تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما القول بأن إثبات الاستواء يدل على إثبات الجهة وأنه محصور في جهة معينة فالجواب عنه أن لفظ الجهة لم يثبت في الكتاب والسنة، وعليه فيستفصل عن معناه، فإن أريد بالجهة المكان الوجودي المخلوق فالله ينزه عنه اتفاقاً، فالله لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يتحد بها، وإن أريد بالجهة المكان الاعتباري العدمي فهذا ما يثبته أهل السنة. ولا يعتقدون في إثباته ما يخالف حقاً ثابتاً، ولا ما يوجب نقصاً في حق الخالق سبحانه، بل إثبات الجهة بهذا المعنى ضرورة عقلية كما سبق بيانه في الأدلة العقلية.

أما الحدُّ فهو لم يرد – كذلك – نفيه أو إثباته في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وعليه فيستفصل عن معناه فإن أريد بنفي الحدِّ أن الله لا تحصره المخلوقات، ولا يحلُّ فيها، فهذا المعنى صحيح، لا إشكال فيه، بل لا يجوز أن تكون فيه منازعة، وإن أريد بالحد أن العباد عاجزون عن إدراك حقيقته وحده، فهذا أيضا حق نثبته، وأما إن أريد بنفي الحد أنه ليس مبايناً للخلق، ولا منفصلاً عنهم، ولا داخل العالم ولا خارجه، فهذا هذيان ننكره ولا نثبته، بل نرى أن القول به يؤدي إلى نفي وجود الرب، ونفي حقيقته ووصفه بالعدم لا بالوجود. وقد سئل عبد الله بن المبارك بم نعرف ربنا؟ فقال: بأنه على العرش، بائن من خلقه، قيل: بحد، قال: بحد. أي بحد يعلمه هو، ولا يحيط به أحد من خلقه.

أما الاستدلال بحديث (كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء) رواه النسائي. على نفي العلو، فلا دلالة فيه على ما ذهبوا إليه، وذلك أن الحديث يتكلم عن بدء الخلق، وأن الله كان ولا شيء معه من مخلوقاته، وأن أول خلقه كان العرش، بدليل ما رواه الحاكم في مستدركه عن بريدة الأسلمي قال: " دخل قوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يسألونه، يقولون: أعطنا حتى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال: (كان الله ولا شيء غيره، وكان العرش على الماء).

أما ما روي من قولهم: " كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه". فهو أثر موضوع – كما قال العلماء - على أنه يمكن حمله على معنى صحيح، وهو أن يكون المكان المنفي هو المكان المخلوق – كما هو ظاهر النص - وأهل السنة يقولون بذلك، فهم لا يقولون أن الله متمكن في مكان مخلوق بل يقولون: إن الله مستو على العرش بمعنى أنه عال عليه لا أنه مماس له محتاج إليه.

فظهر بهذا أن لا تعارض بين العقل والنقل في إثبات علو الله – سبحانه - على خلقه واستواءه على عرشه بل هو مما اتفقا عليه، وتظافرت الأدلة على إثباته، وأن من أنكره إنما استند إلى بعض النقول التي بان وجه الحق فيها، أو إلى بعض الأدلة العقلية التي اتضح عدم صحتها. فعلى المسلم أن يثبت لله الصفات كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وأن يعلم أن الله لم يخبر عن نفسه بما هو محال أو ممتنع، وإنما أخبر بما هو جائز أو واجب في حقه، ليعرف العباد خالقهم فيتقربوا إليه، ويعبدوه عن علم ودراية.

ـ[عبدالله الراجحي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 04:37 م]ـ

أخي العزيز ابن خميس

أنا مؤمن بعلو الله واستوائه على عرشه فمايحتاج تقيم علي الحجة؟

ثم سؤال أتمنى الجواب عليه منك ولاتتهرب!

هل قول السلف بعلو الله واستوائه على عرشه مرادهم هو علو الذات أم العلو المطلق

لأن نصوص السلف تثبت العلو المطلق وكذا الآيات والأحاديث فيقولون والله فوق عرشه لكن هل مرادهم علو الذات وإذا كان مرادهم علو الذات فلم لم يصرحوا بلفظة الذات ولاتأتني بإجماعات متأخرة غايتها أنها فهم وليست بنص

تأمل كلام ابن جرير

قال:

"فقل علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال" 1/ 222 تفسير ابن جرير

وقال الله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} قال ابن جرير الطبري: تعالى ذكره بقوله وهو نفسه يقول والله القاهر فوق عباده، ويعني بقوله القاهر المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم، وإنما قال فوق عباده لأنه نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر أن يكون مستعليا عليه، فمعنى الكلام إذا: والله الغالب عباده المذل لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه اه*. 7/ 103

فلم يصرح ابن جرير بعلو الذات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير