تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويلك إن الله (لا تتغير) صورته، ولا تتبدل ولكن يمثل في أعينهم؛ أو لم تقر أ كتاب الله: (وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا) الأنفال: [44]، وهو الفعال لما يشاء كما مثل جبريل – مع عظم صورته وجلالة خلقه - في عين النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي، وكما مثله لمريم بشرا سويا وهو ملك كريم في صورة الملائكة، وكما شبه شبه المسيح عيسى ابن مريم في أعين اليهود إذ قالو: (إنا قتلنا المسيح) النساء: [157] فقال: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) النساء: [157] انتهى كلام الإمام الدارمي ملخصاً. انظر: رد الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد (ص 63 – 64).

• وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم؛ فقال رحمه الله: ((وأقرب ما يكون إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة.

• ومن التأويل لهذه الصفة ما يذكره بعض أهل الحديث؛ مثل أبي عاصم النبيل؛ حيث إنه كان يقول: (ذلك تغيير يقع في عيون الرائين؛ كنحو ما يخيل الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة).

• وكذلك ما ذكره عثمان بن سعيد الدارمي (في نقضه على المريسي) حيث قال .... – وذكر كلامه الذي ذكرناه سلفاً.

• ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((- وهذا باطل من وجوه:

• الوجه الأول: أن حديث أبي سعيد امتفق عليه: " فيأتيهم في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مره "؛ وهذا يفسر حديث أبي هريرة: " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون " ويبين أن تلك المعرفة كانت لرؤية منهم متقدمة؛ وفي صورته غير الصورة التي أنكروه فيها.

• وفي هذا التفسير [أي تأويل الدارمي] قد جعل صورته التي يعرفون هي التي عرّفهم صفاتها في الدنيا ح وليس الأمر كذلك؛ لأنه أخبر أن الصورة التي رأوه فيها أول مرة، ل أنهم عرفوها بالنعت في الدنيا.

• ولفظ الرواية صريح في ذلك، وقد بينا أنه في غير حديث ما يُبين انهم رأوه قبل هذه المرة.

• الوجه الثاني: أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ولم يروه في الدنيا في صورة؛ فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها؛ ولهذا قال تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى [11] فلو أرادوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك.

• فعُلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة.

• وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى: " فغشيها من أمر الله ما غشيها، حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها من حُسنها ".

• فالله أعظم من أن يستطيع أحد أ ينعت صورته، وهو سبحانه وص نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم.

• ومعلوم أن قدرتهم على معرف الجنة بالصفات أيسر، ومع هذا فقد قال: " أعددت لعبادي الصالحين، ما لاعبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".

• فالخالق أن لا يكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى.

• الوجه الثالث: أن في حديث أبي سعيد: " فيرفعون رؤوسهم وقد تحوّل في الصورة التي رأوه فيها أول مرة "؛ فقوله [أي الدارمي] " لا يتحول من صورة إلى صورة ولكن يمثل ذلك في أعينهم " مخالف لهذا النص [حيث إن الرواية أثبتت التحول في الصورة ونفاها الدارمي].

• الوجه الرابع: أن أبي هريرة وأبن مسعود من طريق العلاء: " أنه يُمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون " وفي لفظ " أشباه ما كانو يعبدون " ثم قال: " ويبقى محمد وأمته؛ فيتمثل لهم الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون إن لنا غلها ً ما رأيناه بعد "، فقد أخبر أن الله تعالى هو الذي يتمثل لهم، ولم يقل لهم كما قال في معبودان المشركين وأهل الكتاب.

• الوجه الخامس: أن في عدة أحاديث؛ كحديث أبي سعيد وابن مسعود: " قال: هل بينكم وبينه علامة؟ فيقولون: نعم؛ فيكشف عن ساقه فيسجدون له ". وهذا بين أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف.

• وكذلك في حديث جابر: " قال: فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف في الدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير