وقال صالح بن محمد الحافظ: كان كل ما بلغه من حديث سفيان يحيله على مهران، وما بلغه من حديث منصور يحيله على عمرو بن قيس، وما بلغه من حديث الأعمش يحيله على مثل هؤلاء وعلى عنبسة، ثم قال: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه.
وقال في موضع آخر: كان أحاديثه تزيد، وما رأيت أحد أجرأ على الله منه، وكان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض.
وقال في موضع آخر: ما رأيت أحداً أحذق بالكذب من رجلين، سليمان الشاذكوني ومحمد بن حميد الرازي، كان يحفظ حديثه كله، وكان كل يوم يزيد.
وقال أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالكريم الرازي ابن أخي أبي زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومأ بأصبعه إلى فمه، فقلت له: كان يكذب؟ فقال برأسه: نعم. قلت له: قد شاخ، لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه؟ فقال: لا يا بني، كان يعتمد.
وقال أبو حاتم الرازي: حضرت محمد بن حميد وحضره عون بن جرير، فجعل ابن حميد يحدث بحديث عن جرير فيه شعر، فقال عون: ليس هذا الشعر في الحديث، إنما هو من كلام أبي. فتغافل ابن حميد فمر فيه.
وقال أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي: سمعت أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي في منزله وعنده عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم للحديث، فذكروا ابن حميد، فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جداً، وأنه يحدث بما لم يسمعه وأنه يأخذ أحاديث لأهل البصرة والكوفة فيحدث به الرازيين.
وقال أبو العباس بن سعيد سمعت داود بن يحيى يقول: حدثنا عنه –يعني محمد بن حميد- أبو حاتم قديماً ثم تركه بآخرة، قال: سمعت عبدالرحمن بن يوسف بن خراش يقول حدثنا ابن حميد، وكان والله يكذب.
وقال أبو حاتم بن حبان البستيفي كتاب الضعفاء: محمد بن حميد الرازي كنيته أبو عبدالله: يروي عن ابن المبارك وجرير، حدثنا عنه شيوخنا مات سنة ثمان وأربعين ومائتين، كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات، ولا سيما إذا حدث عن شيوخ بلده، سمعت إبراهيم بن عبدالواحد البغدادي يقول: قال صالح بن أحمد بن حنبل: كنت يوماً عن أبي إذ دق عليه الباب،فخرجت فإذا أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وارة فباس يده فلم ينكر عليه ذلك، وأما أبو زرعة فصافحه، فتحدثوا ساعة، قال ابن وارة: يا أبا عبدالله إن رأيت أن تذكر حديث أبي القاسم بن أبي الزناد، فقال: نعم حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن إسحاق بن حازم، عن ابن مقسم يعني عبيدالله، عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ماء البحر؟ فقال: ((الطهور ماؤه، الحل ميتته)) وقام فقالوا: ماله، قلنا شك في شيء ثم خرج والكتاب بيده فقال في كتابه ميته بتاء واحدة والناس يقولون ميتته، ثم تحدثوا ساعة فقال له ابن وارة: يا أبا عبدالله رأيت محمد بن حميد، قال: نعم، قال: كيف رأيت حديثه؟ قال: إذا حدث عن العراقيين يأتي بأشياء مستقيمة، وإذا حدث عن أهل بلده مثل إبراهيم المختار وغيره أتى بأشياء لا تعرف لا يدري ما هي.
قال: فقال أبو زرعة وابن وارة: صح عندنا أنه يكذب، قال: فرأيت أبي بعد ذلك إذا ذكر ابن حميد نفض يده.
وقال العقيلي في الضعفاء: حدثني إبراهيم بن يوسف، قال كتب أبو زرعة ومحمد بن مسلم، عن محمد بن حميد، حديثاً كثيراً، ثم تركا الرواية عنه، وقال الحاكم أبو أحمد في كتاب الكنى: أبو عبدالله بن محمد بن حميد الرازي ليس بالقوي عندهم تركه أبو عبدالله بن يحيى الذهلي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
فإذا كانت هذه حال محمد بن حميد الرازي عند أئمة هذا الشأن، فكيف يقال في حكايته رواتها منقطعة: إسناد جيد مع أن طريقها إليه من ليس بمعروف.
وقد قال المعترض بعد أن ذكر هذه الحكاية، وتكلم في رواتها: فانظر هذه الحكاية وثقة رواتها وموافقتها، لما رواه ابن وهب عن مالك. هكذا قال! والذي حمله على ارتكاب هذه السقطة قلة علمه وارتكاب هواه، نسال الله التوفيق.
والذي ينبغي أن يقال: فأنظر هذه الحكاية وضعفها وانقطاعها ونكارتها وجهالة بعض رواتها ونسبة بعضهم إلى الكذب ومخالفتها لما ثبت عن مالك وغيره من العلماء).
وقريب من هذا نقل الذهبي وحكم عليه بالضعف كما في الميزان؛ وقال:
"قلتُ: ولم يكن يحفظ القرآن"
وحكم على القصة عبدالله بن عبدالحميد في (أنواع وأحكام التوسل):
(قصة مكذوبة، وسندها غريب ومنقطع)
¥