تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[3]- أن الرسول S بلغ ما لا يعلم ولم يفهم ما جاء فى التنزيل وهذا باطل لقوله تعالى:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفتاوى الكبرى 5/ 14 بتصرف.

? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [إبراهيم:4].

[4]- أن الصحابة خدعوا أنفسهم بادعائهم الفهم وموافقة النبى S فى إيمان لا يعلمون حقيقته، وهذا باطل لقوله تعالى عنهم: ? أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ? [الأنفال/74] ولقوله: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ? [الأنفال:2] فكيف يزدادون إيمانا بتلاوة ما ليس له معنى له.

[5]- أن القول بالتفويض يلزم منه أن ظاهر النصوص يحمل معنى مستهجن يخاف المفوض من مواجهته وهذا باطل لأن اللَّه عز وجل أمرنا بتدبر آياته وفهمها فى حدود مدركاتنا، فقال جل ذكره: ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ? [النساء:82].

وفى الحقيقة إن القول بالتفويض ما هو إلا محاولة للهروب من مواجهة الأدلة لقوة ما ورد فيها من إثبات الصفات.

• أسباب القول بالتفويض.

أولا: الجهل بمذهب السلف من ناحية والرفض الداخلى للمذهب الأشعرى من ناحية أخرى، إذ أن الخلف من الأشعرية وغيرهم قاموا بلىّ أعناق النصوص وذبحها بصورة لا تخفى على عاقل، فأغلبهم لا يقر فى نفسه تفسير الاستواء بالاستيلاء والقهر والغلبة، وإذا أقر به على مضض أقر به ليتملص من إثبات صفة الاستواء الذى ظاهرها عنده باطل قبيح، فإذا خلا بنفسة تردد على ذهنه سؤال لا يفارقه ومن الذى نازع اللَّه على العرش حتى قهره واستولى عليه؟! فلا يجد جوابا شافيا، فيُرضى نفسه بالسكوت والتفويض وترك الأمر برمته مدعيا أن هذا مذهب السلف.

ثانيا: تقليد بعض المشاهير الذين تبنوا القول بالتفويض عن حسن نية، وتبنى بعض المؤسسات العلمية لهذا الأمركما قال صاحب جوهرة التوحيد:

وكل نص أوهم التشبيه: أوّله أو فوِّض ورم تنزيها

فيدعى أن مذهب السلف الصالح هو التفويض ومن ثم يشب طالب العلم من مهده على ذلك، وهو لا يعرف غير هذا الاعتقاد، حتى يصبح أستاذا كبيرا فى الجامعة، أو مدرسا مخضرما فى المادة يدافع عما درسه بقوة ظنا منه أنه على شئ، وإذا ظهر لهم الحق فى هذا الموضوع فقل من لا تأخذه عزة المكانة فيتراجع أمام مذهب السلف.

الخاتمة

سبق أن علمنا أن موقف السلف والخلف من المحكم والمتشابه وأثره على آيات الصفات يتضح من خلال الشكل الآتى:

كيفية الصفة معنى الصفة آيات الصفات

متشابه محكم موقف السلف

غير موجودة متشابه موقف الخلف

كذلك يمكن أن نرى موقف السلف والخلف من قضية التفويض وعلاقتها بفهم المحكم والمتشابه من خلال الشكل الآتى:

كيفية الصفة معنى الصفة آيات الصفات

غير معلوم معلوم موقف السلف

غير موجودة غير معلوم موقف الخلف

وبالمقارنة بين هذين الشكلين يضح لنا أثر الفهم الصحيح لمعنى المحكم والمتشابه على قضية تفويض الصفات الإلهية.

فنحن إذا نظرنا إلى كتاب الله واستقرأنا جميع الأدلة النقلية التى تتعلق بالأمور الغيبية على وجه العموم وبذات الله وصفاته على وجه الخصوص، لا نجد آية واحدة أو حديثا يتحدث عن كيفية الذات وصفاتها أو كيفية الموجودات التى فى عالم الغيب، وكل ما ورد كان الهدف منه إثبات وجود ذات الله وصفاته وأفعاله على التفصيل الوارد فى الكتاب والسنة وبكيفية تليق بالله يعلمها هو ولا نعلمها نحن، وهذا يتطلبا كلاما يحمل معنى مفهوما.

وعلى هذا المفهوم جاءت أقوال السلف الصالح فى نصوص الصفات وسائر الغيبيات: (أمروها كما جاءت بلا كيف) (1).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير