تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - أما قول الله تعالي: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) فإن المقيد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها فمعنى الآية أن الله تعالى قادر على جمعهم متى شاء وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره.

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 02:16 ص]ـ

قال معالي الشيخ (صالح ال الشيخ في شرحه للواسطية)

وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن قدرة الله شاملة للمعدومات والموجودات كما قال سبحانه ?وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ? فإذن الإسماع إسماع الاستجابة ما حصل ولو أسمعهم إسماع الاستجابة لتولوا وهم معرضون.

وهذا تابع للعلم وهو تابع أيضا للقدرة كما قال جل وعلا ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ? ففي هذه الآية إثبات أن الله جل وعلا قادر على هذه الثلاثة أشياء ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ? هو قادر على هذا الشيء، وهل هذا الشيء حصل؟ موجود أو معدوم؟

قال عليه الصلاة والسلام حينما تلا هذه الآية (أعوذ بوجهك) فأُجِيبْ، وقال أيضا في قوله ?أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ? قال (أعوذ بوجهك) فأُجِيبْ وقال في قوله ?أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ? (هذه أهون) لأن الله جل وعلا لم يُعْطِهِ ذلك.

قال العلماء دلت الآية على أن قدرة الله على ما شاءه وعلى ما لم يشأه، فقوله ?وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? فيه عموم في القدرة على ما شاءه وعلى ما لم يشأه وهذا مذهب أهل السنة.

والأشاعرة والماتريدية وغيرهم يقولون إن القدرة لها تعلقان:

تعلق صلوحي، وتعلق قديم.

هذا بحث يحتاج إلى تفصيل لكن أيضا مما يناسب الكلام هذا هنا يقولون إن القدرة، قدرة الله جل وعلا متعلقة بما شاءه.

ولهذا يقول الأشاعرة كثيرا في كتبهم (والله على ما يشاء قدير).

وهذه عند أهل السنة والجماعة باطلة لا يجوز أن يخالف المرء نص القرآن ويقول (والله على ما يشاء قدير) هو نَعَمْ هو جل وعلا على ما يشاء قدير لكن قدرته على ما يشاء وعلى ما لم يشأ فهو سبحانه قدير على ما شاءه وقدير على ما لم يشأه.

فعندهم القدرة متعلقة بما شاءه وعند أهل السنة القدرة متعلقة بما شاءه جل وعلا وبما لم يشأه لقوله سبحانه ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ?.

نعم جاء في بعض الأحاديث (إني على ما أشاء قادر) (وإني على ما أشاء قدير) وهذا يثبته أهل السنة لأنه دليل على أنه جل وعلا على ما يشاء قدير وهذا دلَّ عليه قوله ?عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? لكن عندهم شعار أنهم يُعرِضون عن قوله ?وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? إلى قولهم (والله علم ما يشاء قدير).

وإذا كان شعارا لأهل البدع فإن استعماله فيه موافقة لهم مع صحته في نفسه معنى.

وقول القائل (إنه جل وعلا على كل شيء قدير) هذا يشمل ما شاءه وما لم يشأه وفيه موافقة للنصوص من الكتاب والسنة.

هذا معنى قول شيخ الإسلام (مِنَ الْمَوْجُودَاتِ وَالْمَعْدُومَاتِ) هو على كل شيء قدير من الموجود والمعدوم.


وقال في شرحه على الطحاويه

وقوله (ذلك بأنَّهُ على كلِّ شَيْءٍ قديرٌ) تتعلق به المسألة الخامسة هذه، وهي أنّ أهل السنة يجعلون قدرة الرب جل وعلا متعلقة بكل شيء، واسم الله القدير متعلق بكل شيء، وقدرة الله جل وعلا غير محصورة، بل هو سبحانه قادر على ما شاء وعلى ما لم يشأ جل وعلا، وهذا هو مذهب أهل الحديث والسنة، وبه جاء القرآن العظيم وكلّ ما في القرآن تعليق القدرة بكل شيء ?وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? (1) ? [وَكَانَ] (2) اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا? [الكهف:45]، ?وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا? [النساء:133]، ?إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? (3) ونحو ذلك من الآيات
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير