تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الفساد العظيم وتغيير معالم الدين وإحداث معابد ومزارات وعبادات لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله عز وجل: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ)) (المائدة: 3).

فكل شيء لم يكن مشروعاً في عهده صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه رضي الله عنهم لا يمكن أن يكون مشروعاً بعد ذلك. ولو فتح هذا الباب لفسد أمر الدين ودخل فيه ما ليس منه، وأشبه المسلمون في ذلك ما كان عليه اليهود والنصارى من التلاعب بالأديان وتغييرها على حسب أهوائهم واستحساناتهم وأغراضهم المتنوعة. ولهذا قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة في زمانه رحمه الله كلمة عظيمة وافقه عليها أهل العلم قاطبة.

وهي قوله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها). ومراده بذلك أن الذي صلح به أولها. ولقد صدق في ذلك رحمه الله فإن الناس لما غيروا وبدلوا واعتنقوا البدع وأحدثوا الطرق المختلفة تفرقوا في دينهم، والتبس عليهم أمرهم وصار كل حزب بما لديهم فرحون وطمع فيهم الأعداء، واستغلوا فرصة الاختلاف وضعف الدين، واختلاف المقاصد، وتعصب كل طائفة لما أحدثته من الطرق المضلة، والبدع المنكرة حتى آلت حال المسلمين إلى ما هو معلوم الآن من الضعف والاختلاف وتداعي الأمم عليهم .... الخ. أ ـ هـ

كما أنني أحيل القارئ لعدد من فتاوى العلماء الراسخين وعلى رأسها:

1ـ فتوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم على الاستفتاء الذي وجهته جريدة الندوة في عددها الصادر 20رمضان1383هـ. فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 151).

2ـ فتوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في الرد على الكاتب مصطفى أمين. كما في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ـ لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 1/ 391.

3ـ فتوى اللجنة الدائمة رقم (19729) ـ تاريخ 27/ 6/1418هـ.وهو جواب لسائل يسأل عن حكم زيارة المساجد الأثرية بالمدينة للإطلاع والتأمل في تاريخ السلف ... الخ. وهي في خمس صفحات.

4ـ فتوى اللجنة الدائمة برقم (19592) وتاريخ 16/ 4/1418هـ.في حكم الذهاب إلى آثار قديمة في مدينة البدع.

ولم أذكر هذه الفتاوى خشية الإطالة. وقد ذكرت من الفتاوى ما فيه كفاية.

فهؤلاء هم العلماء السلفيون الوسطيون. أفتوا بتحريم تعظيم الآثار التي يدعو الكاتب إلى إحياءها.

ويدعون إلى هدمها.

قال الكاتب: هذا هو الفكر الوسط المستنير في التعامل مع هذه الأماكن ـ كما في صحيفة عكاظ 10/ 3/1427هـ.

والوسطية لا تكون بمجرد دعوى تُرفع؟

لأن الدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فهي مجرد ادعاء.

الوسطية ليست قولاً بين السنة والبدعة؟

الوسطية ليست أن تختار قولاً ورأياً وتظن أن رأيك بين رأيين وقولين.

وإنما الوسطية باتباع الكتاب والسنة.

ثامناً: ذكر الكاتب دار الأرقم بن أبي الأرقم وقال: إنها تقع في زقاق متفرع عن المسعى على يسار الذاهب إلى الصفا، وهذا الزقاق يبعد عن جبل الصفا بحوالي الخمسين متراً زقاق الخيزران، أما دار الأرقم فكانت تبعد عن المسعى بنحو مائة متر، وهي قريبة من دور سدنة الكعبة المشرفة آل الشيبي ... .

حتى جاء مشروع توسعة الحرم فهدم هذا المبنى عام 1375هـ ... الخ صحيفة عكاظ 10/ 3/1427هـ.

ودار الأرقم بن أبي الأرقم تعامل معها الصحابة رضي الله عنهم كتعاملهم مع بقية الدور يقول الشيخ محمد بن إبراهيم. كما في فتاويه (1/ 152). (وكان الصحابة يعتبرون هذه الدار داراً للأرقم له التصرف فيها شأن غيرها من الدور، وكان الأرقم نفسه يرى هذا الرأي حتى إنه تصدق بها على أولاده، فكانوا يسكنون فيها ويؤجرون ويأخذون عليها حتى انتقلت إلى أبي جعفر المنصور، ثم سلمها المهدي للخيزران التي عرفت بها، ثم صارت لغيرها). أ ـ هـ.

وقد حدد الكاتب مكان هذه الدار، ولكن هذا التحديد يحتاج إلى إثبات بأن هذا المكان هو دار الأرقم.

يقول الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه (1/ 154): (وهذا كله على تسليم كون الدار المعروفة اليوم بدار الأرقم هي دار الأرقم في الواقع وفي النفس من ذلك شيء لأمرين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير