تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الشيخ عبدالرزاق عفيفي في مجموع الفتاوى والرسائل (2/ 79): (النبي: مشتق من النبأ، بمعنى: الخبر، فإذا كان المراد أنه يخبر أمته بما أوحى الله إليه، فهو فعيل، بمعنى: فاعل، وإن كان المراد أن الله يخبره بما يوحى إليه، فهو فعيل، بمعنى: مفعول، ويصح أن يكون مأخوذا من النبء (بالهمزة وسكون الباء)، أو النبوة، أو النباوة (بالواو)، وكلها بمعنى: الارتفاع والظهور، وذلك لرفعة قدر النبي، وظهور شأنه، وعلو منزلته. والفرق بين النبي والرسول: أن الرسول من بعثه الله إلى قوم، وأنزل عليه كتابا، أو لم ينزل عليه كتابا لكن أوحى إليه بحكم لم يكن في شريعة من قبله؛ والنبي من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابا، أو يوحى إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ، وعلى ذلك، فكل رسول نبي ولا عكس , وقيل: هما مترادفان، والأول أصح.) (1)

وقال الأشقر في رسالته الرسل والرسالات (ص/15): (والتعريف المختار أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله).

وقد ردّ شيخ الإسلام هذا القول حيث قال في النبوات (ص/173): (وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فان يوسف كان رسولا وكان على ملة ابراهيم وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة قال تعالى عن مؤمن آل فرعون {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا} وقال تعالى {انا أوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما}).

إلا أن ما قاله رحمه الله لا يشكل على هذا القول لإمكان حمل معني الرسول فيما ذُكِرَ على المعنى اللغوي لا على المعنى الشرعي، قال المناوي في فيض القدير (1/ 15): (وقال الشيباني في شرح الفقه الأكبر: الرسول من بعث بشرع مجدد والنبي يعمه ومن بعث بتقرير شرع سابق كأنبياء بني إسرائيل الذين بين موسى وعيسى ومن ثم شبه النبي صلى الله عليه وسلم علماء أمته بهم. قال: فإن قيل كيف يصح هذا وقد قال تعالى {ولقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل} وقد بين ذلك في الكشاف بالأنبياء بين موسى وعيسى. قلت: لعل المراد بالرسل في الآية المعنى اللغوي).


(1) نقلا عن رسالة الفرق بين النبي والرسول للشيخ: عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي.

ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[21 - 11 - 06, 05:42 م]ـ
هذا لا يسمى وحيا ..
فتحديث الملائكة وبشراهم للمؤمنين لا يسمى وحيا.
فالوحي هو إنباء بأمر أو شرع.

أما كلام الملائكة للبشر للتبشير ونحوه فلا يسمى وحيا ... والله اعلم.

فما رأي أهل العلم جزاهم الله خيرا

ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 08:38 ص]ـ
هذا لا يسمى وحيا ..
فتحديث الملائكة وبشراهم للمؤمنين لا يسمى وحيا.
فالوحي هو إنباء بأمر أو شرع.

أما كلام الملائكة للبشر للتبشير ونحوه فلا يسمى وحيا ... والله اعلم.

فما رأي أهل العلم جزاهم الله خيرا

شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا على مرورك.
ظاهر عبارتك أنك تستدرك علي، وأنا لم أفهم وجه تعقبك.

كلامي يتجه لبيان أن الوحي الخاص سواء أكان بالإلقاء في النفس (الإلهام) أو عن طريق إرسال ملك كسيدنا جبريل عليه السلام عندما أرسله الله إلى مريم عليها السلام، أو بالرؤيا الصادقة كالمبشرات كل هذا لا يستلزم أن يكون الموحي إليه نبيا.

وأما قولك: هذا لا يسمى وحيا.
فأقول قد سماه الله تعالى وحيا في كتابه:
قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).
وقال: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى. أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ).

أليس في هاتين الآيتين كان الإيحاء إلى النحل وإلى أم موسى فيه إنباء بأمر.

الشيخ الفاضل أعرف أن مقصودك لا يختلف مع مقصودي فأنا تكلمت عن الوحي الخاص وأنه لا يستلزم النبوة، وأنتم تكلمتم عن الوحي الشرعي العام وأنه يختص بالرسل.
وسؤالي: بماذا تسمى الوحي الذي ذكر في الآيات؟
فإن قلت: نسميه إلهاماً أو تبشيراً.
أقول وهذا هو قولى فسميته وحيا كما قال الله تعالى في كتابه، وخصصته بقولي: (خاص) وفسرته فيما نقلت في مشاركتي السابقة بنحو ما ذكرتَ.
ثم انصب كلامي على بيان أن هذا النوع الخاص من الوحي لا يستلزم النبوة.

وللفائدة:
قلت في كتابي الأساليب العربية - يسر الله إتمام طبعه - تحت عنوان:
يطلق الإيحاء على الإعلام بالشيء في خفية. ولذا تطلقه العرب على الإشارة، وعلى الكتابة، وعلى الإلهام.
قال العلامة الشنقيطي - رحمه الله -[الوحي في لغة العرب يطلق على كل إلقاء في سرعة وخفاء؛ ولذلك أطلق على الإلهام، كما في قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}. وعلى الإشارة كما هو الظاهر في قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ}. ويطلق على الكتابة كما هو القول الآخر في هذه الآية الكريمة – أي قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} -. وإطلاق الوحي على الكتابة مشهور في كلام العرب، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته:
فمدافع الريان عرى رسمها ... خلقا كما ضمن الوحي سلامها
فقوله «الوحي» بضم الواو وكسر الحاء وتشديد الياء، جمع وحي بمعنى الكتابة. وقول عنترة:
كوحي صحائف من عهد كسرى ... فأهداها لأعجم طمطمي
وقول ذي الرمة:
سوى الأربع الدهم اللواتي كأنها ... بقية بطرحى في ون الصحائف
وقول جرير:
كأن أخا الكتاب يخط وحيا ... بكاف في منازلها ولام] (1).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير