تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ " العلماء ورثة الانبياء " وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} وقال تعالى {انا أوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}).

وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام إنما يشكل عليه ما سبق من تقرير نبوة آدم وشيث عليهما السلام وهم كانوا قبل نوح بلا نزاع مع أن هذه الفترة بين آدم ونوح وهي عشرة قرون كانت على الإسلام والشريعة كما ذكر هم وثبت عن ابن عباس موقوفا عليه عند الطبري والحاكم.

الوجه الرابع التفريق بينهما بالكتاب، فالنبي ليس معه كتاب والرسول معه كتاب:

قال النسقي في تفسيره (3/ 108) ك (وقال النسفي ـ رحمه الله ـ: (… وسئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبى من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله).

قال الشنقيطي في أضواء البيان (5/ 735): (قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} الآية. يدل على أن كلا منهما مرسل، وانهما مع ذلك بينهما تغاير واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو رسول أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي ثبتت بها نبوته، وأن النبي المرسل الذي هو غير الرسول، وهم من لم ينزل عليه كتاب وإنما وأوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة، كما بينه تعالى بقوله: {يحكم بها النبيون الذين أسلموا} الآية).

قال المناوي في فيض القدير (1/ 15): (قال الزمخشري: الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شرع من قبله).

وهذا الوجه في التفريق ضعيف لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا، وثبت عنه بالطرق أنه قال في حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت يا رسول الله كم كتابا أنزله الله قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن)، فحدثي أبي ذر يلزم منه على هذا القول حصر الرسل فيمن ذكر من أصحاب الصحف، وهذا يخالف حديث أبي أمامة في أن عدد الرسل ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا.

الوجه الخامس في التفريق بينهما بالإتيان بالشرع الجديد فالنبي يأتي مجدداً لشرع رسول قبله، والرسول يأتي بشرع جديد:

وهذا الوجه أعم من سابقه فقد يكون الشرع الجديد عن طريق كتاب أو بالوحي من غير إرسال كتاب.

قال النسفي في تفسيره (3/ 108) ك (وقال النسفي ـ رحمه الله ـ: (… وسئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الانبياء فقال مائة الف وأربعة وعشرون ألفا فقيل فكم الرسل منهم فقال ثلثمائة وثلاثة عشر والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه والنبى من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر ان يدعو إلى شريعة من قبله وقيل الرسول واضع شرع والنبى حافظ شرع غيره).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير