تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التي فيها تعليق القدرة بكل شيء.

أهل البدع وأهل الكلام يعلّقون القدرة بما يشاؤه الرب جل وعلا فيقولون تعلق قدرة الرب جل وعلا بما يشاؤه ولذلك ترى أنه يعدلون عما جاء في القرآن، بكون (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إلى قولهم والله على ما يشاء قدير؛ لأن القدرة عندهم متعلقة بما شاءه الله وليست متعلقة بما لم يشأه، فعندهم قدرة الله تتعلق بما شاء أن يحصل أما ما لم يشأ أن يحصل فإنه لا تتعلق به القدرة، فإذا قيل هل الله قادر على أن لا يوجد إبليس؟ فيقولون: لا غير قادر. هل الله قادر على أن ى توجد السموات؟ يقولون: لا، غير قادر. لأنّ القدرة عندهم متعلقة بما شاءه جل وعلا، وما لم يشأه في كونه وفي ملكوته مما لم يحصل بعد أو مما حصل خلافه فإنّ القدرة غير متعلقة به، فلذلك فيقول قائلهم: ليس في الإمكان أبدع مما كان. لأن القدرة عندهم متعلقة بما شاءه الله جل وعلا.

وهذا القول باطل بوضوح وذلك لدليلين:

أما الأول: فإن الذي جاء في القرآن كما ذكرنا لك، تعليق القدرة بكل شيء في الآيات التي ذكرت لكم طرفا منها.

الثاني: أن الله جل وعلا قال في سورة الأنعام ?قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ? [الأنعام:65]، ولما نزلت هذه الآية تلاها عليه الصلاة والسلام فقال (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ) قال عليه الصلاة والسلام «أعوذ بوجهك» ثم تلا (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) فقال عليه الصلاة والسلام «أعوذ بوجهك» ثم تلا (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) قال عليه الصلاة والسلام «هذه أهون»، والله جل وعلا لم يشأ أن يبعث على هذه الأمة عذابا من فوقها أو من تحت أرجلها، فيهلككم بسَنَة بعامّة، بل جعل بينهم بأسهم شديد، لحكمته سبحانه وتعالى العظيمة العلية، فدلت الآية على أنّ قدرة الله جل وعلا تتعلق بما لم يشاء أن يحصل (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ)، وهذا لم يشأه الله جل وعلا ومع ذلك تعلقت به القدرة، وهذه من الكلمات التي يكثر عند أهل العصر استعمالُها فليتنبه أنها من آثار قول الاعتزال.

في بعض الأحاديث جاء «والله على ما يشاء قادر» و «إني على ما أشاء قادر» وهذا الجواب عنه معروف بأنه متعلق بأشياء مخصوصة، وليست تعليقا للقدرة بالمشيئة، أو أن يقال قدرته على ما يشء لا تنفي قدرته على ما لم يشأ جل وعلا.


ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[13 - 01 - 07, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.

ـ[سلطان العميري]ــــــــ[23 - 01 - 07, 03:28 م]ـ
في نظري: أنه إذا صح ورود هذه العبارة في النصوص فلا يصح الإنكار على من استعملها.
ومع هذا يمكن ان يفرق في حال المستعمل لهذه العبارة فإن كان ممن عنده إشكال في القدر فإن اللفظ يصبح في حقه مجملا , وإن لم يكن عنده إشكال في القدر فلا داعي للإنكار عليه والله أعلم

ـ[ابن نائلة]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:55 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة: (تنبيه): دل قوله تعالى في آخر الحديث: " و
لكني على ما أشاء قادر أو قدير " على خطأ ما جاء في التعليق على " العقيدة
الطحاوية " (ص 20) نقلا عن بعض الأفاضل: " يجيء في كلام بعض الناس: و هو
على ما يشاء قدير، و ليس بصواب .. ". فأقول: بل هو عين الصواب بعد ثبوت ذلك
في هذا الحديث، لاسيما و يشهد له قوله تعالى: * (و هو على جمعهم إذا يشاء
قدير) * (الشورى: 29) و ذلك لا ينافي عموم مشيئته و قدرته تعالى كما توهم
المشار إليه، و الله أعلم.

ـ[أم حنان]ــــــــ[23 - 11 - 07, 09:25 م]ـ
قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- في كتابه التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية مايلي:

(23) ذلك بأنه على كل شيء قدير:
هذا وصف أزلي، لا يقال بأنه ما استفاد القدرة إلا بعد أن خلق وأوجد المخلوقات، بل القدرة صفة أزلية، وإنما كونه أوجد المخلوقات فهذا أثر ناتج من كونه على كل شيء قدير.
والله هو الذي وصف نفسه بأنه على كل شيء قدير من الموجودات ومن المعدومات، لم يقيد قدرته بشيء معين، لا يعجزه شيء، ولا يجوز التقييد بأنه قدير على كذا، ولا يقال: إنه على ما يشاء قدير، إنما هذا خاص بجمع الله سبحانه وتعالى لأهل السموات والأرض: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} [الشورى: 29] وهذه قضية معينة.

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 11 - 07, 05:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا

ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 11 - 07, 04:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً وجعلكم الله تعالى يا حسام و يا أبا يحي المصري وياابن نائلة من السابقين لمرضاته تعالى وكذلك جميع الإخوة المشاركين والحديث ثابت في المسند 3899 عن ابن مسعود رضي الله عنه باللفظ المسؤول عنه ((ولكني على ما أشاء قدير)) وكذلك في معجم الطبراني الكبير رقم 9775
والنبي صلى الله عليه وسلم أبعد خلق الله تعالى عن الانحراف العقدي فلنتق الله تعالى ولنحتكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أما قول المشايخ فليطرح وليترك ولنترحم عليهم فهم ما أراد وا إلا الحفاظ على التوحيد ولا اعتبار لقول أحد عندما يتعارض مع كلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى هذا فكلام السلف فيه هذه العبارة ولا نأتي ونقول: يحتمل قصد القائل مشابهة المعتزلة أو غيرهم من غير أهل السنة بل القرآن الكريم والسنة الصحيحة وكلام السلف ثم بعد ذلك استمع لكلام المتأخرين
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير