تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولست بصائم رمضان يوما: ولست بآكل لحم الأضاحى

ولست بزائر بيتا بعيدا: بمكة ابتغى فيه صلاحى

ولست بقائم كالعير أدعو: قبيل الصبح حى على الفلاح

انظر السابق 9/ 263، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 7/ 36 لابن الجوزي، تحقيق محمد ومصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية بيروت سنة 1412هـ.

صحيح، لكن العرب لا تعرف أبدا استوى بمعنى استولى، بل إن أهل اللغة لما سمعوا ذلك أنكروه غاية الإنكار ولم يجعلوه من لغة العرب.

روى الحسن بن محمد الطبري عن أبي عبد الله نفطويه النحوي، قال أخبرني أبو سليمان، قال: (كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ?؟ قال: إنه مستو على عرشه كما أخبر، فقال الرجل: إنما معنى استوى استولى، فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك؟ العرب لا تقول استولى فلان على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل قد استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر) (1).

وقال أبو سليمان الخطابى وهو من أئمة اللغة: (وزعم بعضهم أن الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء، ونزع فيه إلى بيت مجهول لم يقله شاعر معروف يصح الاحتجاج بقوله، ولو كان الاستواء ها هنا بمعنى الاستيلاء لكان الكلام عديم الفائدة، لأن الله تعالى قد أحاط علمه وقدرته بكل شئ وكل بقعة من السماوات والأرضين وتحت العرش، فما معنى تخصيصه العرش بالذكر؟!

ثم إن الاستيلاء إنما يتحقق معناه عند المنع من الشئ، فإذا وقع الظفر به قيل استولى عليه فأى منع كان هناك حتى يوصف بالاستيلاء بعده!) (2).

ومعلوم أن كل تأويل لا يحتمله اللفظ فى أصل وضعه وكما جرت به عادة الخطاب بين العرب هو نوع من التزوير والتدليس والخلط والتلبيس الذي يضيع ثوابت القول وقواعد الكلم، فأهل العلم يعلمون أن إثبات الاستواء والنزول والوجه واليد والقبض والبسط وسائر صفات الذات والفعل لا يسمى في لغة العرب التي نزل بها القرآن تركيبا ولا انقساما ولا تمثيلا، وكان أولى بالصحابة والتابعين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ــ حاشية ابن القيم على سنن أبي داود 3/ 18، دار الكتب العلمية بيروت 1415هـ.

(2) ــ بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لابن تيمية 2/ 438، نشر مطبعة الحكومة مكة المكرمة سنة 1392، وانظر مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم الجوزية 1/ 37 وما بعدها حيث فند العلامة ابن القيم ادعاء الأشعرية بأن الاستواء بمعنى الاستيلاء من اثنين وأربعين وجها وبين ضلال من اعتقد ذلك.

وهم أئمة اللغة وأسياد الفهم أن يعترض واحد منهم على الأقل ويقول: كيف نؤمن بهذه الصفات التى تدل على التركيب والانقسام فى الذات؟ (1).

ولذلك فإن كثيرا ممن نشأ فى الأوساط التى يسودها مذهب الخلف أنكروا تأويلهم المتعسف للنصوص، وادعوا أن السكوت وتفويض الأمر إلى الله هو المسلك المفضل، ظنا منهم أنهم على عقيدة السلف الصالح، فظهرت قضية التفويض التى وسم بها السلف متأثرة بعقيدة الخلف فى فهم المحكم والمتشابه وعدم التمييز بين كون معانى نصوص الصفات محكمات وأن الكيفيات الغيبية هى فقط المتشابهات، وقد سرى هذا الاعتقاد فى نفوس كثيرة منذ ظهور المذهب الأشعرى حتى عصرنا هذا.

يقول أبو سعيد النيسابوري (ت:478): (لأصحابنا في ذلك طريقان، أحدهما الإعراض عن التأويل والإيمان بها كما جاءت والإيمان بها صحيح وإن لم يعرف معناها، وهذا الطريق أقرب إلى السلامة، ومن أصحابنا من صار إلى التأويل والاختلاف صادر عن اختلاف القراءتين في قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ? [آل عمران:7].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير