث لنفسه في السنة رحمه الله .. ) (4) وذكر الأبيات
ولم يزد جميع هؤلاء فيما ذكروه من أبيات هذه المنظومة على ثلاثة وثلاثين بيتاً.
وقد جاء في آخر كتاب السنة لابن شاهين (5) بعد نهاية الكتاب – وهو من لحق بعض النساخ – إيرادٌ لهذه المنظومة مع زيادة سبعة أبيات بعد الأبيات المتعلقة بالعشرة المبشرين بالجنة , فأصبح مجموع أبيات المنظومة بهذه الزيادة أربعين بيتاً.
والأبيات المزيدة هي.
وسبطي رسول الله وابني خديجة ... وفاطمة ذات النقا أمدح
وعائش أم المؤنين وخالنا ... معاوية أكرم به ثم امنح
وأنصاره والمهاجرون ديارهم ... بنصرتهم عن كبة النار زحزحوا
ومن بعدهم فالتابعون لحسن ما ... حذوا فعلهم قولاً وفعلاً فأفلحوا
ومالك والثوري ثم أخوهم ... ـ أبوعمرو الأوزاعي ذاك المسبح
ومن بعدهم فالشافعي وأحمد ... إماما هدى من يتبع الحق يفصح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم ... وأرضاهم فأحبهم فإنك تفلح
ولاشك في أن هذه الأبيات المزيدة ليست لابن أبي داود رحمه الله , إذ جميع مت رووا القصيدة من تلاميذه لم يذكروا هذه الزيادة , ومن بينهم ابن شاهين رحمه الله كما تقدم في رواية الذهبي للمنظومة من طريقه ولي س فيها هذه الزيادة , مِما يدل على أنها زيدت في القصيدة بعدُ.
ثم وَجدت أن ثلاثة من هذه الأبيات قد زادها ابن البناء رحمه الله كما نبه على ذلك السفاريني في شرحه لهذه المنظومة.
قال رحمه الله في كتابه لوائح الأنوار السنية (هذه الثلاثة أبيات وأولها قوله: وعائش أم المؤمنين , وثانيها: وأنصاره والمهاجرون ديارهم , وثالثها: ومن بعدهم والتابعون ... ليست من كلام الناظم الذي هو الإمام الحافظ أبوكر ابن أبي داود بل من كلام العلامة المحقق ابن البناء من أئمة علمائنا) (6).
وعلى هذا فتبقى أربعة أبيات مزيدة على النظم ولا يُدرى من زادها , لكننا نقطع أنها ليست لابن أبي داود رحمه الله تعالى , ولا تصح نسبتها إليه.
أما معاني هذه الأبيات فلا شك في حسنها وأهميتها , على ضعف تراكيبها وأوزانها , حتى أن القارئ لها ليدرك بمجرد قراءتها أنها مقحمة مزيدة.
الثاني: ابن أبي داود صاحب هذا النظم إمام من أئمة السلف وعلم من أعلام الأمة مشهود له بالفضل والعلم , وبل كان رحمه الله من بحور العلم وأوعية السنة وحفاظ الحديث. وقد سبق أن أشرت في صدر هذا الشرح إلى طرف من النقول عن بعض الأئمة في الثناء عليه وبيان إمامته وفضله وحفظه وإتقانه.
ورأيت هنا أن من المناسب الإشارة إلى بعض ما قيل فيه بغير حق سواء مِما ثبت عن قائله أو لم يثبت , لتبرئة ساحة هذا الإمام والدفاع عنه , فإن مِما يُتقرب به إلى الله عزوجل الذب عن أعراض علماء المسلمين وتبرئتهم مِما يُنسب إليهم زورا وباطلا أو على وجهه الصحيح , ونسأل الله أن يبارك في جميع علمائنا المتقدمين منهم والمتأخرين وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفره.
وأهم ما وقفت عليه منسوباً إلى ابن أبي داود أمران:
أولا: نسبة الكذب إليه , وهي نسبة لا تصح ولا تثبت.
قال ابن عدي (حدثنا علي بن عبدالله الداهري سمعت أحمد بن محمد ابن عمر بن كركرة سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبدالله كذاب. قال ابن صاعد كفانا ما قال أبوه فيه) (7)
وهذا إسناد غير ثابت. قال المعملي رحمه الله (الداهري وابن كركرة لم أجد لهما ذكراً في غير هذا الموضع , وقول ابن صاعد " ما قال أبوه فيه " إن أراد هذه الكلمة فإن كانت بلغته بهذا السند فلا تعلمه ثابتاً , وإن كان له مستند آخر فما هو , وإن كان أراد كلمة فما هي) (8).
قال ابن عدي (ولولا شرطنا لما ذكرته (9) ... وهو معروف بالطلب , وعامة ما كتبه مع أبيه , وهو مقبول عند أصحاب الحديث , وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين له منه) (10)
¥